زينب .. والحلم .

 

 

إب نيوز ٢٣ إبريل
بقلم الشيخ /عبدالمنان السُنبلي.
هنالك في الإمارات لا يولد الحلم ويكبر مع الإنسان ولكن يتم اصطناعه له اصطناعا فلا يكلف المرء نفسه عناء البحث عن حلم أو حتى مجرد التفكير به وشتان طبعاً بين الأولى والثانية ! فقد تجد نفسك فجأةً هنالك (رائد فضاء) مثلاً بدون حتى أن تعرف ما معنى أن تكون رائد فضاء، فقط ما عليك إلا أن تقبل باصطحابك في رحلةٍ فضائيةٍ لتعود بعدها مُخبراً أنك رأيت الأرض كروية، فتصبح بهذا رائد فضاء (إماراتي) !
هنالك في الإمارات في الحقيقة قد تصبح أي شئٍ في لحظة وبدون أية مقدمات أو حتى مؤهلات طالما وهنالك من يدفع عنك المال لا لشئٍ إلا ليقال الحائز على جائزة أحسن قَصَّة شَعر إماراتي والفائز بلقب شاعر المليون إماراتي وأجمل ناقةٍ وأسرع نعجةٍ في العالم إماراتية وأكبر إحتفالٍ بأعياد الكريسمس إماراتي ووو .. وكل ما هو رخيصٌ ومبتذلٌ من مثل هذه الخزعبلات والسخافات التافهة التي لا تستند إلى أي بعدٍ حضاريٍ أو علميٍ أو ثقافي سوى محاولة منهم تعويض حالة النقص والعوز الحضاري الذي يعانون من عقدته ويعيشون واقعه !
هنالك في الإمارات وحدها لم يعد للقيم والأخلاق أي معنىً في قواميسهم، فلديهم دائماً الإستعداد التام والرغبة الكاملة بأن ينفقوا ملايين الدولارات مثلاً لاستنساخ أي تجربةٍ أجنبيةٍ ساقطةٍ في بلادهم أو فكرةٍ منحلةٍ بدون أن يضعوا اعتباراً لأي ضوابط أخلاقيةٍ أو قيَميةٍ عربيةٍ أصيلة !
ولك أن تتخيل طبعاً كيف كان الحال سيكون بالمشجعة (زينب) مثلاً لو أنها لم تكن إماراتية !
هل كانت ستجد من يحقق لها حلمها في معانقة اللاعب الإيطالي (ديلبيرو) ؟ وهل كانت ستجد الأسرة أو البيئة أصلاً التي تسمح لها بأن تحلم هكذا حلم لدرجة أن أخاها لايجد تحرجاً في أن يخرج على الناس مفاخراً ومعلناً بنفسه تفاصيل وأبعاد ذلك الحلم ؟
وهل كان سيقام لمثل ذلك اللقاء والعناق أيضاً كرنفاليةٍ احتفاليةٍ جماهيريةٍ كبيرةٍ في دبي وبرعاية رسمية يُنفق على إقامتها ملايين الدولارات ؟!
لكن (الحمد لله) أنها طلعت إماراتية وإلا لكانت الكارثة أن لا تجد (زينب) من يرعى ويحقق لها حلمها ذلك !
والله لقد تصببت عرقاً حتى كدت أن يُغمى عليَّ وأنا أشاهد ذلك المشهد الذي بثته قناة دبي الفضائية وكيف أن الجماهير الإماراتية كانت تهتف فرحاً وفخراً لحظة ذلك العناق الحار كما لم يهتف الأوس والخزرج ويفرحوا بمقدم النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم إلى المدينة !
وكم وكم من مثل هذه الامثلة طبعاً تعودنا مشاهدتها ما بين فترة وأخرى وحدهم الإماراتيون كانوا أبطالها وصناديدها وما خفي بالتأكيد كان أعظم !
يعني ناس (فاضية) لا شغل لهم ولا مشغلة سوى تتبع التفاهات واللهث خلف السخافات معتقدين أنهم بذلك يؤسسون لحضارةٍ فريدةٍ من نوعها وغير مدركين طبعاً أنهم بذلك كمن يحاول عبثاً أن يناطح النجوم بقرونٍ إسفنجيةٍ مبتلةٍ من كل مستنقعٍ ووحل .
بصراحة مصائب العالم العربي كلها (كوم)، ومصيبتنا في مشيخة الإمارات هذه (كوم) لحالها ! يكفي أن حاكمها لم يتورع في أن يخرج على الناس متقلداً (الصليب) على صدره في مراسيم استقباله بابا الفاتيكان .. لماذا ؟ لا أدري !
ملحوظة :
الفيديو في هذا الرابط

#معركة_القواصم

You might also like