السيد القائد.. زعيم قوميّ عربي
إب نيوز 8 نوفمبر
بقلم الشيخ /عبدالمنان السنبلي.
عندما تتحدَّثُ عن ِكبار أباطرة وقادة ومفكِّري القومية العربية؛ فأنت لا تتحدَّثُ عن محمد بن سلمان مثلًا أَو محمد بن زايد أَو خليفة بن حمد أَو محمد السادس أَو غيرهم من أدعياء العروبة اليوم!
أنت تتحدث عن قادةٍ كبارٍ بحجم ووزن جمال عبدالناصر وفيصل الأول وأحمد بن بلة، ومعمر القذافي وميشيل عفلق وجورج حبش وقسطنطين زريق ووديع حداد وغيرهم من القادة والمفكرين الذين أسَّسوا وأرسوا قواعدَ القومية العربية، وناضلوا؛ مِن أجلِ فكرة عنوانُها العريض يقول: أُمَّـةٌ عربية واحدة ذات رسالة خالدة..
أنت تتحدث عن قادة حملوا هذه الفكرة وعملوا على تدعيمِها وإرساء قواعدها، بغضِّ النظر طبعًا عن كونهم قد أساءوا استخدامَها وتوظيفَها حينًا، أَو اختلفوا على فهمها وتفسيرها حينًا آخر، وبغض النظر أَيْـضًا عما رافق مسيرتهم النضالية من أخطاء جسيمة أَدَّت في المحصلة إلى تقويضها واضمحلالها وابتعادها عن الذاكرة العربية..
طيب..
عندما يطلع قائدٌ عربيٌّ جديدٌ اليوم بحجمِ السيد القائد عبدالملك الحوثي ويتحدَّثُ عن الارتقاء بدور العرب الحركي والفكري؛ فهذا يعني أننا أمام قائد لا يؤمن بفكرة المقاومة كحركة جهادية إسلامية فحسب، بل ويؤمن بمسؤولية قومه العرب في التحرك والريادة أَيْـضًا..
قائد عربي لا يخفي انفتاحَه على كُـلّ الحركات والتيارات الرافضة والمقاومة على اختلاف مشاربها أَو تأطُّراتها السياسية والثقافية والفكرية..
قائد عربي أثبت أنه لا يحملُ مشروعًا منغلقًا أَو منكفئًا على نفسه أَو على إطار فكري أَو أيديولوجي أَو مذهبي أَو طائفي معيَّن، وإنما يحملُ مشروعًا أمميًّا مقاومًا سقفُه السماء وحدودُه الكرة الأرضية..
قائد عربي التهمت عصا حديثه في بضع كلمات أكثرَ من عشر سنوات من الإفك والكذب والافتراءات التي ما انفك يسوِّقها، ولا يزالون، العرب المتآمرون والمنبطحون والمطبِّعون من أدعياء العروبة والمتاجرين بالحضن العربي والأمن القومي العربي حوله وحول ماهية وطبيعة مشروعه المقاوم..
قائد عربي ألقى خلفَه الماضيَ القريبَ بكل تناقُضاته وتجاذُباته، وجاء مترفِّعًا يحمِلُ على أكتافه مِلَفًّا مثقلًا بهموم وأوجاع وآلام أُمَّـة عربية أضاعت البُوصلة وانحرفت كَثيرًا عن الطريق، وعلى عاتقه خارطة طريق وخطة إنقاذ تؤمِّن رحلة الرجوع، وطريق العودة إلى المسار الصحيح، فبدأ في خطاب لم يتجاوز تقريبًا الربع ساعة بتحديد مكامن الداء، وانتهى بتوضيح كيف وأين يوجد الدواء..
قائدٍ عربي قبل أن يطل عليهم بلحظات تعمدوا أن ينادوا به قائدًا لأنصار الله، لكنه حين غادرهم، لم يغادرهم إلا وقد نادوا به في قرارة أنفسهم قائدًا للقومية العربية..
وهكذا هو السيد القائد عبدالملك الحوثي، قائدٌ قوميٌّ عربيٌّ قبل أن يكون قائدًا أُمميًّا.
#جبهة_القواصم_ضد_العدوان