لقائمة العار: لماذا تسرقون رواتب موظفي الدولة في اليمن!؟

إب نيوز ١٣ ديسمبر

* عادل الصداقي

تذكروا أيه الموظفون في اليمن المنهوب شماله وجنوبه أن كل من سأذكر في قائمة العار هنا يتحكمون بـ (موارد اليمن السيادية)، وكذلك (المساعدات الدولية). وفوق ذلك كله، فأنهم يتلقون رواتب شهرية ومكافآت ضخمة إلا أنتم:

1. دول التحالف
2. حكومة الشرعية المزعومة
3. الأمم المتحدة وأمنائها
4. المبعوثين الأمميين إلى اليمن
5. المنظمات الدولية

ومن المعيب والمخزي أن ترى كل تلك الجهات – رغم ذلك – تتجاهل معاناة موظفي الدولة الذين يشكلون مع أسرهم أكثر من 35% من هذا الشعب اليمني المقهور.

حيث بات الموظفون وأسرهم يعيشون في كنف الموت البطيء، ويتضورون جوعاً، ويتسولون على الأبواب على مرأى ومسمع من الجميع من أجل فتات يسد رمقهم, ومع ذلك لا يجدوه حتى. بل ووصل الحال بالكثير منهم إلى التشرد أو الحبس بأحكام قضائية صادرة من قبل الدولة بسبب تراكم الديون الشخصية عليهم وعدم قدرتهم على سدادها نتيجة انقطاع رواتبهم لعدة سنوات. ناهيك عن حرمانهم من كافة الحقوق المتعلقة بوظائفهم كالترقيات، والعلاوات السنوية، وغيرها. وعلاوة على ذلك, فاقم الغلاء الفاحش من معاناتهم وألآمهم حتى صارت حياتهم هم في الليل وذل في النهار. كما أدى كل ذلك إلى العديد من الأضرار الجسدية، والنفسية، والاجتماعية، والمهنية الجسيمة التي حولت حياتهم إلى جحيم مقيم.

فإهدار حقوق الموظفين في اليمن وحرمانهم من رواتبهم طيلة ست سنوات خلت حتى الآن إنما يدل دلالة واضحة على السقوط الأخلاقي لتلك الجهات، وعدم استشعارها للمسؤولية القانونية والدينية والأخلاقية والإنسانية تجاه الشعب اليمني بشكل عام، وهذه الشريحة من المجتمع بشكل خاص بحكم سيطرتهم على الموارد السيادية للبلد.

ومن الغريب، أن كافة تلك الجهات تريد أن تحكم أو تتحكم في اليمن، وهي فعلاً كذلك. ولكنها في نفس الوقت غير مستعدة أن تتحمل المسؤولية تجاه الشعب، وعلى وجه الخصوص الموظفين. وكم هو محزن ومخزي أن ترى كثير من قيادات تلك الجهات تعيش في رغد من العيش من نهب مواردنا السيادية، بينما يتضور موظفي الدولة اليمنية جوعاً.

إذا فمن أي منطلق، وبأي حق تريد تلك الجهات أن تحكم وتتحكم في اليمن. ومن أجل من يفعلون ذلك. إن هؤلاء فعلاً قوم لا يستحون.

ولذا، صار لزاماً اليوم على موظفي الدولة في اليمن أن يخرجوا من صمتهم ويثوروا في وجه ظلم تلك الجهات من أجل حقوقهم وما لحق بهم الأضرار الجسدية والنفسية والاجتماعية والمهنية نتيجة انقطاع رواتبهم لسنوات طوال. فقط طفح الكيل فعلاً، وبلغ السيل الزبى وما عاد بمقدور تلك الشريحة من المجتمع تحمل مزيداً من الجوع والظلم، ولابد لها أن تثور في وجه تلك الجهات الناهبة لثروات وموارد هذا البلد المنكوب.

قال الإمام علي رضي الله عنه وأرضاه: (عجبت لمن لا يجد قوت يومه، كيف لا يخرج على الناس شاهراً سيفه؟)

*(ملاحظة: قد يقول القائل لماذا استثنينا حكومة الإنقاذ بصنعاء من قائمة العار هنا، رغم أنها أيضا مسؤولة عن موظفيها. سنرد ببساطة لأن الموارد السيادية والتي كانت تشكل 70% من موازنة اليمن خارج قبضتها. ولا لوم عليها إلا بقدر ما تسيطر عليه الآن. وإن كانت مسؤولة عن استرجاعها بإذن الله من براثن قائمة العار. كما لا يعني هنا أن نعفيها مطلقا من مسؤوليتها في معالجة أوضاع الموظفين الحكومين العاملين تحت سلطتها نتيحة إنقطاع رواتبهم مصدر رزقهم وعيش أولادهم)*

*اللهم فاشهد*

 

You might also like