الحذر الحذر يا أبناء اليمن

إب نيوز 4 أغسطس

بقلم: عبدالرحمن إسماعيل الحوثي

يمرّ وطننا اليوم بمنعطف حساس وخطير، نتيجة تركيز العدو (اليهودي والأمريكي) على اختراق مجتمعنا بهدف ثنينا عن موقفنا المتقدم تجاه الجرائم البشعة التي تُرتكب في غزة. هذا الموقف الذي استطعنا اتخاذه بعد الانتصارات الكبيرة في الجولات السابقة على أعداء اليمن، وهي انتصارات كان أهمّ دعائمها صمود وتماسك الشعب اليمني، والوعي الراقي الذي وصل إليه كافة أبناء الوطن على اختلاف توجهاتهم، ناهيك عن تطور القدرات، واستيعاب ظروف المرحلة سياسيًا واقتصاديًا وعسكريًا، وغير ذلك.

بالطبع، لهذه الظروف أثر كبير، لكن الأثر الحقيقي الذي صدم العدو هو الشعب اليمني نفسه، الذي أثبت حكمته، وإيمانه، وشجاعته، وأصالته التي قلّما نجد لها مثيلًا في أي شعب آخر. لقد هزم العدو بثباته، وأثبت وجوده عالميًا كصاحب قضية عادلة ومنصفة.

العدو أدرك أهمية هذا التماسك والصمود، ولذلك يعمل اليوم على ضرب النسيج الاجتماعي من خلال نشر النعرات والمشاكل بكل أنواعها وأساليبها، في محاولة لإيصال اليمنيين إلى مرحلة السخط، وإشغالهم عن مواجهة العدو المتربص بهم، بهدف إضعافهم وتحقيق ما عجز عن تحقيقه بالعدوان العسكري. وبعدها، لن يرحم صغيرًا ولا كبيرًا، مهما كان انتماؤه أو موقفه، ولن يُفرّق بين أحد؛ والشواهد على ذلك كثيرة.

عدونا اليوم هو الكيان الصهيوني ومن يدعمه. وأي تحرك، من أي نوع، مهما كانت مبرراته، سيصبّ في مصلحة هذا العدو. وهذا ما لا يمكن لأي يمني حر وشريف أن يقبله.

لذا، علينا جميعًا أن نكون على وعي تام بمواقفنا، وأن نعالج قضايانا الداخلية بالحكمة والهدوء، لأن العدو المتربص سيستغل أي قضية، مهما كانت صغيرة أو طبيعية، وسيروج لها عبر أبواقه وأدواته، وقد يساعده البعض – بحسن نية أو جهل – فتتفاقم الأمور وتكبر، وتتحول إلى نعرة، أو تصبح ذريعة لتعطيل الحلول وإبقاء المشكلات معلقة… ونحن نعرف جيدًا مكر العدو ودهاءه وغدره وخسته.

فالحذر الحذر، يا شعبنا العزيز، فقد يرى البعض أن “الدنيا سالكة” كما يُقال شعبيًا، لكن ما يُحاك ويدور خلف الكواليس أخطر بكثير من ظاهره، بحجم خبث ومكر وحقد العدو على الشعب اليمني دون استثناء. وهذا واضح لكل من يتأمل، ولا يحتاج إلى ذكاء خارق لفهمه. يكفي أن نرى ما حدث في سوريا وغيرها؛ حركات بسيطة وغبية أدت إلى فتنة واقتتال وانقسام، بسبب تأجيج العدو واستغلاله لها.

هذا ما أردت توضيحه بعد أن لاحظنا كثرة الترويج والحديث عن مشاكل واختلالات وأوضاع… إلخ، وهي أمور طبيعية وتحدث في كل المجتمعات، بل بأكبر مما يحدث عندنا. لكن التضخيم الحاصل اليوم يبدو أنه من مطابخ العدو.

وأخيرًا، الوطن هو صمام أمان حياتنا جميعًا، وكما يقول المثل: “الحكمة… ما لها بديل.”

والسلام.

You might also like