صراع هادئ ينبأ بظهور تحالفات جديدة في الشرق الأوسط..!!

صراع هادئ ينبأ بظهور تحالفات جديدة في الشرق الأوسط..!!

إب نيوز ١ يونيو

غيث العبيدي.

▪️ ناتو الأوسط الجديد.

سوريا وإسرائيل وكل دول الخليج الفارسي، عدا مسقط ”بعد إخذ التطمينات اللازمة من ترامب، خلال زيارته الأخيرة للمضارب الخليجية، بعدم المساس بأراضيهم، مقابل أستمرارهم بدفع الجزية بأشكال مختلفة“ وبالأتفاق مع الحكومة اللبنانية، ”على أن تتكفل الدول أعلاه بمساعدتها وحمايتها“ يستعملون بعض الوسائل الإعلامية والدبلوماسية، بإشراف أمريكي على المباشرة بمشروع التمدد الإسرائيلي في سوريا، حتى الحدود العراقية ”إسرائيل الكبرى“ والذي سيتمخض بدوره لينتهي ويسفر عن ولادة مشروع التمدد السوري في لبنان، على حساب حزب الله ”سوريا الكبرى“ بأشراف أنقرة التي تنظر إلى لبنان بمنظور جيوسياسي وجيوأقتصادي، وبمساعدة تل أبيب، التي تسعى لتوفير طوق آمن لها، وسيكون هذا المشروع بمثابة الثمرة النهائية لمواصلة النهج العثماني والاسرائيلي في لبنان لعقود أخرى من الزمن.

تصريحات الجولاني الأخيرة، والفاتحة لأبواب التطبيع مع إسرائيل والتي قال فيها؛

”نريد شراكة أمنية مع إسرائيل، وترامب رجل السلام، ولدى سوريا وإسرائيل أعداء مشتركون في المنطقة، ويمكن لسوريا وإسرائيل أداء دور رئيسي في الأمن الإقليمي“

وفي تصريح سابق خلال لقائه الزعيم الدرزي وليد جنبلاط في سوريا قال؛ ”لبنان يشكل العمق الاستراتيجي لسوريا“ مضافاً لها زيارة ترامب الأخيرة لكل من السعودية والإمارات وقطر، الموصوفة بالتأريخية، والتى ناقش فيها ملفات مهمة مثل؛ الصفقات الاقتصادية والدفاعية والاتفاقات الإبراهيمية، ورؤى سياسية وأمنية وأقتصادية مستقبلية مشتركة، بين أمريكا من جانب والدول الخليجية من جانب أخر، وإصرار إسرائيل على مواصلة إستهداف حزب الله اللبناني، دون رد رسمي ”عسكري أو دبلوماسي“ يذكر من حكومة نواف سلام، يمكن تعريفها على أنها واقعة في هذا السياق وداعمة لكلا المشروعين أعلاه.

▪️ المعرقلات والموانع.

🔸 مصر.

كلما أزداد أستقرار الجماعات الإخوانية في سوريا وتعاونت مع باقي التنظيمات الإرهابية المرتبطة بالسلفية الوهابية في الخليج، وأستقوت بواشنطن وتل أبيب وأنقرة، شكلت مصدر تهديد على الأمن القومي المصري، ومصالحها الإقليمية، وأستقرارها الداخلي، فقد تصبح مركز جديد للتواصل مع الفكر الإخواني المتواجد أصلآ في مصر، والذي يمثل تهديد مباشر لها سواءً من دمشق أو من الداخل المصري ذو التجربة الإخوانية السابقة، وأمتلاك مصر لجيش كبير ويمتلك أسلحة متطورة يقلل من فرص نجاح هكذا مشاريع.

🔸 أيران.

حذرت صحيفة المعاريف الإسرائيلية، في وقت سابق، من تهديدات غير مسبوقة تواجه الأمن القومي الإسرائيلي في حال حدث تقارب بين طهران والقاهرة، واكدت أن مثل هكذا تقارب قد يشكل تهديد مباشر على الأمن القومي الإسرائيلي ويفشل كل مخططاتها ومشاريعها في المنطقة، ويعزل إسرائيل عن جيرانها، وتؤثر في التوازنات الإقليمية الحالية، فكلما تحسنت العلاقات بين البلدين، انخفضت نسبة نجاح المشاريع الإسرائيلية في الشرق الأوسط، علمآ أن كلا البلدين يملكون الإرادة وماضين في هذا الاتجاه، وغداً ستكون الزيارة الثانية لوزير الخارجية الإيراني ”عباس عراقچي“ بدعوة من نظيره المصري ”بدر عبدالعاطي“ بعد الزيارة الأولى للقاهرة عام 2024، لتعزيز العلاقات الثنائية، والتنسيق بشأن التطورات الإقليمية الحالية.

🔸 العراق.

الواقع الإسرائيلي الجديد في سوريا قد يؤسس لتحركات واسعة في المستقبل، في محاولة لأستغلال المتغيرات الإقليمية في سوريا ولبنان وحتى في المنطقة الشمالية والغربية من العراق ذات الترحيب الواسع بسوريا الأموية الجديدة، قد تشكل خارطة توغل إسرائيلية جديدة، بعناوين غير اسرائيلية في الداخل العراقي، مما يعني اكتساب حدود فعلية مع العراق للمرة الاولى في التأريخ، لتشكل تهديد مباشر على الأمن القومي العراقي، بضغوط أمنية أمريكية وقد يكون ”المشروع الامريكي لتحرير العراق من إيران أحداها“ العراقيون جاهزون ومهيئون لكل أشكال الحروب والصدمات مع اسرائيل أو غيرها من الدول أو التنظيمات الإرهابية، ويملكون جيشاً جبارآ وحشدآ قوياً ولهم باع طويل في التعامل مع هكذا ظروف، مما يقلل من نسب نجاح المشاريع أعلاه في المنطقة.

▪️ المحصلة النهائية.

صراع مشروعي ”أسرائيل الكبرى وسوريا الكبرى“ صراع هادئ بلا ضجيج سياسي، وصخب إعلامي، وجعجعة عسكرية، وشوشرة أجتماعية، وقد ينبأ بظهور تحالفات جديدة في الشرق الأوسط، تشمل كل من أمريكا وأسرائيل ودويلات خليج فارس من جهة، والعراق وإيران ومصر والأردن «في حال راعى ملك الاردن مصلحة الشعب الاردني، بأعتبار أن أمن المملكه القومي، مرتبط إلى حد كبير بأمن كل من العراق ومصر» من جهة أخرى.

وبكيف الله.

You might also like