زينبيات في عصرنا الحاضر

إب نيوز ٤ سبتمبر

*رجاء اليمني

السيدة زينب عليها السلام رفضت الظلم والخضوع؛ فنتعلم منها العزة والكبرياء والعدالة وصوت الحق الذي اخرست به يزيد بن معاوية فقد تربت مع الإمام الحسين عليه السلام على الجهاد ضد الباطل ونصرة الحق وعدم الخوف مهما كانت التحديات. . فوصلت إلى مرحلة جعلت من الطاغية مجرد حثالة بل وقلبت الموازين فحرمت طواغيت آل معاوية لذة الإنتصار. وجرت الرياح بما لا تشتهي السفن ووصلت زينب بصوتها إلى سدرة المنتهى لتقف الملائكة بكل احترام لشموخ وعفة وطهارة وصدق السيدة زينب عليها السلام.

وبذلك أصبحت لنا منهجاً وقدوة فى مواجهة طواغيت العصر ورفضها الظلم. فارتفع صوت العدالة والحق لا نخاف فأصبح الحق لنا عادة وأصبحت مطالبنا إلتزاماً الحق رغم التحديات. فلجأ طغاة العصر إلى الحرب الناعمة لنزع الحياء، العفة، الشرف والشموخ ومن كل زينبية. واستغلوا كل شيء وألبسوا لباس الدين بثياب العصر فأصبحت العباءة تغليفاً بحجة مواكبة الموضة. وبإسم الحضارة والتقدم دعت المنظمات غير الحكومية إلى تحرر النساء وتقليد نساء الغرب ليلحقَوا بقطار التطور والتقدم العلمي.
والسؤال الذي يطرح نفسه لماذا يجب أن تكون كل النساء زينبيات؟
لم أفتش عن عالم رباني أو باحث إسلامي ليقنع الأخوات بذلك. وستتعجبوا بأن الأدلة جاءت من الغرب وعلى لسان أحد المستشرقين الأوربيين إدوارد مونتاغيوا الذي نشر مقاله في الصحف البريطانية في أعقاب الحرب العالمية الثانية
عن شخصية السيدة العظيمة …السيدة زينب ( عليها السلام ) بعنوان :-

*أقتلوا كل زينب*

لذا أخواتي آمل منكم في كل كلمة من كلام المستشرق إدوارد حتى. لا. تحققوا أهدافه.

“لقد فتشنا في كتب العرب التاريخية كإبن الاثير والمسعودي وغيرهم من فحول المؤرخين
فعثرنا على خطبة للسيدة زينب
ومن فقراتها:
*”فكد كيدك واسع سعيك فوالله لن تمحو ذكرنا ولن تميت وحينا ولن تُدرِك أمدنا“ ،،،،،*

