ترتيبات لنقل دفاع هادي إلى شبوة.. فرار من مأرب أم محاولة لقلب الطاولة على الانتقالي؟ (تقرير)

إب نيوز ١٩ يوليو

بدأ الاصلاحُ تحركاتٍ جديدةً في شبوة، المحافظة النفطية جنوب شرق اليمن، وعينه على ضرب عصفورين بحجر واحد، فهل يكتب له النجاح أو ان مغامراته قد تكون الاخيرة؟

تحركات الاصلاح الجديدة يقودها مستشار هادي، عبدالعزيز جباري، ونائب رئيس برلمانه، وقد بدأت قبل ايام مع وصول جباري إلى عتق قادما من مأرب. على مدى الايام القليلة الماضية لم يتوقف نشاط جباري في شبوة. زار معسكرات ومقرات حكومية ومنشآت بنى تحتية .

ومع أنه ليس سلطة تنفيذية الا انه لم يهدأ ولا يزال يتحرك هناك برفقة القيادي في حزب الاصلاح محمد صالح بن عديو.

وفق مصادر مطلعة، فإن زيارة جباري لشبوة كانت مدفوعة من قبل قيادات الاصلاح والهدف ايجاد موطن بديل للحزب الذي تضيق به المحافظات في اليمن جنوبا وشمالا وتعرض قاداته للطرد من السعودية. كانت مهمة جباري منذ وصوله مأرب واضحة، وتؤكد بأن الحزب اصبح محاصر داخليا وخارجيا ولا مفر من الهزيمة المرة. طرق جباري، الذي يتقمص العداء للتحالف حاليا، ابواب صنعاء بغية الحفاظ على اخر معاقل الاصلاح في مأرب، فكأن رد صنعاء بتجديد طرحها لمبادراتها للسلام. فهي اليوم وقد دنت قواتها من تطويق المدينة لن تقبل ببقاء اهم محافظة بمنية بيد من تصفهم باللصوص والفاسدين ، وافضل الخيارات المتاحة للإصلاح الذي بدأ استنزاف غير مسبوق لموارد النفط والغاز ، وفق لما يقوله الناشط جلال الصلاحي، سوى توريد عائدات النفط والغاز إلى المركزي في صنعاء واعادة ربط غازية مأرب وفتح الطرقات، وتلك خيارات قد يفضل الاصلاح الذي جنى قاداته مليارات الدولارات على مدى نصف عقد من سيطرتهم على مأرب، الفرار أو المقامرة.

مصير مأرب، حسمته صنعاء بالفعل، سواء عسكريا حيث تسطر قواته ملامح بطولية بالتقدم صوب المدينة، أو سياسيا بتحريك كيانات اخرها ما تحدثت عن تقرير اعلامية عن وجود تحضيرات لتشكيل تكتل قبلي هناك ليكون حاضنة ابناء المحافظة الذين يحاول الاصلاح الاستئثار بهم لنهب مواردهم.

لم تعد مأرب حاليا في حسابات الاصلاح، وكل طموحه ايجاد وطن بديل، ولأنه لا يملك خيارات كثيرة في ظل التطورات الاخيرة في معاقله سواء شرق أو غرب اليمن ، فتبدو شبوة الاقرب نظرا لقبضته المشددة عليها وقواته المنتشرة هناك بعشرات الالوية، اضف إلى ذلك امتلاكها لموانئ بحرية قد تمكن قاداته من الفرار في حال ضاق الخناق عليهم كما كان عليه الحال في سقطرى.

وفق المصادر، فإن الاصلاح قرر فعلا بدء نقل وزارة الدفاع إلى شبوة، تمهيدا لعودة جزء من حكومة هادي أو بالأحرى جناحه فيها وكذا برلمانه، وهو بهذه الخطوة يحاول من ناحية تجديد التحالف مع هادي بعد أن وصلت علاقة الطرفين إلى مفترق طرق في اغسطس الماضي عندما فجر اعلان وزير دفاع هادي نقل الدائرة المالية لوزارته من عدن إلى مأرب، وما تلاها من انشقاقات عسكرية في صفوف قوات هادي استفاد منها الانتقالي جيدا وادار اللعبة لصالحه. كما ان دفع الاصلاح نحو اجتماع لحكومة هادي ولو جزئيا في شبوة او انعقاد للبرلمان من شانه قلب الطاولة على التحالف نفسه خصوصا في ظل الانباء التي تتحدث عن تحشيدات تركية – قطرية في شبوة مع استحداث معسكرات لقيادات تابعة لها.

يناور الاصلاح بشبوة مجددا في عمق الجنوب، وهدفه الضغط لتغيير كفته في مفاوضات الرياض حيث تسعى السعودية لتقليص نفوذه داخل حكومة هادي ، وربما في حال تمكن من تحقيق اهدافه سالفة الذكر قد يجر اليمن نحو مستنقع حرب دولية على غرر ليبيا ومن قبلها سوريا.

عن YNP .

You might also like