السيدة فاطمة الزهراء (ع): قدوة النساء .

إب نيوز ١٢ يناير

بتول عرندس

نرفع أسمى آيات العزاء لمقام صاحب الزمان عليه السلام باستشهاد جدته الصديقة الكبرى فاطمة الزهراء عليها السلام ولعموم مراجعنا العظام ولكم أيها الأحبة.
في هذه المناسبة الأليمة نستذكر هذه الزهرة الفواحة لستنبط من معين سيرتها العطرة دروسًا في العفة والجهاد الفاطمي الرسالي. من تسير على درب فاطمة (ع) تعرف السعادتين وتحقق رقي الروح والفكر والمقام. فهي المعلمة والملهمة والعارفة والصابرة والمجاهدة. ومن هنا فلا يكفي فقط البكاء بل يجب الاقتداء بسيدة نساء العالمين في كل نواحي الحياة.
ترعرعت في بيئة إيمانية عامرة وعاملة بخدمة وذكر الله، وتأسست لأداء كل الواجبات الإلهية التي لا تتنافى ودورها الروحي والرسالي. فكانت مشروعًا قياديًا توعيًا لنساء الأمة عبر العصور. فمن تنتمي لفاطمة (ع) تعلم نساء عسرها وتثقفهن بثقافة الإسلام الاصيلة وتشجعهن على طلب العلم والمعرفة وتدربهن على بناء الأسر الرسالية المجاهدة، وتدعوهن الى مقاومة الظلم والاستبداد والتمسك بتعاليم الله وتعاليم الدين، وكذلك إلى مواجهة كل الظروف وتحمل كل المسؤوليات التي يتطلبها الواقع.
إن دراسة شخصية السيدة فاطمة (ع) تمتد إلى مجالات متعددة، لعل أبرزها الجانب القيادي الذي لعب دورًا مهمًا في تدعيم قواعد الدين وتثبيت أركانه وتصحيح بعض المفاهيم التي تضمن النمو السوي لكيان العقيدة وتجديد قدراتها لأن تطور المجتمع يتطلب تكاثف جهود الرجل والمرأة ووقوفهما معًا في مواجهة المصاعب التي واجهت نشر الرسالة وفضح الظلمة.
وفي هذا المنظور تقدم السيدة فاطمة (ع) لنا الانموذج الراقي للزوجة الواعية التي تميزت بتربية اطفالها والعناية بزوجها أفضل عناية وتمكنت من صيانة أسرتها على الرغم من انشغالها بالجهاد ونشر الرسالة المحمدية.
عاشت (ع) تحت ظل أبيها وزوجها استشهدت مظلومة ولها من العمر ثماني عشرة سنة وسبعة أشهر، ولكنها ورغم قصر عمرها مدرسة للأجيال في حفظ وإتمام الدعوة وتربية مجتمع نسوي فذ يمتلك مقومات تؤهله لإعداد جيل رسالي واعٍ وريادي.
وهي اليوم وفي زمن الإعلام الهابط والنماذج الرخيصة الزائفة المشوهة التي صنعها اعلام الغرب الوهمي، مدعاة للسعي والجهاد وحماية ابنائنا ومجتمعنا من عواصف الحرب الثقافية الناعمة كنساء قياديات.
واجبنا اليوم رد الاعتبار للدين الحنيف وتعديل الانحراف الذي شوه دور ومحورية المرأة عن طريق زيادة الوعي وتسليط الضوء على سيرتها الشريفة والسعي في السير على نهجها بخطوات ثابتة وركيزة، وتحدي الصعوبات والوصول الى المبتغى الفاطمي في إثبات الحق وبناء مجتمع إسلامي قويم ومجاهد.
تقول الشهيدة السعيدة أم ياسر الموسوي: “فاطمة الزهراء هي الرحم الذي أنجب لنا اثنتا عشر إمامًا. ونقول البطن والرحم الذي أنجب لنا هؤلاء المعصومين، هو نفسه الذي أنجب لنا الامام الخميني، في هذا الزمن المملوء بالكفر. وهذه نعمة عظيمة، نعمة كبيرة. نعمة لا يمكننا أن نقدرها بمقدار. إلا ان نقول الحمدلله الذي خلقنا في هذا العصر.”

You might also like