من هي هذه المرأة!!؟
إن أقوالها تفلق الحجر لقوتها وهي إمرأة.
إنها تهدد عرشاً عظيماً.
عرش يزيد بن معاوية.
يزيد وحسب ما تعرفنا على سيرته هو من أشباهنا نحن الغربيين ….
نحن في أوروبا نتعاطى الخمور ونتسلى بالمراقص الليلية
ونتسامر عبر العلاقات الجنسية وغيره الكثير.
أما زينب فهي شبيهة بالسيدة العذراء.
حقيقة نعترف فيما بيننا. إن هذه المرأة تشكل خطراً كبيراً يهدد ليس فقط عرش يزيد؛ بل كل عرش مثل عرش يزيد.
إذاً زينب تهددنا نحن أيضاً.
من أين قطعت أن يزيد لن يكون بإمكانه محو ذكرها هي وعائلتها؟
إن هذا التحدي يجب أن يوضع على طاولة البحث والتحليل.
ومن أين قطعت أن رأيه سيكون بدداً وأن عرشه سيسقط؟
إن السيدة العذراء عندنا لم تتحدٓ الأمبراطور الكبير.
ولا زعيم كهنة الكنيسة
إذن، زينب أخطر من العذراء بكثير.
لكن ما هي القوة التي كانت تهدد بها مملكة يزيد
هذا ما يدفعنا للتأمل والتخوف.
*إن زينب هذه يجب أن تموت.*
*ويجب أن لا تأتي زينبات أخريات، وإلا هلكت عروشنا.*
*يجب أن نقتل كل زينب.*
ولذا يتحتم علينا معرفة كل من تحمل من زينب أي مبدأ أو قيم أو خلق أو فكر أو سياسة؛ فنضع لها كميناً نسحقها به، ونقلل من شأنها.
علينا أن نؤسس ثقافة تطارد زينب و تحطمها
فلا تجد لها من يقتدي بها. فيموت أثرها شيئاً فشيئاً. فتخلو لنا عروشنا.
أعزائي نحن نقدس السيدة العذراء؛ ولكن لم نحسب لها اي حساب سياسي،.
أما هذه الزينب فحسابنا السياسي لها يفوق كل حساب آخر.
الآن فقط عرفتم أعزائي السبب الذي جعل أخاها يصطحبها في معركته الحامية، والتي يبدو أنه كان يعلم أن هذه المعركة لا تبقي ولا تذر.
يجب أن نخطط للسنوات القادمة لنسلب من زينب أهم عوامل القوة. ولكي ننجح علينا بصناعة ثقافات وتيارات مضادة.
لا بد أن نقنن ونسن قوانين وسنن تخدمنا في تنفيذ فكرتنا.
علينا أن نوجد بديلاً عن تلك المرأة البطلة العملاقة يتمثل في إمرأة تمثل الجمال، الأنوثة، الأزياء، اللهث وراء الماديات والشكليات والجنس الناعم والرومانسية . بساطة التفكير وضخامة العاطفة.
لا بد من إشغالها بالموضة وكل جديد من الميك آب وأخبار الفنانين وإغراقها في قصص الحب والخيال.
لا بد أن نقضي على فطرة الحياء التي بداخلها
ولن نستطيع إلا بالحيل
والإيهام بالموضة وإستخدام مصطلحات براقة تنخدع بها ومن ثم تنجرف خلفها بسهولة وشيئاً فشيئاً تستوعبها وتقتنع أنها إن لم تجاريها ستفقد انتمائيتها للمجتمع الحضاري و ستوصم بالتخلف والرجعية. والمرأة تحزن لوصفها بالرجعية والتخلف أكثر من حزنها لوصفها بالتهاون في القيم الإسلامية.
إلا صنف زينب فإنه سيصمد. وسيبقى يتمتع بقوة الفكر وعدم الاكتراث للموضة والمظاهر وسيتثبث بالقيم الاسلإمية و الروحية كلما حاربه التيار المضاد أكثر.
فإذا استطعنا تفريغ المرأة من شخصية زينب وبقايا زينب فذلك بداية الإنتصار.

إعلموا أنكم لن تستطيعوا تفريغ رجال المسلمين من محتواهم الفكري والأخلاقي؛ ولكن المرأة هي من تستطيع تفريغهم من ذلك.
فأوكلوا لها المهمة وكافؤها بالمديح وإغداق المصطلحات الجميلة.
أسمعوها باستمرار كلمات تنسيها قيمها من قبيل
كوني أنثى
ناعمة
جميلة
يعشقها الرجل
كوني عصرية في أفكارك
ذات جاذبية و سحر خلاب…الخ
إصنعوا لها أزياء تكشف مفاتنها و شيئاً فشيئاً طوروا هذه الأزياء إلى أن تكون قد تدربت على خلع الحياء فيسهل عليها التعري أمام محارمها وغير محارمها.
حينها سينشغل بها الرجل و تتأجج غرائزه إن كان شاباً انصرف عن ثورة الشباب الواعي وإن كان كهلاً انصرف عن حكمة الكهولة و النضج
وإن كان شيخاً انصرف عن الاستفادة من تجارب سنوات عمره.
فمثل هذه المرأة كفيلة بتربية نشئ مفرغ من محتواه. فهي لن تربي أبناءها إلا على ما استساغته.
سخروا وسائل الإعلام
من كتب مجلات مسلسلات أفلام برامج ….لتشتغل بكاملها على هذه المهمة.
وبعد سنوات وافونا بالنتائج الباهرة
أخلطوا عليها الدين بالحضارة وبالموضة
اجعلوها تمارس دينها وشعائر دينها ولكن دون أن يكون له أي تأثير حقيقي على روحها، بل على طريقة الطقوس عندنا؛ مجرد أداء.

*حاولوا قدر ما تستطيعوا إدخال فكرة الاستهجان في ذهنها عن واقعة عاشوراء……*

You might also like