أقبـل محرم فـحلت فاجعةعاشورا۽

إب نيوز ٢٦ أغسطس

كوثر العزي

يخـرج سبط النبي لـيعيد دين الإسـلام ، سيخــرج سيد الشهدا۽ لأرض كربلا۽ لـيخبر الجمـع أن الفـساد قاتل الأنسان، وأن ملوك بني أمية هـم رأس الشقۑ لا أهـل السلام.

عـزم عـلۑ مقاتل الريـا۽، خـرج الحسيـن فـي شهــر حـرم فيـه الدمــا۽ لـكن مـاعسۑ مـن بني أميـة سـوى سفك دمـاء آل بيت نبي الله الـطاهـرة الزكيـة ، لــم يحترمـوا حرمـت مـحرم ،حُـــرم المـا۽ عـن الشهيد الحق واهــل بيت رسول الله ،اشتكى الصغير قبـل الكبير مـن الضمى، ضجـت خيـام آل محـمـد نـريد مـا۽ يـا طغات العالـم، فـلم يكـن من الأعدا۽ سـوى الاستمتـاع بتـلك الأصوات الشاحبـة الـتي بكـت لهـا السمـاوات والأرض، وكـاد الفرات أن يجف مـن مصاب آل مـحمد ،زاد الإجــرام عـن حده، بكـۑ عبدالله الرضيـع يريد مـا يبلل بـه حلقه ونحــره الصغير، أخـرج الـحسين عـبدالله مـنـادياً في الـقوم، يـاقوم مـاذنب هذا الطفل هـل لي بمـا۽ لـأبلل ريقه، فمـا كـان مـن شمـر العين سـوى إعطا۽ الأمــر لـ حرمـة القاتـل أن يلقي بسهـم الحـاد لــ. نحـر عبدالله الرضيـع ،فنفذ مـا أُمـــر بـه بكـل دم بارد بكـل إجـرام، وكـأنهـم ليسو آل النبي ،فبعد إن انطلق السهـم الغـادر لـ لذاك النحـر الطاهــر استقر فـي موقعـه، فـصاح الصغيـر صيحـة الـوداع، وكـأنـه يقول: لأبيه أبتـاه سـتستقبلني جدتي فاطمـة وتسقيني مـن نـهر الكـوثـر لاتخف ، فـبعد ذلك الصوت الذي أوقف الدنيا للحظات وستنكــر التـأريخ مــا رأه.

فبعد إن سُفكـت الدمـا۽ الملاك الصغـر أخذها الإمام الحسين بكفيه رفع كفوفه المليئة بـدمـا۽ بدل المـا۽ نحــو السمـا۽ ؛لكـي يستقبل الله ذلك القربان، فـحين رُفعـت قطرات الدمـا۽ لــم تسقط قطرة واحـدة عـلۑ رمـل الطفل ، أدخـل الحسيـن الـرضيـع لأمـه ونحـره اخـترقــه السهـم من الـوريد إلـۑ الـوريد إعتلـت أصوات البكـا۽ لـنسا۽ بيت الحبيب .

بعد تـلك الأهـوال خـرج الصغار لـلعبـاس قالـو هلنـا بما۽ يـاعمهـا ،بعد خطاب الصغار لــسيد الأوفيـاء تحــرك لــنهـر الفرات ،وصــل شهيد الوفا۽ لنهـر العطاشى أمـلأ قربث المــا۽ ، وذهب للخـيام لـيسقي الصغـار، بعد إن تجـاوز نصف الطريق تلقاه أعدا۽ الإسـلام ووجـهوا السهـام نحو قربث المـا۽ التي تريد أن تـروي ضمى أحفاد محـمد ، انهالت السهام علۑ العباس بترت اليد اليمنـى فحملها باليسرۑ لـم يستسلـم واجـه العدا۽ بكـل قوته وكـأن أبيـه علياً قـد عـاد في غــزوة الأحـزاب ،فبترت اليد اليسرۑ فحمـل القربـة بــ فمه ، وبدأ بـالخطو متجـاهلاً ســهـام أنصار يــزيد شارب الخمـور وصديق القرود ، ألقى أحد الجـنود سهماً اخـترق قربت المـا۽ فلـم يبالي العباس واسرع الخطى لـ يصل لخـيام الحسين، لـكن لم يصـل العباس واعتلت الروح للسمـا۽ وهـتفت مـلائكـة السمـا۽ ساقي العطاشى وهاهو يقبل لـتفتح أبواب الجنان وتستقبله بـالورد والريحـان، أمـا عـن الأرض وسكانهـا فقد حـل عليها الحـزن والأسـى ،خــرج حبيب قلب رسول الله الحسين ليشيل جسد أخيـه وسنـده في هـذه الحيـاة فقـال الحسين، كسـر ظهري بعد رحيلك يا أخي.

