(مأرب) المعركة الحاسمة

إب نيوز ١٥ مارس

صفاء فايع

اشتدت رحى الحرب حتى وصلت إلى مأرب تلك المحافظة التي تعتبر بالنسبة لأبناء اليمن ثروة مهدورة ففيها اكبر حقول نفط وغاز بعد المسيلة بـ(حضرموت) ، لايخفى على احد بإن الأنظمة السابقة العميلة عمدت منذ سنين طوال إلى تدجين أبناء المحافظة على الحروب الأهلية والثأرات ،وغذتهم على العصبية القبلية في سياسة لإشغالهم عن الالتفات اليها وهي تنهب ثرواتهم من تحت اقدامهم وتقدم لهم الفتات لتكسب بذلك الثروات الطائلة دونما معارضة أو مشقة ، لقد كانت هذه البيئة خصبة لجعل المحافظة اكبر وكر للقاعدة وداعش.

وفي ظل العدوان انطلق بعض ابناء المحافظة نحو الأرتزاق حيث يقومون بأسر الأسرى او اختطافهم من الجيش واللجان وبيعهم للعدو السعودي كان آخر ذلك اختطاف نساء من داخل منازلهن وتسليمهن لسجون الاعتقال في جريمة تستنكرها كل الاعراف والمبادئ والقيم القبلية والانسانية كما انها الأولى من نوعها في اليمن ، لكن هذه الحادثة لم تمر مرور الكرام فقد كان لها اثرها الكبير في نفوس جميع ابناء الوطن الذين ناشدوا بشدة الانصار الى تحرير مأرب مهما كان الثمن.

اتجهت البوصلة نحو مأرب فعلاً وكانت النتائج صادمة لكل اولئك الذين كانوا يظنون انها عصية على الله وجنوده ، فقد تحررت 8 مناطق على التواليفي مدة زمنية قصيرة بالنسبة لما قد تم تحشيدة من قبل العدوان لحمايتها ،ووصل الأنصار إلى مشارف عاصمة المحافظة حيث آخر معقل لهم وآخر أمل للطرفين فإما أن تسقط وتكون نهاية العدوان وهزيمته النكراء أو أن تظل ويظل يتجرع الشعب اليمني الويلات جراء انعدام المشتقات النفطية التي يتحكم بها العدوان من مأرب إلى جانب حصاره لسفن المشتقات ايضا في الميناء.

اقترب الحسم في مأرب وكالعادة هبت الامم الغير منصفة بمنظماتها اللاإنسانية لمحاولة انقاذ ماتستطيع انقاذه ، فتارة تدين العمليات الهجومية تحت يافطة الخوف على (النازحين ) مدعية أن أكبر نسبة نازحين من المحافظات قد جعلوا من مأرب ملجئ ومستقر بعد هروبهم من محافظاتهم ومناطقهم ، لكن حجم التضخيم لعدد النازحين الذين من المؤكد أن صنعاء تحتضن اكثر منهم و لاتتعامل معهم بنفس النغمة والمنطق انما هو دليل صريح على كمية اللؤم والنفاق التي تتحلى به منظمات الأمم المتحدة .

تارة اخرى تكشف عن وجهها الحقيقي والقيادي للعدوان بالتصريح عن استعدادها فتح حوار مباشر للأنصار مع السعوديه إن هم أوقفوا التقدم بمأرب ،
اما الصورة الاخيرة التي بدت عليها في قمة تخبطها ورعبها من سقوط مأرب فهي صورة التهديد بفرض عقوبات على القيادات الحوثية حسب زعمها ناسية او متناسية انه لايوجد مع القيادات ماتهددهم به فهم كما باقي ابناء الشعب يعيشون العدوان والحصار معاً.

اصبحت المطرقة الآن بيد الأنصار لكنهم رفضوا وقف أي تقدم لهم نحو مأرب أو الجلوس على طاولة الحوار إن لم ينسحب العدو تماماً من الاراضي اليمنية ويرفع حصاره الجائر ، بل انهم قاموا بإعلان جولة تصعيدية اخرى عنوانها قوله تعالى (ولاتهنوا في ابتغاء القوم إن تكونوا تألمون فإنهم يألمون كما تألمون وترجون من الله مالايرجون ) وتتمثل باتجاهين
الأول: اعلاميا عن طريق عمل غرفة عمليات للإذاعات المحلية توحد من خلالها الخطاب بالثبات والتقدم نحو الهدف وتحث على الإنفاق والبذل بالمال والرجال في معركة يعتبرها الجميع ( الفاصلة والحاسمة)
والثاني: تكثيف العمليات الهجومية على العمق السعودي بكل متاح وممكن وبشكل متتابع ويومي وقد اعلنوا خلالها فعلاً عمليتي توازن الردع الخامسة والسادسة.

إن اليمنيين على مشارف العام السابع من العدوان يأملون ان تكون معركة مأرب بمثابة معركة خيبر في عهد الرسول التي لم تقم لليهود بعدها قائمة ، ونهاية سبع عجاف وبدء سبع سمان يغاث فيهن الناس بعد معاناة وظلم لم يطال احدٌ من قبل تحالف فيه الشرق والغرب على بلد الحكمة والإيمان قابله صمود وتحدٍ واستبسال في نزع الحق في العيش سيُدرّس في جامعات العالم (وما النصر إلا من عند الله العزيز الحكيم )

 

You might also like