ربحت البيع صنعاء
إب نيوز 12 أكتوبر
كتبه/#عادل_الحسني
لم يعرف هذا الشعب طريقًا غير الفعل، ولم تكن صنعاء عثرة أخرى على طريق انتصار غـ ـزة كغيرها من العواصم، بل كانت صمودًا آخر في وجه كل العواصف.
رغم التهديد، ورغم القصف، ورغم الحصار، ورغم الحرب، ورغم التجويع، ورغم تكالب الخارج وتخادم عبيد الداخل، لم تحِد صنعاء عن القضية.
آمنت بها، قاومت من أجلها، شاركت، صنعت، وصرعت، وقصفت، وغيَّرت خارطة العالم، بل ووضعت اليمن في قلب الحدث، وأصبح لبلادنا صوت وساعد كما لم يعتد عليه من قبل أحد.
لم تردد صنعاء خطب العروبة في المحافل والقمم، بل كانت فعلًا، ودفعت في سبيل موقفها الثمن الكبير، وقدمت من الأرواح ما يليق بتاريخ لم يرضَ يومًا أن يكون هامشًا.
لم ترفع صنعاء شعارًا آنيًا، ولم تخرج بدافع المزايدة، وإنَّما عاشت الحدث، فهذه الجموع تشكلت من وجع الأمة، ومن بقايا شرف لم يُدنسه الخذلان.
كانت صنعاء أول من هتف لغزة، وميدان السبعين شاهد على ذلك.
ستون ونيف جمعة وهذه الجموع لم تتعب أو تمل أو تنسَ.
ما الذي أجبر صنعاء على كل هذا؟
كان بإمكانها أن تصمت، أن تنشغل بجراحها الداخلية، وأن تغلق أبوابها كما فعلت عواصم كثيرة.
لكنها آثرت أن تكون صوتًا لا يلين، تخرج كل جمعة لتذكِّر العالم بأن هناك شعبًا لا تزال عروقه تضخ حرية وقوة.
خمدت أصوات الشعوب، وتوقفت الميادين عن الصراخ، وسكنت المدن العربية تحت الخوف، لكن صنعاء بقيت واقفة.
كأن في وجدانها وعدًا قديمًا، وعدًا ارتبط بفكرة الأمة الواحدة التي لا تتجزأ.
صنعاء لم تنتظر إشارات من أحد، ولم تحسب التوقيت وفق أجندة سياسية، بل انطلقت من قناعة أن من يخون قضيته الأولى، يخسر نفسه قبل أن يخسر التاريخ.
انحنت الأنظمة العربية لمعادلات القوة، وسُحقت فيه إرادة الجماهير تحت وطأة القمع والتطبيع، وبقيت صنعاء استثناءً.
رفعت راية الحق حين طواها الآخرون في أدراج السياسة.
الموقف من فلسطين في صنعاء امتداد طبيعي لفهم عميق بطبيعة الصراع، وإدراك أنَّ اليمن أرض المدد.
وعدت صنعاء، وأوفت
فسلامٌ على مدينة بألف
أكملت صنعاء العدة، وانتهى الفرض، فحُقَّ لها الابتهاج والتكبير.