كان بإمكان إيران..
إب نيوز ٢٠ يونيو
كان بإمكانهـا، في تعاطيها وتعاملها مع الكيان الصهيوني، أن تتعامى مثل باكستان، أو تتعاون مثل تركيا، أو تتآمر مثل الإمارات والسعودية ومصر والمغرب والبحرين..
كان بإمكانها أن تبقي على علاقتها الحميمية مع هذا الكيان المجرم، ومع أمريكا ودول الغرب بالصورة التي كانت عليه أيام نظام حكم الشاه..
كان بإمكانها أن تقول أن فلسطين قضية عربية، وأن أمر ومسؤولية تحريرها أو مناصرتها أو دعمها لا يمكن أن تقع إلا على عاتق العرب وحدهم فقط..
كان بإمكانها أن تفعل وتقول ذلك كله..
ولن يلومها أحد..
أو يعتب عليها أحد..
على الأقل كانت ستسرح وتمرح في المنطقة وتهيمن عليها كيفما تشاء، وأينما تشاء، ومتى تشاء..
ولن يكلمها أحد،
أو يؤاخذها أحد..
وكانت ستُصدِّر ثورتها في أي اتجاه تريد..
وتمارس أحلامها التوسعية، ومشاريعها الإمبراطورية، عيني عينك، وأمام الجميع، فتصنع ما تريد، وتطور ما تشاء، سلاحاً نووياً أو كيماوياً أو جرثومياً، أو حتى (حممي)..
ولن يعارضها أحد..
أو يستعديها أو يحاصرها أحد..
لكنها أبت، وآثرت أن تخسر علاقتها الحميمية والمميزة التي كانت تقيمها مع أمريكا والكيان الصهيوني على أن تخسر انتمائها وهويتها الإسلامية..
أن تخسر العالم كله على أن تخسر «فلسطين»..
وأن تعادي وتواجه أمريكا والكيان الصهيوني لعيني «فلسطين» والأمة الإسلامية..
هذه هي إيران الإسلامية..
ويجي لك اليوم واحد منبطح يقول ويشيع في الناس أن إيران تتاجر في قضية فلسطين، وأنها فقط تتخذ منها وسيلة للنيل من الدول العربية والعمل على تخريبها والعبث بمحتواها وخارطتها المذهبية والفكرية والثقافية والسياسية؛ ليتسنى لها السيطرة عليها وعلى مقدراتها..
يا حبيبي:
لو كانت إيران كذلك، لكانت، بكل بساطة، قد سلكت الطريق الأول الأسهل والأقل كلفة، ولكانت، وبدعم أمريكي وصهيوني لا محدود، (داعسة) على أكبر كبير في المنطقة العربية..
ولكانت، من بدري، قد صدرت ثورتها وأفكارها، بلا رقيب أو عتيد، وغصباً عن كل ناعق وناهق..
ولكانت أيضاً أغنى وأثرى وأعتى من أغنى وأثرى وأعتى دولة عربية اليوم..
ولكان الطريق إلى أمريكا لا يمر إلا عبرها،
ولكان كل حاكم أو نظام عربي يخطب ودها ويتمنى رضاها..
ولكان أمام الحرم المكي أو المدني، وبأمر ملكي، لا يستهل خطبته أو موعظته إلا بالدعاء لها ولمرشدها وشعبها..
لكنها لم تشأ أن تكون كذلك..
أو أن تسير في ذلك الطريق..
تحملت المشاق والصعاب والحصار، وركبت الأخطار والأهوال، واستعدت العالم كله على أن تسير في ذلك الطريق..
واختارت الطريق الآخر..
اختارت طريق المقاومة..
وهذه هي الحقيقة..
فهل لا يزال عندك شك في ذلك..؟
#الشيخ_عبدالمنان_السنبلي
#جبهة_القواصم