بعد ذلك الإجـرام ،سل الحسين سيفه وعـزم علۑ الخـروج خـرج سبط النبي مـقاتلاً، خـرج وحيداً يقـاتل الآلف، خـرج وعـزمه بالله أقوۑ ، خــرج وهو يهتف بـ هيهات مـنا الذلــة ، ارتهب وسيطر الخـوف في قلوب الأعدا۽ كـيف لا وذلك هـو سبط النبي وأبـاه الكـرار الذي بعـثر الأحـزاب وفاز في بدراً وفداءً للإسـلام ، أمـر شمر أن يخــرج مقاتلين لـ يقتـلو الحسيــن بـأرض كـربلاء وبلا۽، خـرج الكثير لـم يقدرو عـلۑ اسقاط الحسيـن مـن ظهـر بلبل، الحصان الأبيض الجمـيل ، أمـا الأعدا۽ فكـان الواحد تـلو الأخــر يسقط، فعـم الخـوف في أوساط قلب شمـر وغيره فـ أمـر الرمـاه أن يلقو بـالسهام عـلۑ الحسيـن ، اجتازت السهام جسد الحسين وسقط مضجراً بالدمـا۽ ، تبكي عـليه السمـا۽، وتلتطم عليه أمـواج البحـار هذا سبط طـه يـا قوم يزيد ، خـرجت زينب لــ جثته رأت مـايشيب لـه الرأس رأت الحسيـن جثةً بدون رأس وأثـار أقدام الخيول عـلۑ جسده الطاهـر ، كـم هـو مـوجع لـسيدتي زينب ذلك المنظـر، كم هـو مـؤلم عـندما تـجد أقربائهـا وهـم قتلى.

جـا۽ أنصار الطاغية، واحرقوا الخيـام وسبو النسا۽ آل أبا القاسـم، أخذوهم لــ قصر يـزيد لعـنة الله تحـل عليه هـو وأحفاده.

حينـها وصلـت زينب بنـت علياً لـلشـام ادخـلو النسـا۽ القانتات لـقصر الفاجـر الكافـر، دخلهـم كـ أسرا۽، بعد لحظات تذكـرت رقيـة حـنان أبيهـا فصاحـت بـأعـلۑ صوتهـا أبي أين أبي أريد أبي عمـتي زينب أين أبي الحسيــن، أبـــــي، ضاج يزيد الخسيس مـن صورة رقيـة الصغيـر،قـال: اسكتوهـا فـلم يستطيع أحد أن يسكت رقيـة فالشوق والحـنين بالغ المستحيل فذهبـو لـ يزيد بقلـة حيلة لـم يقدروا عـلۑ اسكاتها فقـال: أجـمعهم لـي في قاعــة القصـر،حين جمع الأطهار مـع الأقذار في قاعـة واحـدة مـاذا ستكـون النتيجـة يـاترۑ سيكت الحق الباطل!?
مازالت رقية تـردد أبي أين أبي
فـ أمـر يزيد أحـد الخـدم أن يقدم لـ رقية صحـن مغطۑ قـالت: لا أريد شيء أريد أبي قال يزيد العين إذا أردتِ أبيكِ أرفعي ذلك الغطا۽ فرفعته اليدين المرتجفتان والعينان المليئة بالدمـوع تتـرقب مـاذا يحمـل ذلك الصحـن فتحـت فـرأت مــا أبكۑ نسا۽ آل يس الحية مخظب بدمـا۽ ورأس قط مـن الجسد الشريف صاحت رقية فوق أبيـها

قائلة :-أبتاه مـن الذي حز وريدك أبتـاه مـن يتمني عـلۑ صغر سني أبـا ياحسين انظر عـمتي زينب أبا ياحسين مـن لنـا بعدك فـلم تسمـع الرد الذي يشفي الغليل جفت الصغيرة فـوق أبيـها لـ تلحق الروح بـروح وتشفي ضمۑ الفقدان
رحـلت رقية للجـنان
بدأعويل النسا۽ حسرة علۑ وجـع رقية.

حينهـا بادر يزيد بقوله :ماذا رأيتـم فعـل الله بكـم ؟؟

بعد هذا الخطاب ظهـرت المـرأة الطهارة المـرأة الصابرة التي شقة جبهة بمفردهـا، خاطبـة خطاب القوي عـلۑ الذليل، وقفت بوجه طاغيـة العصـر.

