فصل الكلام فيمن يحتفلون بالأوهام ويهجرون خير الأنام .

إب نيوز ٢٦ أكتوبر
عدنان الجنيد
إن هؤلاء المخالفين قد بدَّعوا كل من يحتفل بالمناسبات النبوية التي تخص المسلمين، وتربطهم بنبيهم -صلى الله عليه وآله وسلم- أو بآل بيته الطاهرين، أو بالأولياء الصالحين، ‏بحجة أنها بدعة لم تكن بعهد رسول الله -صلى الله عليه وآله وسلم- بينما نجدهم يحتفلون بأعيادهم الوطنية، بل ويحتفلون بأعياد تافهة ليس لها صلة لا بدينهم ولا حتى بإنسانيتهم، ولا تعود عليهم بأي نفع!!
‏أليس آل سعود يحتفلون في كل سنة بعيدهم الوطني الذي هو يوم تأسيس الدولة الوهابية في الحجاز، و يعلنون ذلك في مختلف وسائل الإعلام التي تقع تحت اختيارهم؟!.. وفي مناسبتهم هذه نجد كبار مسؤولي الدولة -في مملكة قرن الشيطان- يلقون الخطابات بهذه المناسبة، ناهيك عن أن ملك الوهابيين يتلقى برقيات التهنئة من كل مكان، وفي نفس الوقت تجده يبعث برقيات التهنئة إلى ملوك ورؤساء العالم بأعيادهم الوطنية، وكذلك يفعل سائر وزرائه ومن هم دونهم..
وهاهم الوهابيون اليوم يحتفلون بميلاد ولي عهدهم محمد بن سلمان، وقدموا له أنواع التهاني والتبريكات، واحتفلوا – أيضاً – بأعياد الكريسماس في الرياض مع مايرافقها من شرب الخمور والمحرمات الأخرى والعياذ بالله..
ولقد بلغت الوقاحة بولي العهد الأرعن أن شارك اليهود باحتفالاتهم بعيد حانوكا(1) برفقة أحبابه من اليهود وذلك في عاصمته الرياض..
ولايزال آل سعود الوهابيون يحتفون بسروال مؤسسهم عبدالعزيز آل سعود في متحف الجنادرية، وينظرون إليه أنه يمثل لهم أقدم قطعة أثريه في المملكة، فاحتفاؤهم ومحافظتهم لسروال مؤسسهم ومحبتهم له هو عين التكريم والتقديس والاحتفاء..
بينما آثار النبي -صلى الله عليه وآله وسلم- وآثار آل بيته وصحابته قد أزالوها من الوجود، وفي المقابل نجد الآثار اليهودية في خيبر وغيرها مازالوا محافظين عليها كمحافظتهم لسروال مؤسسهم..
أضف إلى ذلك أنهم مازالوا يحتفلون بأعياد أخرى كعيد الحب رغم أن علماءهم كانوا في السنوات الماضية يكفرون ويبدَّعون من يحتفل بها، ولكن اليوم من أجل تنفيذ رغبات ترامب أصبح علماء‏‏ البلاط يحتفلون بأنفسهم بعيد الحب، وقد شاهدنا كيف كانوا يوزعون الورود احتفاءً بيوم عيد الحب، بينما نجدهم يبدَّعون و يكفرون المسلمين باحتفالهم بذكرى مناسبة مولد الرسول الأكرم – صلى الله عليه وآله وسلم- وبغيرها من المناسبات النبوية والعلوية الأخرى !!…
ولتعلم -أخي القارئ- أننا عندما نحتفي اليوم بمناسبة ميلاد رسول الله – صلى الله عليه وآله وسلم – إنما نمتثل أمر الله تعالى الذي أمرنا بتعظيم نبيه – صلى الله عليه وآله وسلم – مع إشهار هذا التعظيم والفرح به كآيتي (9) من سورة الفتح، و(157) من سورة الأعراف..
وهاتان الآيتان تأمرانا بتعظيم النبي – صلى الله عليه وآله وسلم – مع إشهار هذا التعظيم، وكذلك آية (58) من سورة يونس التي تأمرنا بالفرح بالرحمة، والرحمة قطعاً هو رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم..
وقد سبق أن ذكرنا هذه الآيات مع شرحهن في مقالاتنا السابقات، وبينا أن هذه الاحتفالات النبوية إنما هي من مصاديق هذه الآيات، ومظهر من مظاهر تعظيمه والفرح به صلوات ربي وسلامه عليه وعلى آله..
وقد ارتأينا أن نضيف هنا بعض الآيات التي لم نتطرق إلى ذكرها هناك..
قال تعالى :(وَذَكِّرْ‌هُم بِأَيَّامِ اللَّـهِ )[إبراهيم :5]، وأيام الله هي الأحداث الجسيمة، والنعم العظيمة، والمناسبات الفخيمة، ومعلوم أن هذه المناسبة تُعدُّ حدثاً تاريخياً عظيماً يتعلق بنبي الأمة، الذي يُعَدُّ أعظم نعمةٍ على هذه الأمة ، ومن الحقيقة بمكان أن الاحتفاء بمناسبة المولد الشريف إنما تعدّ من مصاديق هذه الآية -الآنفة الذكر-وكذلك من مصاديق قوله تعالى : (َ وَمَن يُعَظِّمْ شَعَائِرَ‌ اللَّـهِ فَإِنَّهَا مِن تَقْوَى الْقُلُوب)ِ[الحج :32]..
وشعائر الله – كما يقول المفسرون – هي مناسك الحج بل حتى البدن المهداة للبيت وماتقلد به من لحاء أو من نعال أو من غيرها، تُعدّ -أيضاً- من شعائر الله، الأمر الذي يستوجب تعظيمها لارتباطها بدين الله الحنيف ..
فإذا كان ذلك كذلك، فكيف بمناسبة المولد النبوي الشريف المرتبطة بأعظم شخصية عرفها التأريخ ألا وهو الرسول الأكرم -صلى الله عليه وآله وسلم- الذي يُعدُّ من أعظم علامات دين الله، بل هو الدين؛ لأن الإنسان لايكون مسلماً إلا إذا آمن برسول الله، وعمل بما جاء به، ولايكون مؤمناً إلا إذا عظَّم رسول الله – صلى الله عليه وآله – وتفانى في محبته وآثره على غيره..
ناهيك عن أن هذه المناسبة تربط الأمة بدينها الحقيقي الذي فيه سعادتها ونجاتها ونصرها، إن هي تولت من أمرها الله بتوليه، فكيف بعد هذا تكون بدعة ولايجوز الاحتفال بها ؟!..
إنها (لَا تَعْمَى الْأَبْصَارُ‌ وَلَـٰكِن تَعْمَى الْقُلُوبُ الَّتِي فِي الصُّدُورِ‌)[الحج 46]..
…….الهامش…..
(1) نشرت صحيفة ” إسرائيل تتكلم بالعربية” صوراً وتسجيل فيديو يُظهران فيهما احتفالات أجراها أبناء الجالية اليهودية في كل من دبي والرياض ، وهذه الصفحة تابعة لخارجية الاحتلال.
#لبيك_يارسول_الله
#المولد_النبوي_الشريف

You might also like