دماء غزة.. صرخة في وجه صمت العالم

دماء غزة.. صرخة في وجه صمت العالم

إب نيوز ١ مايو

بقلم/ إبتهال أبوراس

في زمن أصبحت فيه الأرقام مجرد إحصاءات باردة، تتحول أرقام شهداء غزة إلى نداء استغاثة يهز الضمير الإنساني، أكثر من ثمانية عشر ألف طفل قضوا نحبهم تحت القصف، وسبعة آلاف عائلة مُسحت من سجلات الوجود، وألف وأربعمائة طبيب وطبيبة سقطوا وهم يحاولون إنقاذ ما تبقى من الحياة. هذه ليست مجرد أرقام، بل هي فصول من مأساة إنسانية تكتب بحبر من الدم والألم.

إن المجاعة التي تضرب قطاع غزة اليوم لم تعد تهديداً بعيداً، بل واقعاً ملموساً يدفع الأطفال إلى التهام أوراق الأشجار وفضلات الطعام. مشاهد لا يمكن لعين أن تراها دون أن تدمع، ولا لقلب أن يتحملها دون أن ينفطر. حصارٌ متعمد يمنع حتى الأدوية الأساسية، في مشهدٍ يذكرنا بأحلك فترات التاريخ البشري.

وفي القدس، تستمر انتهاكات الصهاينة للمسجد الأقصى تحت سمع العالم وبصره، تدنيس المقدسات لم يعد عملاً استثنائياً، بل أصبح جزءاً من سياسة ممنهجة تهدف إلى طمس الهوية العربية والإسلامية للمدينة المقدسة. كل هذا يحدث بينما تقف الأنظمة العربية والإسلامية عاجزة، أو بالأصح غير راغبة في تحمل مسؤولياتها.

ولكن وسط كل هذا الظلام، تبقى إرادة الحياة أقوى. كل شهيد، كل جريح، كل دمعة تسقط على أرض غزة هي شهادة حية على صمود شعب يرفض أن يموت، وأن القضية الفلسطينية ليست مجرد قضية سياسية، بل معركة إنسانية تخص كل من يملك ذرة من إنسانية. السؤال الذي يطرح نفسه بقوة: إلى متى سيستمر صمت الدول العربية والعالم؟ وإلى أي مدى يمكن للضمير الإنساني أن يتحمل مشاهدة هذه المأساة دون أن يتحرك.

You might also like