الشهداء ومشاعرهم…

إب نيوز ١٠ يناير
بقلم/حليمة الوادعي.

جاءت ذكراهم وهم الذين لا ينساهم أحد، وتزينت روضاتهم وهم القناديل المزينة للسماء، وعُرضت صورهم وهم المنحوتين في القلوب، فكل كلمات التعبير شلت أمام وصفهم، وجميع أحرف العربية أعيقت لمجدهم، فهم الحق المبين، وهم النور المنير، وهم الشهداء الخالدين.

فكيف مشاعرهم في ذكراهم السنوية؟! وكيف ضيافتهم الربانية؟! فمشاعرهم تغلب عليها العزة والفخر بأسرهم المحتفلة، وشعبهم الذاكر لهم، وقائدهم المقدس لهم، فيدمعون لأمهات تصرخ وتتوعد بتقديم الأكثر والأكثر، ويبتسمون لزوجات تخلص وتتعهد بالصمود والحث على نهجهم، ويشمخون لأخوات يلبين ويعدين لذكراهم وسنويتهم، فلا أظن أن مشاعرهم ستختلف عن هذه المشاعر، فما أجمل أن يجدوا منا كل هذا الأهتمام بهم، والحنين للقائهم، والجهد لجعل ذكراهم السنوية أعظم مما قد حدث من قبل وأكثر جمال.

فكل ماحدث من إعداد لأسبوعهم هو القليل والقليل أمام ما قدموا وما صنعوا، وكل ماقيل وما سيُقال لن يساوي ذرةً في بحر بطولاتهم وشجاعتهم، فحقاً هم لا يستحقون العيش هنا، بل مقامهم يناسبهُ السماء ونجومها، والضيافة الربانية وجمالها، والخلد في جنات النعيم وأنهارها، فهذا ما ينالوا المخلصين في نياتهم، والمدافعين عن سيادتهم، والمحسنين مع أخوانهم.

فسلاماً عليكم ماحييتم، والسلام على أسلحة نالت شرف جهادكم، والعظمة لميادين مشت عليها أقدامكم، وتميزت بإنجازتكم، فاليوم أنتم الراحلون بأجسادكم الباقون في تاريخنا والصانعين بدماءكم مجدنا، فلله در من نهج نهجكم، وعاراً على من أنكر فضلكم.

.

You might also like