ماذا يعني أنك من أنصار الله ؟

إب نيوز ١٢ أكتوبر

سعاد الشامي

يعني أن تنصر الله في دينك وفي نفسك وفي أخلاقك وفي مبادئك وفي أقوالك وفي أفعالك .

يعني أن تكون اليد الأقوى التي يتشبث بها المستضعف حتى يصل إلى بر الأمان .

يعني أن تكون أكرمهم خُلقاً وأرجحهم حلماً وأرحبهم صدراً وأصدقهم قولاً وأكثرهم بذلاً .

يعني أن تكون أقرب الناس إلى الناس تشعر بنقمة المحروم ولوعة المظلوم ؛ تواسيهم في آلامهم وتشاركهم محنتهم وتقيل عثرة المحتاج منهم وتنشر عليهم كل يومٍ فيضاً من خيرك وقبساً من فضلك .

يعني أن رحمة الله تفيض من صدرك وينابيع عدله وكرمه تتفجر من مواقفك فتكون أرحم بالقساة الجفاة في أنفسهم من أنفسهم فتسعى مخلصا لتهيئ لهم مدارج الخير وتفسح أمامهم طرق الهداية .

يعني أن المال والسلطة من المستحيل أن يحجبا عنك رؤية الفقراء والمحتاجين وبالتالي لن تكن ممن لايرى إلا جماعات المرائين و لايسمع إلا كلمات المنافقين .

يعني أن تكون كالطبيب الذي يتحس الداء ليصف له الدواء .

ولا تأتي لتقول أن من سبقوك ومن حولك أكثرهم سيئين فهم ليسوا مثلك .. هم لم يسموا أنفسهم أنصار الله ولم يتحملوا مسؤولية هذا المصطلح القرآني .

أشخاص ممن سبقوك مثلا كانوا يدعون أنهم أنصار عفاش وظلوا مناصرين له ملتزمين بتوجيهاته برغم كل المساوئ التي كان تصدر منه ؛ بل أنهم اختصروا الدين والوطن في شخصه فلطالما هتفوا بالروح بالدم نفديك ياعلي وطالما تغنوا مالنا إلا علي ، هم لم يشركوا الله ونصرة دينه في شعاراتهم ولا في أناشيدهم ولا في مسؤوليتهم لذلك فسيئاتهم تقاس بسيئات كبيرهم الذي علمهم إياها ودربهم عليها.

لكن أنت لا يجوز لك أن تكون سيئاً.. لأنك حملت أقدس مسؤولية على وجه الأرض وأي غلطة منك هي إساءة لدين الله الذي لايقبل بالاساءة ، وأي مخالفة لتوجيهات الله هي خيانة عظمى لمبدأ العدالة الالهية الذي لايبرر للظلم والفساد وبالتالي هي لا تقل بشاعةً عن خيانة أولئك لأوطانهم .