فقالت:أظننت يا يزيد حيث أخذت علينا أقطار الأرض وآفاق السماء فأصبحنا نساق كما تساق الأسارى أن بنا على الله هواناً وبك عليه كرامة وأن ذلك لعظم خطرك عنده فشمخت بأنفك ونظرت في عطفك خذلان مسرورا حيث رأيت الدنيا لك مستوثقة والأمور متسقة وحين صفا لك ملكنا وسلطاننا؟!!

فمهلاً مهلاً، أنسيت قول الله عز وجل (ولا يحسبن الذين كفروا إنما نملي لهم خير لأنفسهم إنما نملي لهم ليزدادوا إثماً ولهم عذاب أليم؟!، أمن العدل يا ابن الطلقاء تخديرك حرائرك وإماءك وسوقك بنات رسول الله سبايا قد هتكت ستورهن وأبديت وجوههن، تحدو بهن الأعداء من بلد إلى بلد، ويستشرفهن أهل المناهل والمناقل ويتصفح وجوههن القريب والبعيد والدني والشريف، ليس معهن من رجالهن ولي ولا من حماتهن حمي، وكيف ترتجي مراقبة من لفظ فوه أكباد الأزكياء ونبت لحمه من دماء الشهداء، وكيف يستبطأ في بعضنا أهل البيت من نظر إلينا بالشنف والشنآن والإحن والأضغان ثم تقول: غير متأثم ولا مستعظم لأهلوا واستهلوا فرحا ثم قالوا: يا يزيد لا تشل منحنيا على ثنايا أبي عبد الله سيد شباب أهل الجنة تنكتها بمخصرتك، وكيف لا تقول: ذلك وقد نكأت القرحة واستأصلت الشأفة بإراقتك دماء ذرية محمد صلّى الله عليه وآله ونجوم الأرض من آل عبد المطلب، وتهتف بأشياخك زعمت أنك تناديهم ، فلتردن وشيكاً موردهم ولتودن أنك شللت وبكمت ولم تكن قلت ما قلت وفعلت ما فعلت.

اللهم خذ لنا بحقنا وانتقم ممن ظلمنا واحلل غضبك بمن سفك دماءنا وقتل حماتنا.

فوالله ما فريت إلا جلدك، وما حززت إلا لحمك ولتردن على رسول الله صلّى الله عليه وآله بما تحملت من سفك دماء ذريته وانتهكت من حرمته في عترته ولحمته حيث يجمع الله شملهم ويلم شعثهم ويأخذ لهم بحقهم (ولا تحسبن الذي قتلوا في سبيل الله أمواتاً بل أحياء عند ربهم يرزقون) وحسبك بالله حاكماً وبمحمد صلّى الله عليه وآله خصيماً وبجبرئيل ظهيراً، وسيعلم من سوّل لك ومكنك من رقاب المسلمين، (بئس للظالمين بدلا)، وأيكم (شر مكاناً وأضعف جندا)ولئن جرّت عليّ الدواهي مخاطبتك إني لأستصغر قدرك واستعظم تقريعك واستكثر توبيخك، لكن العيون عبرى والصدور حرّى.

ألا فالعجب كل العجب لقتل حزب الله النجباء بحزب الشيطان الطلقاء، فهذه الأيادي تنطف من دمائنا والأفواه تتحلب من لحومنا، وتلك الجثث الطواهر الزواكي تنتابها العواسل وتعفرها أمهات الفراعل، ولأن اتخذتنا مغنماً لتجدنا وشيكاً مغرماً حين لا تجد إلا ما قدمت، وما ربك بظلاّم للعبيد، فإلى الله المشتكى وعليه المعوّل.

فكد كيدك واسع سعيك وناصب جهدك، والله لا تمحو ذكرنا ولا تميت وحينا ولا تدرك أمدنا، ولا يرحض عنك عارها، وهل رأيك إلا فند، وأيامك إلا عدد وجمعك إلا بدد، يوم ينادي المنادي (ألا لعنة الله على الظالمين).

فالحمد لله الذي ختم لأوّلنا بالسعادة والمغفرة ولآخرنا بالشهادة والرحمة، ونسأل الله أن يكمل لهم الثواب ويوجب لهم المزيد ويحسن علينا الخلافة إنه رحيم ودود، وحسبنا الله ونعم الوكيل.

فقال يزيد اسكتوها اسكـت الله لسانـه،وماتلك إلا قطرة مـن مطرة مـن مــاسي آل محمــد ،
أقبـل محــرم فـحُلـــن فاجعـة عاشورا۽.

 

You might also like