الهداية القرآنية في سيرة نبي الله إبراهيم: الرشد ضد الباطل والتضحية والتأسيس”
إب نيوز ٢٩ مايو
فهد شاكر أبوراس
القرآن الكريم لم يقدم سرداً تاريخياً مجرداً، بل عرض نماذج ملهمة تحمل “الهدايا المهمة التي نحن في أمس الحاجة إليها”، في المحاضرة الأولى للسيد القائد عبدالملك بدرالدين الحوثي “يحفظه الله” أشار إلى أن الله سبحانه وتعالى ذكر مقامات نبي الله إبراهيم “عليه السلام” لأنها تتضمن الكثير من الدروس المهمة.
ومن خلال التركيز على المحطات الثلاث البارزة في حياة نبي الله إبراهيم “عليه السلام” لفت السيد القائد “يحفظه الله” إلى أن المحطة الأولى في العراق مثلت نموذجاً حياً لمواجهة الشرك الفكري.
واستدل بقول الله سبحانه وتعالى: {إِذْ قَالَ لِأَبِيهِ وَقَوْمِهِ مَا هَذِهِ التَّمَاثِيلُ الَّتِي أَنْتُمْ لَهَا عَاكِفُونَ}، مشيراً إلى أن هذا السؤال كان مفتاح تفكيك الباطل، إذ أجبر القوم على الإعتراف بافتقادهم للحجة حيث ردوا: {قَالُوا وَجَدْنَا آَبَاءَنَا لَهَا عَابِدِينَ}، وأوضح السيد القائد “يحفظه الله” أن المشكلة تكمن في “تشبثهم بشدة من الباطل الذي هم عليه” رغم وضوح الحق، وهو ما يعانيه اليوم من يتشبثون “بالأفكار الظلامية والمعتقدات الباطلة”.
انتقل السيد القائد “يحفظه الله” بعد ذلك إلى الحديث عن المحطة الثانية: ممثلة بـ (الهجرة إلى الشام) كـ”خطوة عملية كبيرة وحساسة”، مؤكداً أنها تجسيد لضرورة التضحية في سبيل العقيدة، وربط بين تلك الهجرة و “المقامات التي سبق الحديث عنها”، موضحاً أنها كانت نتيجة طبيعية لـ “الإنحراف الخطير” الذي كان يمثله الشرك، بحيث ينتج عنه “تنكر لأكبر الحقائق” و”إعراض كامل عن هدى الله”.
أما المحطة الثالثة في مكة، أبرز فيها السيد القائد “يحفظه الله” دور نبي الله إبراهيم “عليه السلام” في التأسيس العملي لعبادة الله وحده، عبر بناء البيت الحرام وإقامة مناسك الحج، وشدد على أن هذه المحطة تظهر كيف أن الرسل “يعملون بكل جد، وبكل اهتمام، مستشهداً بقول الله سبحانه وتعالى عن نوح: {إِنِّي دَعَوْتُ قَوْمِي لَيْلًا وَنَهَارًا}.
وفي محور محوري، ركز السيد القائد “يحفظه الله” في المحاضرة الأولى على مفهوم: {وَلَقَدْ آتَيْنَا إِبْرَاهِيمَ رُشْدَهُ} موضحاً أن “الرشد” هو العنوان الجامع لمسيرة الأنبياء، وعرفه بأنه يشمل “الإهتداء للخير، إصابة الصواب، الإتجاه الصحيح، الإستقامة في الطريق”، مشيراً إلى أن القرآن الكريم “يهدي إلى الرشد” ويجعل الإنسان “راشداً في فكره ومواقفه”. وحذر من “البديل عن الرشد” وهو الغواية، التي يقودها “الغاوون” الذين يقدمون للناس “الأفكار الخاطئة والمواقف السيئة”.
ثم ختم السيد القائد “يحفظه الله” المحاضرة بالتأكيد على أن أزمات الأمة من “معاناة وشقاء ومظالم” تعود إلى ابتعادها عن الرشد الإلهي، فحين لا يهتدي أبناءها بهدى الله، فإنهم يتقبلون الأفكار الباطلة التي تصل بهم إلى التيه والإعراض عن الحق”. وأكد أن الله سبحانه وتعالى قدم لها “الهداية الكاملة” في القرآن الكريم الذي هو “نور وبصيرة يضيء الدروب”، داعياً أبناء الأمة إلى الإقتداء بنبي الله إبراهيم “عليه السلام” كنموذج حي للقائد الراشد الذي جسد في حياته “أرقى نموذج” للتمسك بالحق.