عبدالباري عطوان: لماذا هذه الحملة الشرسة ضد إسماعيل هنية وحركة “حماس” بسبب المشاركة في عزاء سليماني؟ وما هي أسبابها الحقيقية؟

إب نيوز ٧ يناير

عبدالباري عطوان: لماذا هذه الحملة الشرسة ضد إسماعيل هنية وحركة “حماس” بسبب المشاركة في عزاء سليماني؟ وما هي أسبابها الحقيقية؟ اليس من حقنا ان نّذكرهم بهرولتهم الى دمشق لإعادة فتح سفاراتهم فيها وطهران للمفاوضات السرية معها؟ هنية لم يخطئ.. فلكم شهداؤكم وله شهداؤه.. وهذه ادلتنا

يتعرض السيد إسماعيل هنية، رئيس المكتب السياسي لحركة المقاومة الإسلامية “حماس” الى حملة شرسة من قبل بعض الخليجيين، والسعوديين منهم خاصة، لأنه شارك في جنازة الفريق الراحل قاسم سليماني، رئيس فيلق القدس في الحرس الثوري، ووصفه بأنه “شهيد القدس”.

ان يقوم السيد هنية والوفد المرافق له بتقديم واجبات العزاء الى السلطات الإيرانية واسرة الفقيد، فهذا من ابرز القيم الإسلامية والأخلاقية، وكان مصيبا عندما قال “ان ما قدمه سليماني لفلسطين والمقاومة هو الذي اوصلها الى ما وصلت اليه من القوة والصمود والعطاء”، واعتبر اغتياله “جريمة نكراء تستحق من كل دول العالم الإدانة والرفض”.

نستغرب، بل ونستنكر، هذه الحملة الظالمة على السيد هنية التي تنطلق من منطلقات طائفية وايديولوجية بحته، وتصب في مصلحة أعداء الامة، والعدو الصهيوني على وجه الخصوص، وفي هذه العجالة نجد لزاما علينا التذكير بان المقاومة الإسلامية الفلسطينية استطاعت طرد الاحتلال الإسرائيلي مهزوما مهانا من قطاع غزة بما امتلكته من أسلحة ودعم مالي من ايران، ونتحدى ان يقدم هؤلاء الذين ينتقدون السيدين إسماعيل هنية وزياد النخالة، امين عام حركة الجهاد الإسلامي، دليلا واحدا على تقديم دولهم رصاصة واحدة لدعم المجاهدين في القطاع والضفة الغربية.

تكنولوجيا الصواريخ الإيرانية التي وصلت الى حركات المقاومة الإسلامية في قطاع غزة هي التي حققت الردع مع دولة الاحتلال، وهي التي دفعت بملايين المستوطنين الإسرائيليين الى الملاجئ، وجعلت بنيامين نتنياهو يهرب مثل الفأر من تجمع انتخابي في مدينة اسدود، وجعلت من حروب دولة الاحتلال على قطاع غزة لا تمتد لأكثر من يومين او ثلاثة أيام فقط يهرول في يومها الأول رئيس الوزراء الإسرائيلي الى مصر طالبا وقف اطلاق النار تجنبا لقصف تل ابيب ومطارها.

من حق السيد هنية ان يعتبر الفريق سليماني شهيدا، مثلما هو من حق الآخرين ان يطلقوا على سليماني الالقاب التي يريدونها، لكنه ليس من حقهم التطاول على قائد حركة “حماس” ورفيقه زعيم حركة “الجهاد الإسلامي” بالطريقة التي نشاهدها على وسائل التواصل الاجتماعي، وفي وسائل الاعلام الرسمية، مقروءة او مرئية او مسموعة.

نريد تذكير هؤلاء وحكوماتهم بالحملات المماثلة التي جرى شنها على السلطات السورية وحركة “انصار الله” في اليمن في الأيام الاولى للازمتين، وكيف تغيرت اللهجة كليا، وشاهدنا سفارات خليجية يعاد فتحها في دمشق، ومفاوضات سرية تجري بين الحوثيين والسعوديين في مسقط، ولم نسمع بعدها بتوصيفات مثل “المجوس” و”الرافضة”، وأبناء المتعة، خاصة بعد الهجوم المحوري بالصواريخ والطائرات المسيرة على منشآت أرامكو في ابقيق وخريس مركز أعصاب الصناعة النفطية السعودية.

في المستقبل المنظور سنرى المزيد من الوفود الرسمية السعودية والاماراتية والبحرينية تحط الرحال في طهران، مثلما حدث في الماضي القريب، من اجل المصالحة وبحث تعميق العلاقات، ولا نستبعد زيارة هذه الوفود لضريح سليماني، ولهذا نطالب هؤلاء المتطاولين على السيد هنية وأبناء الشعب الفلسطيني ومن ورائهم بالاتعاظ من الدروس السورية والليبية والعراقية، والتحلي بالحكمة، والا سيندمون وينطبق عليهم القول العربي المأثور “اشبعناهم شتما وفازوا بالابل.. والله اعلم.

“راي اليوم”

You might also like