مُبتسم لنيلهِ عطاء الشهادة.

إب نيوز ١٨ أكتوبر

غيداء الخاشب .

يشعُّ الليل بالقمرِ، يُضيء النهار بالشمسِ،حكمةٌ من الله عز وجل ،وهكذا في وطننا رجالًا بأرواحهم الزكيّة حرروا أرضنا من الاستعبادِ والسلطة الظالمة فأصبحنا بفضل الله وفَضلهم نعرف العدو فنُزمجر أمامه ونتراحم ببعضنا البعض ، فمنحوا دمائهم كي تكون الأرض حُرةّ لا يستطيع أحد بتاتًا أن يتدخل في شؤونها.

الشهداء قُبيل رحيلهم يشعرون بأنهم مع لقاء بأرحم الراحمين ربُ السماء فيَسعدون بذلك ويبتسمون حتى وقد نالوا الشهادة يظلون مبتسمين ليقينهم التام بأن الشهادة عالم فيه الأمان والطمأنينة أفضل بكثير من الحياة الدُنيا.

تأملوا لقصص الشهداء ، تمعنوا لكلماتهم المُزلزلة، اقرأوا وصاياهم وحياتهم ففي ذلك خيرٌ لكم وفلاح وعظة واستشعاراً للمسوؤلية.
شهيدٌ يعتلي للقاء ربهِ نتحدث نبذةً عن حياته وبطولاته ، الشهيد المجاهد/يوسف نجم الدين أمير الدين أبو طالب_أبو حسين_
ولِدَ بمحافظة صعدة الأبية _مديرية رازح النظير.

كان يوسفٌ محبوب لكل من كان حوله، شخصية اجتماعية لذلك كان أصدقائه كُثر ، ذو طبيعة مرحّة والجميع يَكنون له الحُب والودّ ،من يُجالسه يبث في نفسه المرح والطمأنينة، طيّب القلب.

بداية انطلاقته كانت أثناء الحروب على صعدة، تألم لكون منطقته التي كانت هي مسقط رأسه يُشن عليها حرب طاحنة، تحرك ليتزود هدى الله بحضور مجالس ومحاضرات توعوية وقراءة الملازم بالإضافة لتعلُم القرآن الكريم ، لكن عندما استشهد اصدقائه وقُصفَ منزل شقيقة والده ظُلما وعدوانا ، زادت
حماسته وشجاعته لقتال العدو والظفر به ، نزحت أسرته لصنعاء واضطر للنزوح معهم وإكمال مسيرته الجهادية هُناك ، بدأ في صنعاء بدخول محاضرات لإزدياد وعيه وانطلق للجهاد التوعوي وتوعية الناس وبفضلَ الله وفضلهِ وأسلوبه المؤثر ألتحق الكثير من الشباب للمسيرةِ القُرآنية.

عندما بدأت ثورة الحادي والعشرين من سبتمبر كان من المشاركين فيها حيثُ مكث ليلًا ونهارا في مخيمات الإعتصام ،ثم عند بدء العدوان الغاشم حربه على صنعاء انطلق كالأسد الشجاع للنيل والانتقام ممن ظلموا وفسدوا في الأرض، انتقل بين الجبهات وتعدد بالدورات حتى أنه دخل دورة القوات البحرية.

يُقضي معظم أيامه في الجبهات، كان كثير الغياب وقليل الزيارة لأهله ،وإن أتى للزيارة يقوم بتوعية الأهل والأقرباء بالمحاضرات المُدعمة بآيات وشواهد قرآنية و تاريخية.

عند بدء العدوان تصعيده على محافظة الحديدة انطلق إليها في شوال للدفاع عن أرضه وعرضه، ولم يمكث العيد إلا في ساحة القتال مع رفقائهِ المُجاهدين هناك، قبل العيد عاد لصنعاء لتوديع الأهل والأقارب وكل من يعرفه ، ثم تحرك مجددا لمترسهِ الجهادي، عَرِفَ الساحل الغربي بطولاته وسطرها في الذاكرة، لأنه كان شُجاعاً يُحارب وهو في مقدمة الصفوف ،ليس في جبهة الساحل فحسب بل جميع الجبهات شَهِدت لهُ بذلك.

استشهد يوسف البطل وهو ذو الـ٢١ من عمره بعد شقيقهُ (أمير) ، فقد كان فوق إحدى الدراجات النارية واستهدفته إحدى قناصات العدو، وذلك بجبهة التُحيتا بتاريخ 9\7\2018، وعندما رأوا وجهه أهله وأصدقائه قد كانت البسمة على شفتيه وشبق الفرح يستوطنه لنيلهِ عطاء الشهادة ، مُبتسم لأن روحه مطمئنة كونها ستصعد لضيافة الله العزيز الكريم ، مُبتسم ليقول لكل من يراه لاتقلق فلقد فُزت بشهادة ما أعظمها ، الشهادةُ حياة حقاً حياة خالدة.

هنيئاً لِروحكَ يايوسف ، هنيئاً لنِيلكَ هذا الفضل والوسام، فزت ورب الكعبة، فرحمةُ الله تغشاك ياشهيد الحق، ولكَ السلامُ منا فلأنت الحيُ فينا.

فريق_عشاق_الشهادة

You might also like