الثورجي الجديد!
إب نيوز 26 سبتمبر
عبدالملك سام –
بوجهه الممتقع يحاول (م) أن يرسم ملامح الغضب وقد رفع عقيرته وهو يتحدث بصوت مبحوح عن الوطن، ولسبب ما قرر (م) أن يحول نشاطه من مدمن مواقع إباحية إلى مدرس تربية وطنية، وقد لفت الأنظار للحظة عندما رفع صوته وهو يتحدث عن “وطنه” الضائع المكلوم منذ عشرة أعوام، أو بالأصح منذ نفق (زعيمه) الذي قرر أن يحرق البلد بساكنيه لولا ألطاف الله بهذا الشعب الصامد.. لكن ما إن قلت أني اسأل الله أن يحشره مع “زعيمه” حتى ثارت ثائرته وتمتم ببعض الكلمات الهيروغليفية وترك مقعده وأنصرف بسرعة!!
سألت الرفاق عن سبب غضب (م)، فضحكوا! ثم ما لم أفهمه هو ما الذي يربط شخص كـ (م) بالثورة أو الوطنية؟! طوال فترة معرفتي به وهو شخص سلبي في كل شيء، حتى عندما يحدث أن يصاب أحد الرفاق بوعكة أو مشكلة ما فإن الجميع يهب لمساعدته ومد يد العون له إلا (م) يظل ساكنا سكون القبور! وكلنا نعرف ماضيه وكيف يعيش حياة البحبوحة لأن والده كان من الهوامير الكبيرة فيما مضى، وبعد وفاة أبوه آلت إليه ثروة لا بأس بها جعلته يلتهي بملذاته بعيدا عن الجميع، وربما أن الشيء الوحيد الذي يجعله يجلس معنا هو حتى لا يشعر بالوحدة والملل.. فما الذي جعله يهتم فجأة بموضوع الثورة؟!
منذ سنين عدة واليمنيين يخوضون حرب إستقلال ضد الوصاية السعودية التي هيمنت علينا لعقود، ومنذ بدأت أمريكا تنفيذ الخطة “ألفا” والنظام السعودي سعى إلى إزاحة مصر من موقع الصدارة بين الدول العربية، وقد نجح إلى حد ما رغم أنه نظام لا يستحق أن يقود قطيع من الأغنام! وها نحن نشاهد بأم العين ماهي نوعية الحكومات التي تقبل أن تخضع لنظام تافه كهذا في دول عربية عدة!.. مجرد أقزام تافهين لا يسيطرون حتى على غرف نومهم!
بالعودة إلى موقف (م) سنجده لا يهتم بالإستقلال، ولا يهتم من ينهب ثروة بلده، ولا يعتد بكرامة أو مستقبل الشعب والبلد، ولا سمعناه في يوم من الأيام يتحدث عما يحدث في غزة ولو من باب الخجل من تفاعل أحرار العالم مع هذه المآساة الإنسانية المفجعة.. فما الذي حوله بين ليلة وضحاها إلى “ثورجي” نشط؟!
أنا لست ضد حرية (م) في أن يعبر عن رأيه، بل أتمنى أن يتحدث عن حرية شعبه في أن يستقل بقراره ضد كل من يحاول أن يهمن عليه كما يفعل النظام السعودي والإماراتي اليوم. أنا مع (م) لو كان صادقا في المطالبة برفع الحصار ووقف العدوان على بلده، وأن يذكر بصدق وصراحة من المتسبب بالأوضاع السيئة التي يمر بها البلد.. أما أن يتحدث بتضليل ويسعى لتفريق الناس عن قضيتهم الحقيقية بدل أن يحاول لم شملهم، فلا!
بالنسبة لي فإن ثورة الـ 21 من سبتمبر جائت مكملة لثورة الـ 26 من سبتمبر والـ 14 من أكتوبر ولتحقيق أهدافهما، والإستقلال الحقيقي يتجسد اليوم هنا بدليل الهجمة الشرسة التي شنت علينا منذ نجاح الثورة. أما النموذج المزيف الذي يحاول (م) أن يقنعنا به فنحن نشاهد سوءه ونتائجه الواضحة في الجنوب المحتل.. ما يدعو له (م) ليس إستقلالا وحرية بل إحتلالا وتبعية، وكل من يجرؤ هناك أن يحتفل بالثورة والإستقلال، أو يقول كلمة عن الحقيقة فمصيره معروف!!
ختاما.. عزيزي (م)، فاقد الشيء لا يعطيه، ومنذ متى والحدأة تلقي كتاكيت؟! أي حرية تتوقع أن يهبها لك نظام دكتاتوري لعين كالنظام السعودي عدا حرية المنشار؟! ومشاكلنا التي نعاني منها – صدقني – ستنتهي بمجرد أن نوقف هذا النظام القذر عن التدخل في شئوننا، والأفضل لنا جميعا أن نتحد ونصمد حتى تنزاح هذه الغمة، وبعدها أعدك أن أقف أنا وأنت ضد أي أختلال أو فساد.. هذا لو كنت صادقا بالطبع فيما تدعيه، ولا أظن أن هذا الأمر سيعنيك حينها!
🇾🇪 دمت يا سبتمبر التحرير يا رمز النضال.. عاش اليمن حرا مستقلا، والعاقبة للمتقين.