الامم المتحدة شراكة مع العدوان وحياد عن معاناة اليمنيين

 

إب نيوز ٢٢ يوليو

منير إسماعيل الشامي

لسادس عام وتحالف الع دو ان الإجرامي يوغل في اجرام حربه البشعة، ويتفنن في أساليب حصاره الفضيع وحروبه اﻹقتصادية ،جرب في حروبه كل طرق الاجرام ووسائله ونفذ كل أنواع الحصار وخياراته أدخل الداء ومنع الدواء وقصف المزارع والمخازن ومنع الغذاء، واحتجز المشتقات وأغلق المنافذ والأجواء.

ومع انكساره وتقهقره الذي لم يتوقف للعام الخامس تزيد وحشيتة ضد إنسانية الإنسان اليمني ويتضاعف عجزه بعد استنفذ كل خياراته في الحصار وفي القصف والدمار وفي خنق الشعب وتجويعه بسبب صموده الاسطوري وارادته الفولاذية فتنكشف حقيقته وتظهر أطرافه الخفية فتبرز ظاهرة إلى العلن إزاء عجزها عن البقاء خلف الأضواء، وتمزق رداء الحياد المزيف عنها من فرط غضبها، بأنيابها التي كشرت عنها، ومنظمة الأمم المتحدة وجميع المنظمات المنبثقة عنها، والبرامج المختلفة التي ترعاها هم الطرف الأخير التي أعلنوا رسميا عن شراكتهم الخفية مع تحالف ال ع دوان.

لقد أثبتت في مواقفها العلنية الصريحة منذ بداية ال عد وان عبر أمينها العام وبقراراته ومبعوثيه إلى اليمن وببرامج المنظمات المختلفة التابعة لها انحايزهم المطلق إلى تحالف العدوان، وأكدوا بتلك المواقف والقرارات شراكتهم الحقيقية معه وأنهم جزء لا يتجزأ منه وليسوا في حقيقتهم إلا الممثل الشرعي لمرتزقة الخارج، مهمتهم جميعا دعم العدوان ومساندته، والمتاجرة في معاناة الشعب اليمني ومظلوميته وحقوقه اﻹنسانية.

منظمة اليونيسيف وبرنامج الغذاء العالمي على سبيل المثال أعلنا مؤخرا تخفيض دعمهما الإنساني إلى النصف(أي بنسبة 50%) مما كان عليه في الوقت الذي تتضاعف الكارثة الإنسانية وتتفاقم في المجالات التي تعمل كلا منهما فيها، وبالتزامن مع تحصيلهما دعم الدول المانحة المقر في مؤتمر الرياض المنعقد في الثاني من يونيو الماضي والبالغة 1,350مليار دولار علما بأن هذا المبلغ ليس كافي لرفع معاناة الشعب اليمني الإنسانية فحسب بل تحويلها إلى رفاهية لسنوات.

وفي ظل الوضع الكارثي الخطير جدا والمتنامي الذي يعاني منه الشعب اليمني في مختلف المجالات وتزايد ويلاته التي تتجرعها شرائح المجتمع وتتفاقم مأساتها في كل القرى والمحافظات، وتتطور تبعاتها الكارثية الخطيرة وتتوسع بشكل متسارع كسرعة الصوت للعام السادس جراء استمرار الع د و ان وحصاره وحربه الاقتصادية لم نرى لها ابسط موقف حقيقي لتخفيف معاناة أي يمني خلال سنوات العدوان، بل رأينا ورأى العالم كل مواقفها وقراراتها تصب في مصلحة العدوان وتزيد من معاناة الشعب اليمني من أقصاه إلى أقصاه، رغم مناشدة الشعب لها ومطالبته بالقيام بدورها الانساني في كل وقفاته الاحتجاجية وفعالياته ضد العدوان ،وتنصلت مؤخرا حتى عن إنقاذ سبعة اطفال مرضى بنقلهم بالطائرة التي احضرتها لنقل طفل ﻷحد موظفيها للعلاج بالخارج

وإذا تأملنا في اسباب تضاعف معاناة الشعب خلال سنوات الع دو ان سنجد أن هذه المنظمة الأممية العدوانية كانت ولا تزال أهم أسباب خلقها وتحقيقها للعدوان ، فلم نسمع لها حتى إدانة رسمية لجريمة حرب أ و مجزرة من مجازر العدوان لا بحق الاطفال ولا بحق غيرهم من المدنيين بل إنها لم تدين حتى جرائم الع د و ان في استهداف بعض المنشآت الصحية الدولية، بينما تكون أول من يدين عمليات قوتنا المستهدفة لأهداف عسكرية بحته لل ع داو ن ومشروعة بكل قوانين الأرض والسماء.

