لظى الخيبات .

إب نيوز ٢٦ سبتمبر

سعاد الشامي

رأيتها تجر أذيال الأسى بخطوات متهالكة كطفل يحبو على أرصفة بلا إسفلت وهذا يدل على أنها ربما قد تعثرت ووقعت على الأرض ..

سألتها : مابك أيتها المرأة ولماذا عجزت قدميك عن حمل جسدك ؟
قالت : كنت كلما أنطفأ ضوء النهار أحمل مشاعري البكر في جوف صدري وقد أرزح ظهري على جبلٍ شاهقٍ فأطمئن ثم أنام وذات صباح رأيت نفسي قد سقطت من أعالي قمم اليقين إلى أسفل قيعان الضياع؛ وعندما وجهت بصري إلى خلفي لأرى ذلك الجبل مارأيت مكانه إلا بيوتاً للعنكبوت وأثناء السقوط سقط قلبي وانكسرت أركان روحي وفقدت ثقتي بنفسي وبينما سكرات الوجع تدب في أروقة نفسي؛ أحببت أن أشعرهم بحدة ألمي عساني أرى من المواساة مايشفيني فأشددت لجام الصبر حول عنق الاحتمالات ومددت إليهم كف المسامحة فمدوا مجدداً أكفاً تجيد الصفع والطعن والبتر !

سألتها : من أنتِ يا إمرأة ؟
قالت : لا أدري من أنا؛ ولكن عندما نظرت إلى المرآة كي اتعرف على ذاتي لم أحفظ من ملامحي إلا بلاغة الحزن في عيوني ولكني اتذكر جيداً حديث صديقتي التي أخبرتني بإني كنت جميلة حد الفتنة ، ذكية حد العبقرية ، طفولية حد البراءة ، طيبة حد السذاجة.

سألتها : إلى أين ستذهبين ؟
نظرت إلى السماء طويلاً دون أن تنطق بحرف واحد .
قلت لها : ما هذا الصمت ؟
قالت : ليس صمتاً بل هو حديث المظلوم مع الله .

 

You might also like