جبهة الإنترنت الصامدة وحرب السنوات الست .

إب نيوز ٣٠ يناير

عبدالملك سام

هل فعلا الإنترنت يعتبر جبهة بالمعنى الحرفي؟! سؤال خطر ببالي عندما وصلني خبر أنقطاع الإنترنت من عدن، وكنت قد لمحت في مقال سابق أن حادث السفينة ماهو إلا مقدمة لعدوان جديد على خدمة الإنترنت في اليمن تمهيدا لإنقطاعه تماما، ثم جاءت أعتداءات أخرى على منشآت تابعة للأتصالات في البر، وأنتهاء بهذه الخطوة الجديدة.. وهذه برأيي أستراتيجية تعتمد على اللعب على تدفق البيانات بحيث أنهم يملكون أنترنت سليم في الخارج يقوم بأرسال البيانات للداخل والتي ستصل ببطئ ولكن بشكل مستمر، بينما أنت في الداخل عاجز عن مواكبة عملهم بسبب الضرر الذي أصاب الإنترنت محليا، والنتيجة أنهم يرسلون ما يريدون ولو بشكل بطيء بينما أنت عاجز عن الرد في الوقت المناسب! مفهومة كما أعتقد..

الحل برأيي هو القيام بقطع الإنترنت!! أو إنشاء شبكة داخلية كما فعلت الصين!! أرجو ألا تتسرعوا بالرد فهو مجرد رأي وكلنا مدمنوا نت صدقوني، لكن لو فكرنا للحظات فأننا نجد أنهم بهذا ضمنوا أرسال أكاذيبهم وأراجيفهم للداخل ضمن حربهم النفسية علينا، بينما نحن سنجد صعوبة في الرد عليهم أو مواكبة التطورات في وقت مناسب، أي أن الأنترنت أصبح شرا أكثر مما هو خير بالنسبة لنا، كما انه لا توجد ضمانة لما سيحدث منهم مستقبلا.. هم رغم أمكانياتهم الكبيرة وجيوشهم الألكترونية كانوا يتلقون الهزائم المذلة في هذا الجانب نظرا لأزدياد وعينا ومثابرتنا التي جعلتهم يصابون بالهستيريا من الاعلام المقاوم الذي أزداد قوة مع الوقت..

لنا أن نفخر بجيشنا ولجاننا الشعبية في الميدان، كما انه لنا أن نفخر أيضا بهؤلاء الجنود المجهولين الذين انشأوا لجانا شعبية على الشبكة العنكبوتية لسنوات دون ان يكونوا مرتبطين بجهة رسمية أو أن يحصلوا على مقابل مادي، وأحيانا كانوا يعملون بإمكانيات بسيطة جدا متسلحين بهواتف عتيقة وأنترنت بطيء، ولساعات طوال يقضون الوقت وهم يجهزون المنشورات ويحللون الأخبار وينقلون المواد الإعلامية ليردوا على الاشاعات وينشرون الاخبار الحقيقية ويتواصلوا مع العالم.. الأمر أشبه بالمعجزة فعلا لكل من يعرف بعض هؤلاء الجنود الصادقين وتأثيرهم الذي فاق أحيانا الإعلام الرسمي نفسه، فقد كانوا خير عون لهذا الإعلام والخط الأول في مواجهة الأراجيف والأشاعات.

وكما هي عادة الأعداء كلما أحسوا بالفشل والعجز فأنهم يقومون بالأستهداف المباشر.. لقد حاولوا في البداية الحرب الناعمة مع هؤلاء ولكنهم صمدوا، ثم قاموا بالتشويش عليهم وأدخالهم في صراعات بينية، وأنا من خلال مراقبتي وجدت الكثير من المندسين خلال فترات مختلفة وهم يعملون بشكل مختلف وبحسب الأحداث، فهناك فتيات يحاولن أغواءك وعندما تفشل تجد أنها تحولت لداعية ثقافية وبعدها اصبحت ديسمبرية وأخيرا تتحرك تحت غطأ جديد على انها من الأنصار او تحت غطأ وطني!! طبعا هذه التغيرات تحدث خلال فترات لا يلاحظها البعض ألا بالمراقبة، ولا تأكيد على شخصية من ولماذا ومن أين يتم هذا العمل.. المخطط قبل الاخير كان العمل على بث حالة من المنافسة لتتطور وتصبح خصومة بين الإعلاميين، وبعدها تشتيت العمل ليصبح كل واحد يعمل في إتجاه مختلف، وكلنا يعرف أن التنازع معناه الفشل، ولكن – وأحمد الله – فشل العدوان في هذا أيضا..

أخيرا جاءت الاعتداءات الأخيرة بعد أن سودنا صورة دول العدوان في العالم، لقد أذيناهم كثيرا وبددنا ذبابهم الألكتروني وقضينا على احلامهم وأهتزت الارض من تحتهم، وكل هذا بسبب الوعي الذي تحلى به الكثير من جنود الإعلام الصامد.. وأنا شخصيا لا اعرف حدود أمكانيات الوزارة لدينا، كما ادرك أن الأعتداء الاخير على الإنترنت خطير وفي ظروف صعبة، وما اقترحته يعبر عن وجهة نظري الخاصة، ولكني احببت أن اقول ما في جعبتي من باب التفكير الجماعي بصوت مسموع.. ربما اكون مخطئا وربما في كلامي جزء من الحقيقة لا أعرف، لكن دعونا نفكر في موضوع الأختلال الذي تحدثنا عنه في طريقة تدفق البيانات من وإلى الجبهة الداخلية.. والراي الاول والأخير للقيادة التي نثق بأنها تدير المعركة بكفاءة منقطعة النظير..

You might also like