وهي من نفذت قرار ال عد و ان ومرتزقته بنقل البنك، وتعهدت بإلزام الطرف الآخر بذلك ولم تحرك ساكنا بعد ذلك، وهي التي تساند ال ع دو ان وتدعمه في جرائم حرب تستهدف المدنيين ويفترض أن تكون من يمنع تحالف العدوان عن ارتكابها وفق صلاحياتها بنص القانون الدولي حتى بقوة عسكرية دولية مثل جرائم إغلاق المنافذ الإنسانية المختلفة، واحتجاز سفن الغذاء والدواء والمحروقات وهي تحمل تصاريح دخول رسمية منها.

وهي التي تدعم تصعيد ال ع د وان للحصار مؤخرا بوقف إدخال المشتقات حتى عن منظمة اليونيسيف التابعة لها والتي تدعم بعض منشأت القطاع الصحي بالمحروقات متجاهلة العواقب الكارثية الوخيمة عن هذه الجريمة التي تمخض عنها جرائم حرب متعددة في حق الإنسانية اليمنية بمختلف القطاعات الخدمية، ولماذا كل هذا الانتقام؟ لإنه تم صرف نصفي راتب للموظفين أول وآخر شهر رمضان المبارك.

وهي التي تسعى بكل جهودها وبطاقتها القصوى ليلا ونهارا لمنعها عن حقنا الشرعي في تحرير مأرب وتطهيرها من دنس الغزاة ورجس المرتزقة منذ لحظة تطهير محافظة الجوف بعد نجاح جيشنا ولجانه بفضل الله بعملية البنيان المرصوص

لم نرى منها ومن أمينها العام ومبعوثيه خلال سنوات ال ع دو ان إلا التبرير للعدوان في ارتكاب ابشع جرائم الحرب العدوانية في حق الشعب اليمني وشرعنة بشاعتها ومحاولة التبرئة للعدوان منها خارجين بذلك عن مهامهم الرسمية وعن كل القيم والمبادئ، وعن كل الأعراف والقوانين، ومنتهكين صراحة للقانون الدولي في كل مواقفهم.

وحتى الموقف الصحيح الوحيد التي كانت هذه المنظمة قد قامت به في ضم تحالف ال ع دوان إلى قائمة المجرمين بحق الطفولة بسبب مجازرة البشعة في حق أطفال اليمن تراجعت عنه بالقرار الجائر لأمينها العام الذي قضى بشطب تحالف الع د وان ونظام الرياض من تلك القائمة.

لم تبق لها في مظلومية اليمنيين حتى ذرة إنسانية تؤكد بها إنسانيتها المزعومة،ولم تترك حتى ذرة في موقف تحتج به أو تستدل على إلتزامها بواجباتها القانونية ولا غرابة في ذلك فكيف نرجو خيرا ممن لا يريدوا أن ينزل علينا خيرا من ربنا وقد أخبرنا العليم الحكيم عنهم بقوله تبارك وتعالى ( مَا يَوَدُّ الَّذِينَ كَفَرُوا مِنْ أَهْلِ الْكِتَابِ وَلَا الْـمُشْرِكِينَ أَنْ يُنَزَّلَ عَلَيْكُمْ مِنْ خَيْرٍ مِنْ رَبِّكُمْ وَاللهُ يَخْتَصُّ بِرَحْمَتِهِ مَنْ يَشَاءُ وَاللهُ ذُو الْفَضْلِ الْعَظِيمِ

من سورة البقرة- آية (105)

You might also like