مولدِ النُّور والرسالة النُّورانية .

 

إب نيوز ٢٠ اكتوبر

أفنان محمد السلطان

تحُل علينا نسمات الربيع ونحن لسنا في فصل الربيع تفوح الزهور بازكى الروائح في غير موسمها،تتساقط اﻷنحرافات والخرافات كما تتساقط اﻷوراق في شهر الخريف
تصل الينا دفئ الرسالة المحمدية حتى وأن كنا في الشتاء القارص كيف لايكون ذلك ونحنٌ في الربيع المحمدي الذي تعم فيه الرحمات وتتنزل فيه البركات .

ففي شهر ربيع الأول أشرق الكون بمولدِ النّور خير البشرية
، وفي وقت أشتدت فيها الحاجة
إلى القائد والقٌدوة ليخرجٌهم
من الظلماتِ إلى النّور ، ويكون الحق الذي يٌزهق
الباطل ويدعو إلى الخير ليتبدد الشر .

فالله مّن على اﻷمة في يوم اﻷثنين الثاني عشر من ربيع اﻷول بقدوم النّبي اﻷكرم
محمد صلوات الله عليه وآله ،
ليٌسقط عن كاهل اﻷمة الضلال واﻷنحرافات، وجعله الله الرحمة المهداة والسراج المنير.ٌ

كان مولده يحمل الكثير من اﻷرهاصات
التي تدلل على أنهٌ
سيكون له شأن كبير في اﻷمة،كان التشريف لمكة المكرمة لتكون هي الحاضنة لتلك الرسالة النُّورانية لكنها لم تدرك أهمية تلك
الرسالة وعظمة من يحملها فتكبرت وأذت رسول الله حتى أتى اﻷمر بالهجرة النبوية إلى المدينة المنورة ﻷن الله قد هيأ من يآمنوا بالرسالة وليسوا بها بكافرين .

هاجر الرسول إلى هناك وكانت المفاجأة في اﻷستقبال لرسول الله،حيثٌ أحتشدت قبيلتي اﻷوس والخزرج اليمانيتان باﻷناشيد والفرحة تغمرهم بطلوع البدر عليهم فكانوا هم من استحقوا شرف التصديق برسالة الرسول اﻷعظم بدلا ً
عن المجتمع المكي الذي ظل متشبث بالطغاة والمبطلون فكانتا اﻷوس والخزرج له العون والسند لرسول الله في هذه الدعوة .

سطع الرسول بالرسالة وأبطل كل المعتقدات الباطلة وزيف اﻷعتقادات الجاهلية فحقق أنجاز بشري عظيم هو والمؤمنون الذين اتبعوه.

مرت عقود من الزمن واتت الجاهلية اﻷخرى التي تحدث عنها الرسول بأنها أشر من الجاهلية اﻷولى ، لكن الصادقين برسالته آنذاك أنجبوا محبين له اليوم متمسكين بمنهجه ، جاعلين منه القائد والقٌدوة أنهم اليمانيون الذين
تفردوا بحبه عن بقية شعوب العالم الذين يحتفون بذكرى مولده بالرغم من الحرب والحصار ، يحتشدون بحشود مليونية حاملين إرث أجدادهم اﻷوائل ، يصرخون بقلوبهم
لبيك يارسول الله رغم جراحنا وجرحانا
لبيك يارسول الله رغم تجبر أعدائنا
لبيك يارسول ونحن نشيع شهداء الموقف والمنهج الذي بعثت من أجله، لبيك يارسول الله مازال النبض في قلوبنا .

فبالرغم من كيد الطغاة ومؤامرات المنافقين نحيي ذكرى المولد النّبوي
ونعيد لرسالة المحمدية جوهرها التي يعمل اﻷعداء على أطفاء توهجها بمخططاتهم الشيطانية لكن السنن الإلهية تأبى ذلك والله متم نوره ولو كره المشركون .

ونحنُ يارسول الله أنصارك فو الله لوخضت بنا البحار لخضناه معك وماتخلف منا أحد ، ونحن على نهجك وسيرتك،فلا أبقانا الله أن تخلفنا عنك ولا أحيانا الله أن أنحرفنا عن نهجك ودعوتك فأهل الحكمة والإيمان باقون على حكمتهم ومتمسكون بإيمانهم أمد الدهور لاتغيرهم السنين ولايثنيهم عن محبتك جور الظالمين.

You might also like