الأضحية أهميتها، ونظرتنا لها

إب نيوز ٣ أغسطس

أم بدرالدين

الأضحية من شعائر اللّـہ سبحانه وتعالى، ودليل على التسليم لأمره والإخلاص له، وهي إحدى شعائر الإسلام يتقرب بها المسلمون لله سبحانه وتعالى.

فجميع المسلمون يعرفون أصل الأضحية وقصة نبي اللّـہ إبراهيم (عليه السلام) كما حكى عنها اللّـہ سبحانه وتعالى في كتابه الكريم، ﻓ معا مرور الوقت وتعاقب السنين نعتبر هذه عاده نعتاد على فعلها عامًا بعد عام.

ولكن لنقف معا أنفسنا قليلًا، ونتسائل عن الأضاحية وأهميتها….
فلنعد لقصه أبونا إبراهيم(عليه السلام) لنتخذ منها دروسًا تربوية، لنربي أنفسنا على التسليم المطلق لله(سبحانه وتعالى).

فالله في كتابه الكريم لم يذكر لنا تلك القصص لمجرد القراءة، أو لمجرد الأجر والحسنة بعشر أمثالها، أوغيره، وإنما لنتخذ منهم القدوة ولنتعظ ولنعتبر من تلك الأحداث والمواقف التي تكون لنا كنهرٍ جارٍ نرتوي منه كلما تدبرنا تلك الحروف والآيات الكريمة.

فكما نعلم عن نبي اللّـہ إبراهيم (عليه السلام) ومعاناته معا أبيه وقومة حين أرادوا به الهلاك، واراد اللّـہ إلا أن يجعلهم الأسفلين ونجاه من كيدهم ومكرهم.

ولقد مرت هذه المرحلة من حياته ليدخل مرحلة اخرى{ وَقَالَ إِنِّي ذَاهِبٌ إِلَى رَبِّي سَيَهْدِينِ }سورة الصافات(99)
إنها الهجرة الكاملة، مُسلِمًا نفسه لربه، موقنًا أن ربه سيهديه، وسيرعى خطاه، وكان وحيدًا ﻓ اتجه إلى ربه ليرزقه الذرية الصالحة { رَبِّ هَبْ لِي مِنَ الصَّالِحِينَ }سورة الصافات(100)

{ فَبَشَّرْنَاهُ بِغُلَامٍ حَلِيمٍ }سورة الصافات(101)
{ فَلَـمَّا بَلَغَ مَعَهُ السَّعْيَ قَالَ يَا بُنَيَّ إِنِّي أَرَى فِي الْـمَنَامِ أَنِّي أَذْبَحُكَ فَانْظُرْ مَاذَا تَرَى قَالَ يَا أَبَتِ افْعَلْ مَا تُؤْمَرُ سَتَجِدُنِي إِنْ شَاءَ اللهُ مِنَ الصَّابِرِينَ} سورة الصافات(102)

يالروعة الإيمان والتسليم المطلق لله سبحانه وتعالى.
رغم أنه لايكاد يأنس به ويبدأ معه السعي، بعد أن رزقه اللّـہ به رغم كبر سنه، وهو لايزال يأنس ويفرح به إلا أنه الإيمان الحقيقي، والإخلاص لله جعله ينقاد لأوامره دون أن يجزع، أو يضطرب، أوينزعج، وقد نلحظ ذلك في كلماته معا إبنه بهدوء وإطمئنان.

ويالروعة رد الغلام على أبيه وهو يتلقئ الأمر فيّ رضئ ويقين وطاعة وإستسلام، فلم يزعجه الذبح ويفقده رشدهُ وأدبه.
فيالروعة الإيمان، وياللأدب مع الله، ويالعظمة التسليم والطاعة والإنقياد.

فأين نحن وأبناءنا من هذا الإيمان والتسليم المطلق لله، وهذه التربية الإيمانية، وهذا التعامل معا توجيهات اللّـہ؟
أين نحن من تعامل الأب معا إبنه وكانه صديق حميم يستشيره؟ أين نحن من تواضع الإبن معا أبيه وإحساسه بما بقلب أبيه؟

كيف تعاملنا معا توجيهات اللّـہ؟
كيف تعامل الأباء اليوم معا أبناءهم؟
وكيف إنقياد الأبناء لإبائِهم؟
هل نأخذ الدروس والعبر من أولياء اللّـہ ورسله وننهج نهجهم ونحن نتلوا كتاب الله؟

هل سلمنا أنفسنا لله وأصبحنا مسلمين كإسلام أبينا إبراهيم؟
وهل… ؟وهل…؟وهل… ؟ أسئلة تبقى حاضره في الأذهان حتى نجعل من أولياء اللّـہ ورسله القدوة ونجعل من قصصهم محط تربيةٍ لنا ولأبنائِنا.

لكي تتحقق لنا الغاية والهدف من وجودنا، ويتحقق في أنفسنا الإسلام الحقيقي، فالإسلام ثقة، وطاعة، ورضى، وتسليم، وتنفيذ.

وسيكون له أثره في النفوس وفي الحياة{ فَلَـمَّا أَسْلَـمَا وَتَلَّهُ لِلْجَبِينِ }سورة الصافات(103)
{ وَنَادَيْنَاهُ أَنْ يَا إِبْرَاهِيم} ُ
سورة الصافات(104)
{ قَدْ صَدَّقْتَ الرُّؤْيَا إِنَّا كَذَلِكَ نَجْزِي الْـمُحْسِنِينَ }سورة الصافات(105)
{ إِنَّ هَذَا لَهُوَ الْبَلَاءُ الْـمُبِينُ }سورة الصافات(106)
{ وَفَدَيْنَاهُ بِذِبْحٍ عَظِيمٍ }سورة الصافات(107)
{ وَتَرَكْنَا عَلَيْهِ فِي الْآَخِرِينَ }سورة الصافات(108)

فبعد أن سلما لله وإنقادا لأمره بكل صدٍق وإخلاٍص وروحيةٍوعزم، كان الإمتحان قد وقع، والنتيجة قد ظهرت، وغاياته تحققت.

فالله يمتحن عباده وكما أخلصوا له وإجتازوا الإمتحان فسيأتي الجزاء العظيم منه سبحانه.
{ سَلَامٌ عَلَى إِبْرَاهِيمَ} سورة الصافات(109)
{ كَذَلِكَ نَجْزِي الْـمُحْسِنِينَ }سورة الصافات(110)

(اللهم إجعلنا من المحسنين، المخلصين، المطيعين، المنقادين، المنقطعين إليك يارب العالمين).
وصلى اللّـہ وسلم على سيدنا محمد وعلى آله الطاهرين.

 

You might also like