غزة تحت الحصار..وجوع الأطفال يفضح تريليونات الخليج.
إب نيوز 23 يوليو
محمد صالح حاتم
لم يكتفِ العدو الصهيوني بارتكاب المجازر اليومية، ولا بقتل الأبرياء العزّل في غزة بكل صنوف الأسلحة، على مدار عامين متواصلين. بل تمادى في جُرمه حتى حاصر الأطفال والنساء، ومنع عنهم الطعام والدواء، تاركًا الموت البطيء يحصد أرواحهم.
في غزة، قد يمر اليوم كله دون أن يتذوق الطفل الغزّي لقمة طعام.
في غزة، نسمع كل يوم صرخات الاستغاثة، ونداءات أطفالها ونسائها، يطلبون من أشقائهم العرب والمسلمين إنقاذهم… فقط برغيف خبز، وشربة ماء.
صورٌ مؤلمة تتكرر:
أجسادٌ هزيلة، نحيلة، كأنها عظام تكسوها خيوط من الجلد.
نساء يسقطن أرضًا من الجوع، وأطفال أصبح أكبر أحلامهم كسرة خبز أو شربة ماء، لأن ذنبهم الوحيد أنهم تمسكوا بأرضهم، ولم يركعوا للمحتل الغاصب الذي يهدم البيوت فوق رؤوس ساكنيها.
غزة اليوم، وما يحدث لأبنائها، وصمة عار ستلاحق كل عربي ومسلم يقف صامتًا أمام هذه المأساة.
وفي المقابل، يتباهى العرب ببناء ناطحات السحاب، وبأكبر طبق كبسة، وأضخم قطعة شوكولاتة، ويتفننون في الولائم والسيارات الفارهة، ويغدقون أموالهم على الغرب، بينما إخوتهم في غزة يموتون جوعًا وحصارًا.
بل إن دول الخليج، التي تغدق على ترامب والإدارات الأمريكية تريليونات الدولارات، تقف اليوم عاجزة عن إطعام طفل جائع في غزة أو إنقاذ أمٍ تموت عطشًا على ركام بيتها.
فأين العروبة؟ وأين الإسلام من هذه الكارثة؟
أبناء غزة لا يطلبون منكم أن تُرسلوا الجيوش لتقاتل إسرائيل… كل ما يرجونه أن ترفعوا الحصار عنهم، أن تفتحوا لهم المنافذ ليدخل إليهم قليل من الطعام والدواء.
اعلموا أن ما يحدث اليوم في غزة لن يبقى هناك، وسيمتد إلى كل مدينة عربية… فالدور سيصل إليكم جميعًا.
ومن يتفرجون اليوم على أبناء غزة يموتون جوعًا… سيأتي يوم يذوقون فيه نفس الألم، ويشرب من نفس الكأس.