حاميها حراميها..
إب نيوز ١٩ يونيو
بقلم الشيخ /عبدالمنان السنبلي.
اعتقد الخليجيون أن وجود القواعد الأمريكية في بلدانهم يمثل مصدر حماية لهم من أي تهديدات خارجية، وإذا بها اليوم، في ظل التهديدات الأمريكية لإيران، تتفاجأ بأنها يمكن أن تمثل أيضاً مصدر تهديد..
وأي تهديد..؟
تهديد وجودي بكل ما تعنيه الكلمة من معنى..!
أن تتخذ القوات الأمريكية من هذه القواعد منطلقاً لها في شن أي عمليات أو هجمات عسكرية على إيران، فهذا يعني أن دول الخليج ستجد نفسها قد أقحمت في حرب إقليمية واسعة وكبرى لا ناقة لها فيها ولا جمل..
ولن يكون بمقدور الخليجيين طبعاً منع الأمريكان من استخدام هذه القواعد العسكرية، والتي يفترض أنها أصلاً محكومة بمعاهدات واتفاقيات ملزمة للطرفين..
ولن يكون بمقدورهم أيضاً تحمل تبعات وتداعيات ونتائج مثل هذا الأمر نظراً، وكما تعلمون، لتركيبتهم الكرتونية والبلاستيكية المعروفة..
ماذا يعني هذا..؟
يعني أن «ترامب» الذي أغدقوا عليه بما يقارب الخمسة تريليونات دولار طمعاً في حمايته لهم، لا يأبه أصلاً بهم ولا بأمنهم ومصالحهم أن تتعرض للخطر أو حتى «تغور» في ستين داهية..
وأن «البعبع» الذي دأب الأمريكان على تخويفهم به، قادم إليهم لا محالة، ولن ينجوا منه، ليس بسبب أنه «بعبع» أصلاً، ولكن بسبب أن من عكفوا على استنزاف أموالهم وثرواتهم بدعوى حمايتهم من خطر هذا البعبع (المصطنع) قد عمدوا وعملوا زمناً على استثارة هذا «البعبع» وتهييجه عليهم..
وإذا بحاميها طلع حراميها..
من هنا كنا، ولا نزال، نحذر دائماً من خطورة وجود أو استجلاب أو استحداث مثل هذه القواعد العسكرية في منطقتنا العربية..
وأن لا سبيل لدول هذه المنطقة سوى التعايش الأخوي والتعاون على البر والتقوى لا الإثم والعدوان..
لكن يا فصيح لمن تصيح..
#جمعتكم_مباركة
#جبهة_القواصم