مُسلَّمَة «غـ..،زة» لا نظرية «عنترة» ..

إب نيوز ١٣ أكتوبر

بقلم الشيخ/ عبدالمنان السنبلي.

بعد أكثر من أربعة عشر قرناً ونيف من تقديم عنترة العبسي لنظريته حول الشجاعة والإقدام ومواجهة وملاقاة العـدو، تلك النظرية التي يقول فيهـا:

(كنت أقدم إذا رأيت الإقدام عزما، وأحجم إذا رأيت الإحجام حزما، ولا أدخل إلا موضعاً أرى لي منه مخرجا، وكنت أعمد إلى الضعيف الجبان، فأضربه الضربة التي يطير لها قلب الشجاع، فأثني عليه فأقتله)

بعد هذه الفترة الطويلة كلها، ها هي «غـ..،زة» هاشم اليوم، ومن خلال مشروع ثلاثي مشترك ضم كل من غـ..،زة واليمن وجنوب لبنان، تخرج على العالم كله معلنةً رسمياً وعملياً دحض هذه النظرية..

لطالما ظل الأمريكان والإسـ..،رائيليون وكل الجبابرة والمتغطرسين في العالم يؤمنون بصحة نظرية «عنترة» تلك، فلا يعملون ويتعاملون إلا بها، ولا يبنون سياساتهم العسكرية والإستعمارية إلا على أساسها..

هل سمعتم يوماً أن أمريكا ـ مثلاً ـ قد تجرأت أو استباحت سماء أو أرض دولة ند أو مكافئة لها عسكرياً واقتصادياً، أو انتهكت سيادتها أو تعدت على مصالحها..؟

لا يمكن أن تفعل ذلك، رغم خلافاتها المعلنة وصراعاتها الظاهرة والواضحة والطويلة مع كثير من أندادها وأكفاءها كروسيا والصين..!

كل ما تفعله فقط أنها تواجههم ولكن في بلدان وأماكن وبؤر ضعيفة أخرى، وعلى وفق نظرية عنترة..

فخلال ما كان يعرف بالحرب الباردة مثلاً، نلاحظ أنها لم تواجه الإتحاد السوفيتي مباشرة، وإنما واجهته باستهداف بلدان ضعيفة أو محسوبة عليه كفيتنام وكوبا وغيرها..

وكذلك فعلت مع العالم العربي والإسلامي أيضاً..

عندما قررت السيطرة والإستحواذ على القرار العربي والإسلامي وإخضاعه لسياساتها ومصالحها، ذهبت إلى العراق وأفغانستان، فضربتهما الضربة التي خرت لها قلوب الحكام العرب والمسلمين، وأتوها طائعين ومنبطحين..

وكذلك كانت تفكر إسـ..،رائيل أيضاً..

لكن ما بني على باطل فهو باطل،

أو كما يقولون..

فاستمرار العمل بنظرية «عنترة» لزمن طويل لا يعني أنها النظرية الأصوب، والمعادلة الأرجح والأنجع لتحقيق المصالح والأهداف، وإنما غياب وعدم التوصل إلى نظرية أو مسلمة تدحضها وتفندها هو الذي جعلها تبدو كذلك..

فـ«نيوتن» استمر العمل بنظريته حول الزمن لأكثر من مائتي سنة، وكان يُعتقد أنها الأرجح والأصوب، حتى أتى إينشتاين ودحضها بنسبيته الشهيرة ووضعها على جنب..

كذلك الأمر أيضاً بالنسبة لنظرية «عنترة»، استمر العمل بها طويلاً جداً حتى أتت اليوم «غـ..زة» بالنظرية التي دحضتها، وأكدت على بطلانها وعدم صوابيتها، فألقتها جانباً..

وهذه النظرية، أو المُسلَّمة بالأحرى، التي أتت متناسبة مع مضمون القاعدة القرآنية التي تقول: ﴿كم من فئة قليلة غلبت فئة كثيرة بأذن الله﴾ هي ذات النظرية التي مكنت اليمن من إفشال العدوان الأمريكي والبريطاني والإسـ..،رائيلي عليه، وحـ..،زب الله من إفشال العدوان الإسـ..،رائيلي عليه..

ماذا يعني هذا..؟

يعني حقيقة واحدة فقط هي أن ما بعد هذه النظرية أو المُسلَّمة لا يمكن أن يكون كما قبلها..

وأن من يعمل بنظرية «عنترة» في وجود نظرية «غـ..،زة»، كمن يعمل بنظرية «نيوتن» في وجود نسبية اينشتاين..

رفعت الجلسة..

#جبهة_القواصم

You might also like