قصف دمشق.. إنذارٌ لكل العواصم العربية.!

 

 

إب نيوز 17 يوليو

 

بقلم : الشيخ عبدالواحد المروعي – وكيل محافظة إب للشؤون الفنية.

 

 

في سماء دمشق اليوم، لم يكن التحليق الإسرائيلي مجرد غارة عابرة أو عدوان محدود كما يروّج المتخاذلون. كان قصفًا مركزيًا يُطلق إنذارًا خطيرًا إلى كل العواصم العربية من الرباط إلى بغداد، بأن زمن الحياد والتفرّج قد انتهى، وأن من لا يتحرّك اليوم للدفاع عن دمشق، سيتلقّى غدًا نيران الاستباحة ذاتها على عتبات عاصمته.

لم تكن دمشق وحدها المستهدفة، بل كان الاستهداف لكل معنى للعروبة والكرامة والحق والسيادة. لقد أصبح جليًا أن الصمت العربي الرسمي أمام عربدة الكيان الصهيوني ليس حيادًا بل تفويضٌ مفتوحٌ لتل أبيب كي تمضي في مشروعها التوسعي والاستعماري، تضرب حيث تشاء، وتخترق السيادات، وتوزع الخراب، مدعومةً بحلف دولي تقوده واشنطن.

وفي وجه هذا الطغيان، تقف صنعاء، بقلبها النابض بالعقيدة، لتجدد موقفها المبدئي: نحن في معركة واحدة، وساحة واحدة، وعدوّ واحد. لا تفرّقنا الجغرافيا ولا تنال منّا المؤامرات. دعمنا لغزة لم يكن شعارًا عاطفيًا، بل موقفًا نابعًا من إيمان راسخ بأن القضية الفلسطينية جوهر الصراع، وبأن تحريرها هو شرف الأمة، وبوابة نهوضها، واستعادة قرارها، وكسر قيدها.

واليوم، حين تُقصف دمشق، فإن موقفنا تجاهها لن يختلف قيد أنملة عن موقفنا من غزة. نقف مع سوريا قلبًا وقالبًا، لأننا نؤمن أن الهجمة واحدة، وأن المجرم واحد، وأن الواجب لا يتجزأ. هذا موقف لا تحكمه المصلحة الضيقة، ولا التوقيت السياسي، بل تُمليه علينا قيمنا، ودماء شهدائنا، وتاريخنا المقاوم، وضميرنا الحي.

يا أحرار الأمة، آن الأوان أن نُدرك أن إسرائيل لا تُفرّق بين دمشق وبيروت وغزة وصنعاء، وأن المشروع الصهيوني لا يعترف بحدود، بل يرى في كل قوة عربية تهديدًا يجب تدميره، وكل حالة مقاومة عدواً يجب سحقه. إذا سكتنا اليوم، فغدًا سيطرق الصاروخ الإسرائيلي أبواب بيوتنا.

ولذا، فإننا نُجددها بوضوح: كما كانت صنعاء سندًا لغزة، ستكون دمشق في قلوبنا وخنادقنا، وسيظل صوتنا عاليًا، ويدنا ممدودةً لكل شرفاء الأمة، حتى إسقاط هذا المشروع الاستكباري الصهيوني الأمريكي الذي يهدد وجودنا وهويتنا.

إنه واجب شرعي، ونداء أخلاقي، وخيار مصيري. فمن لا يتحرك اليوم، سيتأوه غدًا من تحت الركام.

والله المستعان.

 

You might also like