“الصراع التركي المصري في ليبيا أكتمال الملامح لإنطلاق شرارة الحرب العالمية الثالثة(1)”

 

إب نيوز ١٠ يونيو
عبدالجبار الغراب

الصراع في ليبيا هو في الأساس متجذر بين روسيا والولايات المتحدة فقد كانت روسيا تأمل في تحقيق تدخل في الأزمة الليبية عبر طائراتها وهذا ما تم رفضه بشكل قاطع من قبل الولايات المتحدة الأمريكية عندما لوحت عبر سفيرها في ليبيا بإستقدام تركيا لطائرات أف 16 وهذا ما اخر شيء يريده الجميع..

حبطت كل المؤمرات السابقة التى كانت سوف تجعل من مصر دوله تابعة لحكم جماعه الإخوان المسلمين عندما إستحوذت على السلطة بعد ما سميت ثوره 23 يناير 2011 والتى أنتجت واقع مغاير لم يتمناه المصريين.

هذا الواقع الذي اشعل الشارع المصري والذي عرف ان هذا الواقع هو نتاج تشكل بفعل تراكمات وأسباب سابقة وهي حاليا بداية مرسومه لتخطيط مشترك وتعاون شامل مع بعض الدول وفي مقدمتها تركيا التى كانت وأمام الجميع تعلن دعمها للثورة المصريه ووقفت مع جماعه الإخوان منذ أن تربعوا على عرش السلطة في مصر بقيادة محمد مرسي, ولكن سرعان ما ظهرت قيادات مناهضة لجماعه الإخوان والتى تم إسقاطها مع مرور أقل من عام من إعتلائها هرم السلطه في مصر.

هذا السقوط السريع لجماعه الإخوان في مصر المسمى بحزب العدالة والحرية القريب من تسميته من حزب الأتراك الحاكم العدالة والتنمية والبناء, الأمر الذي بسقوط الإخوان في مصر شكل كارثة كبرى وضربه قاسمه لظهر تركيا, التى كانت سترتب من أوضاعها الخارجية لأجل إنطلاقها لليبيا من جهة’ وتشكيل تحالفات أخرى من جهة ثانية..

تحركات تركيا العديدة والمتكررة بالدعم بالسلاح والرجال للجماعات الإرهابية, وزجها للداخل السوري للقتال من أجل إسقاط نظام الرئيس بشار الأسد من أجل الحصول على موطئ قدم لها لتحريك كافه أجندتها المرسومة والمخططه لها منذ وقت بعيد, لتكون القيادة الجديدة التي كانت تحلم بها في سوريا خادمة لمصالحها ولكامل تحركاتها. لكنها فشلت فشلا ذريعا ولم تحقق اي جانب من الجوانب التى سعت الى تحقيقها, فكان للقيادة السورية الحالية بجيشها وتماسك شعبها محبط لأمال وتطلعات الأتراك..

تشكلت تحالفات سابقه
منذ إندلاع ثورات الربيع العربي, والذي شكل تقلبات ومفارقات, وقوف ومساندة, دعم وحرب, للعديد من دول المنطقة والعالم , ففي الجانب الليبي كانت وقوف دول الخليج كاملة مع الثوار ضد النظام, وسرعان ما إنقلبت المواقف, وتبدلت لمعظم الدول , فكانت لقطر موقف مساند لقوى فجر ليبيا الإخوانيه التى صعدت الى السلطة برئاسة السراج والتى شكلت حكومه سميت الوفاق , وتم الإعتراف بها دوليا, ليكون للسعوديه والإمارات موقف مضاد فقد دعمت وساندت اللواء المتقاعد خليفة حفتر والذي شكل جيش ليشكل محور مناهض لحكومة السراج..

كل هذه التناقضات في التحالفات أعطت العديد من الإختلاف وهيئت للعديد من الظروف و التى كونت وقائع مغايرة, بل أوجدت سياسات متناقضة في المنطقه, فالسعوديه والإمارات أخدت موقف معادي من قطر وتم مقاطعتها خليجيآ وتم التهديد بإستخدام القوة , ولكن كان لتركيا موقف مناصر لدوله قطر , فوقفت معها بالقوة , مما جعل من عمل إتفاقية مشتركه بين قطر وتركيا للدفاع والحماية أعاده لحسابات السعوديه والإمارات, فخرجت قطر من تحالف العدوان على اليمن وتلعب من وراء الحجاب في خدمه الإخوان, لكنها ظلت في ليبيا ماضية في تنفيذ المخطط المرسوم لها والنافع لتركيا..

إتفاقية جمهورية مصر مع اللواء خليفة حفتر على التعاون المشترك في كافة المجالات ومنها المجال النفطي أقلق تركيا , والتى من جهتها سارعت الى عقد إتفاقية مشابه للأولى, وتم عقدها مع حكومه السراج المعترف بها دوليا.

كل هذه الأحداث والوقائع والمتغيرات في المواقف, والتناقضات في الاراء أدت بشكل أو بأخر إلى إشعال لهيب حرارة المنطقة وأوجدت تحالفات عديدة , أهدافها الإستحواذ على ثروات البلاد العربية بتعاون ومساندة عربان الخليج, وما ليبيا الا سيناريو أولي اكتملت ملامحه السابقة بين صراعات الدول الكبرى لتكون بدايتها حتمية لإنطلاق الشرارة الأولى لقيام الحرب العالمية الثالثة, كبش الفداء فيها هم الأتراك والمصريين….

You might also like