إلى أين تذهب أمة الإسلام؟!!!

إب نيوز ٢٨ يوليو

أميرة السلطان

في العام 1969 م حدثتْ جريمةٌ كبيرة ففي هذا العام تم إحراق المسجد الأقصى من قِبل الصهاينة.
علقت رئيسة وزراء إسرائيل في ذلك الوقت والتي تدعى جولدا مائير بعد تلك الجريمة قائلة : “لم أنم طوال الليل كنت خائفة من أن يدخل العرب إسرائيل أفواجاً من كل مكان، ولكن عندما اشرقت شمس اليوم التالي علمت أن باستطاعتنا أن نفعل أي شيء نريده”.

هي ليس مجرد كلمات قالتها مائير عن العرب والمسلمين فحسب بل هي خطةٌ بعيدة المدى طبقها أعداء الأمة على مدى سنوات عديدة فما كان إحراق المسجد الأقصى إلا حادثا لجس نبض هذه الأمة التي خيل لجولدا أنها ما زالت تنبض كرامة وشهامة وشجاعة ولكن للأسف هذا النبض قد توقف بل دخل في غيبوبة طويلة الأمد حتى أصبحت أمة المليار ميتة سريرياً.

واليوم تتكرر القصة وإن اختلف الزمان والمكان فهاهم آل سعود اليوم يمنعون الحج ويصدون عن البيت الحرام وما هذه القرارات إلا بضوءٍ أخضر أمريكي إسرائيلي!!

وما يثير الغرابة بل والألم الشديد بين هذا الحادث وذاك هو هذا الصمت المخزي والمشين والذي يعتبر وصمة عارٍ على جبين كل ساكت وخانع لا يتحرك ولا يقوم بمسؤوليته .

ما الذي حدث لأمة الإسلام اليوم؟!
أليس دينها هو ذلك الدين الذي جاء ليدافع عن الحرمات والأعراض فكان ذلك هو نهج نبيها محمد صلى الله عليه وآله وسلم الذي حرك جيشه من أجل حرمة لمرأة مسلمة فقال ( من كان يؤمن بالله واليوم الاخر فلا يصلين العصر إلا في بني قُريضة) فأين أنتم من هذا النهج وأنتم ترون حرمة المقدسات تنتهك باستجلاب الراقصات والمغنيات وفتح المراقص والحانات !!
وليس ببعيد فمسؤول الترفيه في السعودية يعلن عن وصول عددٍ من عارضات الأزياء لإقامة عرض داخل المملكة!!
خبر يجعلنا نقف ونحن في تساؤل: أليس قرار منع الحج جاء بذريعة فيروس كورونا وأن القائمين على الحج يخشون أن يصاب الحجيج بهذا الفيروس؟
فالسؤال هو : إذا كان المرض سينتقل إلى حُجاج بيت الله الحرام إن هم قدموا فما هي الاحتياطات التي قامت بها جماعة الترفيه لكي لا يصاب من يتجمعون للحفلات الغنائية ولعروض الأزياء؟!

هل بات من يحضر هذه الحفلات يمتلك الدواء المناسب الذي يحميه من هذا الفيروس بينما حجاج بيت الله الحرام لا يمتلكونه؟!

إن قرار منع الحج من هذا النظام المسخ أثبت لنا أنه غير جدير بأن يكون هو من يتولى أمور بيت الله الحرام وأن يقرر هو بالنيابة عن مليار وستمائة مسلم هذا من جانب.

أما الجانب الاخر من كلامي فهو موجه إلى هذه الأمة التي لم أجد بماذا أصفها من كلمات!!!

لماذا يا أمة الإسلام هذا الرضوخ والذل والهوان والاستكانة التي تعيشونه اليوم لدرجة أن أصبح شرذمة قليلون هم من يقررون بالنيابة عن أكثر من ستين دولة إسلامية ناهيك عن المسلمين حول العالم ؟؟!!
لماذا هذا الصمت المخزي حتى باتت مقدساتنا وشعائرنا لا تحرك لديكم أي مشاعر أو أي تنديد لدرجة أنه لا يوجد دولة أعترضت أو شعب خرج في مظاهرة كما يخرج من أجل مصالح دنيوية كالخروج من أجل راتب أو تعديل قانون أو تغيير حكومة ؟!

ولكن الحقيقة الساطعة والتي باتت جلية وواضحة كوضوح الشمس أن ما قالته مائير هو الحقيقة المرة أن الشعوب العربية خاصة والإسلامية عامة قد أصبحت ميتة في روحها وضميرها مما هيأ الساحة لهؤلاء الأعداء ليتحكموا بكل صغيرة وكبيرة فينا إلى أن وصلوا أخيرا إلى تدمير كل ماله علاقة بنا وايقاف شعيرة الحج والتي لها الدور الأكبر في تربيتنا على الأخوة الإيمانية والاعتصام بحبل الله والنهي عن التفرق وإعلان الولاء والبراء والتي بدورها تبني أمة مجاهدة ترفض الظلم والقهر والاستعباد
فلا نامت أعين الجبناء

 

You might also like