المحاضرة الحادية والعشرون للسيد القائد (يحفظه الله)، الذي تحدث عن حب النفس والغرور، ونقرأ هذا الملخص لنعرف البقية

إب نيوز ١٥ مايو

تلخيص/ مرام صالح مرشد

واصل السيد القائد بما أنهاه بالأمس: عرضت سورة الأنفال غزوة بدر، لنفهم ماتضمنته هذه الغزوة، ولنعرف ماهي الدروس والعبر التي نستفيد منها لمواجهة الاخطار والاعداء، قال تعالى: ( فلم تقتلوهم ولكن الله قتلهم وما رميت إذ رميت ولكن الله رمى وليبلي المؤمنين منه بلاء حسناً إن الله سميع عليم)، ففي معركة بدر مكن الله المؤمنين من إلحاق الخسائر الكبيرة في صفوف العدو وقتل منهم فرسان وقيادات كبيرة أثرت عليهم، وكانوا مايقارب السبعين قتيلاً، فقد لقنهم المؤمنون هزائم ساحقة، وضرب الروح المعنوية للعدو، كما ذكر أن رسول الله -صلوات الله عليه وآله- حين اشتد القتال وحمي الوطيس اخذ في كفه الحصباء ورماهم بها وقال: شاهت الوجوه، وبدأت هزيمة الاعداء لأنها كانت ضربة من رسول الله مع الدعاء عليهم، وكان لهم تأثيراً كبيراً، نفسياً ومعنوياً، فقد اعطى الله هذه الرمية قوة عجيبة، لها فاعلية في التأثير على العدو.

وأمد الله تعالى المؤمنين من عباده عونه ونصره وتأييده لهم في المعركة، لأنه يعلم بحالهم وصدق نياتهم، فالله تعالى يقول: (فلم تقتلوهم ولكن الله قتلهم)، فمن الدروس والعبر في هذه الآية، أن الثقة بالله والاعتماد عليه أساس كل شيء، فهو من يسدد الضربات ويقذف الرعب في قلوب الأعداء، هنا يكون التدخل الإلهي في التمكين للمؤمنين وقتل الاعداء لتطهير الارض منهم، فلنشكر الله جل وعلى لأنه هو من يذكرنا، لانه هو الذي يمكِّن، ويؤيد، ويمد، ويسهل، وينصر عباده، فمن المفترض علينا نحن كمؤمنين أن نعترف بفضل الله، وتمكينه، وتأييده لنا وبنعمته التي يمنها علينا، حتى لا نصاب بالغرور، والعجب بالنفس، فحين يشعر الإنسان بالغرور فكأنه يقول أنه من صنع هذا الشيء بمفرده ولم يحتاج لأحد في معاونته،فقد تكبر في نفسك أيها الانسان وهذا شيء سلبي، فقد يصاب البعض بجنون العظمة، ويكون غارق في نفسه، فلا يستشعر أن الله هو من مده بكل ذلك وقد يصاب بالاختيال فقد قال الله تعالى:
(ان الله لايحب من كان مختالاً فخورا)، فمثلاً: قد يتباهى شخص بأنه هو من قتل فلان في معركة أو من جانب أمني أو غيره لتكون له العظمة والشكر، فيركزوا عليه شخصياً أنه هو القاتل، وهنا يكون الحد من الجريمة وطلب الثأر، فهنا يلزمنا التوكل على الله، والثقة به، والاعتماد عليه، والتحرك الجاد في كل موقف من مواقف الحق، لأن التوكل والاعتماد على الله يساعدنا في التسديد.

وقال تعالى: (ان تستفتحوا فقد جاءكم الفتح)، خرج الأعداء ليحسموا المعركة لصالحهم، ضد المؤمنين، ويتصرفون وكأنهم في موقف حق، والآخرين هم على باطل، ولقوله تعالى: (وإن تنتهوا فهوا خير لكم)، هنا حاكاهم الله لكي يقفوا بحربهم هذا، وإصرارهم على بغيهم وعدوانهم، لأن في ذلك خير لهم، لأنهم سيتجرعون مزيد من الخسائر والتكبد من قِبل المؤمنين، مواصلاً السيد القائد حديثه حول الآية: (وان تعودوا نعود)، فعندما يعود الأعداء بغيِّهم، سيعود الله مع المؤمنين، ليضرب الأعداء وليجرعهم الخسائر على أيدي المؤمنين، ولينكل بهم على أيدي المؤمنين، هنا الله يقدم تهديد ووعيد للعدو ويطئمن المؤمنين، الذين هم في موقف الحق، أنه كلما طغى العدو سبب لنفسه الخسائر، والسخط الكبير، فمن المهم تعزيز الصلة الإيمانية بالله، وعلى المؤمنين ألا يشعروا بالوهن والضعف والقلق لان الله معهم، هو حاميهم، هو ناصرهم، ومؤيدهم، لقوله تعالى: (ان ينصركم الله فلا غالب لكم)، لا يستطيع أحد أن يغلب من هم سائرون مع الله، مهما كان مع الأعداء من عدة وعتاد وأسلحة لمواجهتهم فالله الغني وهم الفقراء، ومن تمسك بالله ووثق به وسار معه فلا خسارة في ذلك.

وقال تعالى: (يا أيها الذين آمنوا اطيعوا الله ورسوله ولا تولوا عنه وانتم تسمعون ولاتكونوا كالذين قالوا سمعنا وهم لا يسمعون إن شر الدواب عند الله الصم البكم الذين لا يعقلون ولو علم الله فيهم خيراً لأسمعهم ولو أسمعهم لتولوا وهم معرضون)، الطاعة هي المعيار المهم لمصداقية الانسان، والالتزام، في الإنتماء الإيماني، قد يستهين الانسان بما قاله الله في كتابه، ولا يعلم مدى خطورة هذه الاستهانة على الواقع العملي، وقد يأتي البعض ويقول أنه مجاهد وأنه ملتزم ولو نرى في واقعه العملي، فهو بعيد عن كل ذلك، وعن توجيهات الله.

وقد يصل الإنسان إلى حالة أنه يسمع ولكنه لايلتزم، يرى أن هذا الكلام ليس موجه له، وكأنه لم يسمع، ولا يتأثر من ذلك بشيء، كما ذكر السيد القائد في المثل الشعبي: (دخل من اذن وخرج من الاذن الأخرى)،
لا يلتزم بالعمل، و يخالف مايأمر الله به وكأنه لايسمع شيء، ولكن كل من لا يستجب لتوجيهات الله سيدفع الثمن في الدنيا والآخرة، لما لها من أضرار كبيرة على الأمة بأكملها.

وبهذا نسأل من الله العون والتوفيق والسداد.

#

 

 

You might also like