كاتب عراقي: اليمن والثبات اللافت وحجم التضحيات..!!

إب نيوز 10 ربيع الأول

غيث العبيدي ممثل مركز تبيين للتخطيط والدراسات الاستراتيجية في البصرة.

▪️ الخضوع الأسلامي.

في عالم إسلامي ”متحالف“ نظم الغرب أوراقه، وسعى لصياغته بأفكاره السياسية، حتى أحدث تغيير جذري في افكار وتصورات المسلمين، عالم إسلامي تجاوز المألوف والمتوقع، وخرج عن كل انماط الأسلام التقليدية، حتى وصل إلى نتائج استثنائية، تجاوزت كل  الطرق المعتادة للمسلمين، في الأبتكار والتطور؟ قطعاً لا، بل في الخضوع والذل والأنكسار، والأستجابة السريعة لكل مثيرات الغرب، وأوامر الحاخامات والخواجات، حتى أنحرف عن بنيته الطبيعية، وأصابه تشوه دائم.

▪️ الصمود اليمني.

ومن بين كل هذه الهرطقة الأسلامية، وزندقة المسلمين، يبرز اليمن وأنصار الله الحوثيين بقيادة أبا جبريل ”السيد عبد الملك بدر الدين الحوثي“ كحالة نادرة من الصمود الأسطوري لم يحدث لها مثيل، الا في أزقة النجف الأشرف، وقم المقدسة، وضاحية بيروت الجنوبية، ليكون نمرآ كنمر القطيف، وملهمآ كسيستاني وادي الرافدين، وصلبآ كخامنئي بلاد فارس، وساطعآ  كنصر الله سيد الجنوب، و أبآ روحياً فذآ  كقاسم البحرين، ليشكل ورفاقه علامة فارقة في العالم الأسلامي، في مواجهة أعتى الجيوش وأقوى التحالفات الغربية والعربية، بأدوات محلية بسيطة.

▪️ الثبات والمبادرة.

تعرض اليمن عام 2015، لأعنف وأشد هجوم في تاريخه الحديث، لإعادة تشكيل خارطة سياسية جديدة في صنعاء، بعد نظام علي عبدالله صالح، وفق أسس جديدة، وبالرغم من أستخدام تحالف أجلاف الصحراء، فظاظي القلوب، وغليظي الطباع، وسييئ الاخلاق ”السعوديين والاماراتيين“ على يمن الأيمان والحكمة، أسلحة فتاكة ومتطورة، وبالرغم من أستخدامهم الحروب المركبة وغير التقليدية، الإعلامية، والعسكرية، والفكرية، والنفسية، والحصار والتجويع، والعقوبات الاقتصادية، صمدت القيادة السياسية والعسكرية، صمود أذهلوا فيه الأعداء قبل الاصدقاء، ولم يكتفوا بهذا القدر من الصمود، بل إنتقلوا في أغلب حالاتهم الى مراحل متقدمة من الهجوم والمبادرات العسكرية، على المستوى المحلي والإقليمي، ليكون اليمن لاعباً دولياً لايمكن لأحد تجاهله، ويصبح أحد أهم محاور المقاومة الأسلامية في المنطقة.

▪️ الارادة الجماعية لدعم القضية الفلسطينية.

وبعد الحرب على غزة، ووسط المشاهد الدموية، والغطرسة الصهيونية، والتوحش الإسرائيلي، التى أستخدمها جيش الكيان المحتل المدعوم كليآ من الغرب، على. كل شيئ يتحرك في قطاع غزة، من خلال الحرب التي اطلقتها حكومة ”النتن ياهو“ على القطاع، رفع اليمنيون رغم جراحاتهم وصراعاتهم الداخلية، والجبهات الأخرى المفتوحة ضدهم من السعودية والإمارات، وتشظي خارطة بلادهم السياسية، والحصار المفروض عليهم، سقف التضامن مع الفلسطينيين إلى أبعد حد، ولم يكتفوا بالخروج الجماهيري الكبير الداعم للقضية الفلسطينية، ليشددوا الخناق على البحر الاحمر وخليج عدن، ولتصبح كل السفن والبواخر القادمة لموانئ اسرائيل هدفا مشروعا للجيش اليمني، وها هم اليوم صاغوا ملحمة الصواريخ الباليستية والطائرات المسيرة التي استهدفوا فيها اعماق الكيان الصهيوني بكل جسارة وجأش وأستبسال.

▪️حجم التضحيات اليمنية.

لا يمكن اختزال تجربة الصمود اليمني بورقة بحثية واحدة، وبمداد قلم عاجز على أن يعطي تلك الملحمة التي تفيض فيها العناوين والمضامين، وبنيت عليها إستراتجيات مختلفة، في الرجولة والشجاعة والصبر والتخطيط والحكمة، حقها كما يجب، ولم تكن كذلك لولا حجم التضحيات التي قدمها اليمنيون في سبيل اليمن وسيادة اليمن وعلى طريق القدس، في الأرواح، والبنى التحتية، والموارد الاقتصادية، أنها كثيرة جداً ومؤلمة حقآ، وكانت آخرها أستشهاد رئيس الحكومة اليمنية وثلة محترمة من الوزراء، فلله درك يا يمن الأيمان والشجاعة والبطولة والحكمة.

خالص تعازينا للسيد الهمام عبدالملك بدر الدين الحوثي ”حفظة الله“ وللشعب اليمن الحر، والحكومة اليمنية الجبارة.

وبكيف الله.

You might also like