وَلَا تَقْرَبَا هَذِهِ الشَّجَرَةَ فَتَكُونَا مِنَ الظَّالِمِينَ

إب نيوز ٦ يونيو 


 

منصور البكالي

هل نحن أُمَّـة قرآنية؟!

هل نحن نواجه الفساد المالي في مؤسّساتنا العامة والخَاصَّة بنهج وأُسلُـوب قرآني؟!

وهل صدر لنا الله مواقف ونماذج نستشهد من خلالها الآليات الناجحة للتعامل مع الفساد والمفسدين، وطرق العقوبة الصارمة لمن يخالف التوجيهات العليا؟!

نعم، صدّر كتاب الله العديد من المواقف والمذكورة في القرآن الكريم حول فساد الأشخاص والمجتمعات والأمم ومخالفتهم لتوجيهات الله، وكيف كانت العقوبات الإلهية محيطة بهم، ومن أقربها وأولها منذُ أن خلق الله الإنسان على وجه الحياة، مخالفة أبينا آدم وأمنا حواء لنهي الله لهم بعدم القرب من تلك الشجرة حيث قال تعالى: “وَقُلْنَا يَا آدم اسْكُنْ أَنتَ وَزَوْجُكَ الْجَنَّةَ وَكُلَا مِنْهَا رَغَدًا حَيْثُ شِئْتُمَا وَلَا تَقْرَبَا هَذِهِ الشَّجَرَةَ فَتَكُونَا مِنَ الظَّالِمِينَ”.

من هذه الآية المباركة نستشف توجيهات الله، وتحذيراته، التي تعمّق الشهيد القائد حسين بدر الدين الحوثي -رِضْــوَانُ اللهِ عَلَيْهِ- في شرحها وتفاصيلها في الدرس الربع عشر وعده ووعيده، ونعرف من خلالها ماذا كانت العقوبات المناسبة لهذا الذنب، الذي يعتبر ثاني ذنب تقع فيه المخلوقات بعد معصية إبليس الرجيم بعدم سجوده لآدم وتنفيذه لتوجيهات الله.

ومن الآيات التي شرحت العقوبة على هذه المخالفة يمكننا تحديد العقوبات المناسبة لمن يخالف التوجيهات المالية والإدارية للدولة.

ودعونا نعتبر بأن المال العام شبيه بالشجرة المنهي عن القرب منها مُجَـرّد القرب فما بالكم بالأكل والفساد، ودعونا نتخيّل أن نعاقب من يفسد بالمال العام أَو يأكل منه مثل عقوبة الله لآدم وحواء، وهو إخراج الفاسد من المؤسّسة التي يعمل بها وإبعاده من البحبوحة التي كان فيها، وقطع عليه الراتب والحوافز وإرجاعه إلى بيته للبحث عن عمل خارج مؤسّسات الدولة؟!

كيف ستكون النتيجة؟! وكيف سيكون تعامل كُـلّ مسؤول بعد تطبيق هذا القانون مع المال العام؟!

ودعونا نسأل أنفسنا لماذا لم يمهل الله آدم وحواء عن العقوبة، ولماذا لم يعفِ عنهم؛ بسَببِ أنها المرة الأولى؟!

ويقول لهم هذه المرة لكم، وممكن نعطيكم فرصة أُخرى، مثل ما يتم التعامل مع الفاسدين، وهل نتوقع أن يترك الله الأمر بهذه العبثية؟!

إذن، لماذا لا نعرف بأن الله يريد لنا أن نكون حازمين ومنظمين وملتزمين بتنفيذ التوجيهات والحذر من التساهل أمام النواهي؟!

ومن هذا المنطلق، أدعو الهيئة العامة لمكافحة الفساد والجهاز المركزي للرقابة والمحاسبة والقيادة السياسية والثورية إلى استشعار مسؤولياتهم أمام محاربة الفساد، واستشعار التوجيهات الربانية الحريصة على مصلحة البشرية بشكل عام ومصلحة المؤمنين بشكل خاص، وتحذيره لنا من أن نكون من الظالمين، إن استمرينا بالسماح لهذا وذاك بأن يأكل من المال العام.

كما ندعو الجهات ذات العلاقة إلى ترجمة خطابات قائد الثورة السيد العلم عبدالملك بدر الدين الحوثي ودروس ومحاضرات الشهيد القائد في هذا المجال وغيره من المجالات إلى قوانين وتوجيهات نافذة، دون الرجوعِ إلى مجلس النواب المشرع في قوانينه السارية للفساد، وإعفاء كبار المفسدين من مُجَـرّد المسائلة القانونية.

فكم كانت محاضرات شهر رمضان مليئةً بالتوجيهات والدروس والنصائح التي تعبّر عن همِّ ومشاكل كُـلّ مواطن بل كُـلّ إنسان على هذه الأرض، فالجميع يرى فيها المخرج الوحيد والمنقذ للشعب ومؤسّسات الدولة من الواقع الذي نحن فيه.

You might also like