جديـر بالقـراءة..
إب نيوز 6 يوليو
هل تعرفون ما هي مشكلة العرب والمسلمين..؟
مشكلتهم ببساطة أنهم لا يزالون يفكرون بتلك العقلية المتسلطة والمتصلبة والمتحجرة التي كان يفكر بها الأوروبيون في زمن العصور الوسطي، العقلية التي لم تكن تقبل أو تسمح للعقل بأن يفكر خارج حدود المألوف أو المتعارف عليه..
العقلية التي حكمت، ذات يوم، على «جاليلو» بالسجن مدى الحياة، وكادت أن توصله، في لحظة، إلى منصة الإعدام حرقاً؛ لا لشيء فقط سوى لأنه قال أن الأرض كروية وتدور حول الشمس..
العقلية التي لو قُـدر مثلاً لـ«إينشتاين» وعاش في تلكـم الحقبة أو المرحلة؛ لكان مصيره أيضاً الإعدام حرقاً على ما جاء به في نظريتيه النسبيتين، العامة والخاصة بتهمة «الهرطقة» ومخالفة الكنيسة..
العقلية التي جعلت الكنيسة «الكاثوليكية» تدخل، في صراعات إثنية وصدامات دينية دائمة ومستمرة زمناً طويلاً مع الكنيسـة «البروتستانتية»..
والعكس بالعكس طبعاً..
العرب والمسلمون للأسف الشديد لا يزالون مؤطرين ومحكومين بهذه العقلية المتبلدة والجامدة..
العقلية التي سلبت البعض كل فرص التفكر والتدبر والتأمل وإعادة النظر في أمور وأشياء قابلة للنقاش وخاضعة للتفنيد والنقد بدعوى أو بأخرى..
تسألهم عن «أردوغان» مثلاً، فيقولون:
(خليفة المسلمين)، أو هكذا يصفونه لا لشيء سوى أنه يتشابه معهم أو يمثل تياراً أو توجهاً مشابهاً لذلك الذي يدينون ويؤمنون به..
وحين تسألهم عن «مصطفى كمال أتاتورك»، يقولون:
صهيوني علماني كافر، أو هكذا يصفونه..
بالله عليكـم..
هل ينفع أن نقول مثلاً عن من يترأس أو يقف اليوم على رأس نظام أسسه وأرسى قواعده ومبادئه إنسان صهيوني علماني كافر، أنه (خليفة المسلمين)..
هل يصـح أن نقول عن من يمثِّـل اليوم النظام الذي انقلب ـأصلاًـ وأجهز كلياً، وللأبد، على آخر نظام «خلافة إسلامية» أنه (خليفة المسلمين)..؟!
حتى لو كان مؤمناً ورعاً تقياً في نفسه أو صالحاً نقياً في ذاته، فلا يجوز ولا يصح أن نقول ذلك أبداً لولا أن أصحابنا هؤلاء لا يعقلون ولا يفكرون إلا بعقلية الخراف..!
العقلية التي ظلت، ولا تزال، تقود البعض إلى رفض فكرة الإعتراف بحقائق مثبتة علمياً مثل: كروية الأرض ودورانها حول الشمس، بل وتقودهم أيضاً إلى تفسيق وتكفير من يقول أو يؤمن بذلك؛ لا لشيء فقط سوى لمجرد أن هذا لم يثبت أو يقول به السلف، أو هكذا يفكرون..!
تخيلوا فقط..
لو أن الأوروبيين لا يزالون يفكرون بهذه العقلية،
لو أنهم لم يتحرروا منها..
ماذا كان سيحدث..؟
كنا على الأقل سنشهد انقسامات وخلافات وتجاذباتٍ وصراعات فيما بينهم كهذه التي نشهدها اليوم في عالمنا العربي والإسلامي..
كنا سنجد فيهم أيضاً من لا يعتقد أو يقبل بما ذهب إليه «اينشتاين» مثلاً في رؤيته للزمن، أو ما قاله «راذرفورد» في تعريفه للذرة بحجة وذريعة أن القول بذلك مخالف تماماً لما جاء به أو قاله السلف «نيوتن» و«طومسون»..!
أو هكذا كانوا سيفكرون..
لكنهم تحرروا من هذه العقلية، وأطلقوا لعقولهم العنان في التفكير والتأمل والتدبر..
تركـوا العاطفة جانبا، وأخضعـوا كل شيء، حتى الدين، للدراسة والبحث والتحليل العلمي السليم..
فكيف كانت النتيجة..؟
لم يتفوقوا على سائر الأمم فحسب، بل استطاعوا أن يؤسسوا لحياة مجتمعية جديدة تقوم على أساس التعايش والقبول بالآخر واحترام عقله وحقه وحريته في التدين والإعتقاد والتفكير؛ لدرجة أنه، لم يعد ممكناً اليوم أن تسمع في مجتمعاتهم أن «كاثوليكياً» مثلاً قد عاب على «بروتستانتيٍ» شيئاً من معتقده أو أنكره أو كفره أو..،
والعكس بالعكس طبعاً..
وهذا بالضبط ما يفتقر إليه اليوم العرب والمسلمون..
هذا ما يحتاجه العرب والمسلمون..!
أن يتحرروا من هذه العقلية المتصلبة والمتحجرة..
العقلية التي لا تطيق التفكير والتفكر والتأمل والتدبر..
العقلية التي لا يمكن أن تقبل التعايش أو القبول بالآخر لمجرد فقط معتقده أو رأيه أو طريقة تفكيره..
فمتى يفعلون ذلك..؟
ومتى يتحررون من هذه العقلية..؟
العلم، بصراحة، عند الله..!
#الشيخ_عبدالمنان_السنبلي.
#جبهة_القواصم