هل حَضَّرَت واشنطن وأبو ظبي والرياض ربيعاً أردنياً مستقلاً؟

إب نيوز ٨ إبريل

واشنطن، وأبو ظبي، والرياض، تجمعهم كيمياء الغدر والتخريب والإعتداء على الشعوب وسلبهم الثروات والأمان، لا تمييز لديهم بين عدو وصديق فالكل يسقط أمام المصلحة الأميركية العُليا،
*بينما أبو ظبي والرياض يقفان خلفها كالعرابين في عرس النصارىَ! يؤمنون الطلبات للأم الأميركية ويدفعان الأثمان وهُم مبتسمين، وعندما يجوع سيدهم الأميركي يقدمون نهودهم للحَلب لكي يشبع ويرضَىَ.
*بريطانيا الحليف الأقرب من حبل الوريد إلى واشنطن تلقَّت صفعةً أميركية الإسبوع الماضي من خلال المؤامرة التي كان يقودها الأمير حمزة إبن الحسين (الأميركي الأم) ، ضد شقيقه العاهل الأردني عبدالله الثاني إبن الحسين (البريطاني الأم!) ومعه مجموعة من كبار المسؤولين الأردنيين على رأسهم رئيس الديوان الملكي السابق باسم عوض الله المعتقل لدى الأجهزة الأمنية الأردنية حالياً.
*الكشف عن المؤامرة وإعتقال عوض الله ومَن معه ووضع الأمير حمزة إبن الحسين تحت الإقامة الجبرية أقلقَ ولي العهد السعودي الغاطس في المؤامرة من رأسه حتى قدميه فسارعَ إلى إرسال وزير خارجيته المخضرَم إلى المملكة الأردنية الهاشمية للقاء كبار المسؤولين فيها والمطالبة بإطلاق سراح عوض الله الفوري لإصطحابه معهم إلى الرياض خوفاً من إدلائهِ بأيَّة معلومات قد تفضح تورط المملكة وأبو ظبي بما حصل، لكن المساعي السعودية حتى الآن لَم تلقَىَ تجاوباً رسمياً أردنياً ولَم تلقَىَ ترحيباً علىَ مستوَى الشارع الأردني الذي أعتبر التخطيط للإنقلاب بدعمٍ أميركي إسرائيلي سعودي إماراتي هوَ تدخلاً سافراً في شؤون المملكة الأردنية الهاشمية وتهديداً لأمنها وإستقرارها وهذا ما لم تقبل به العشائر الأردنية الموالية للعرش الملكي وعبَّرَت عنه وسائل التواصل الإجتماعي والصالونات الواسعة في كل أنحاء الأردن.
*توَرُط الأمير حمزة أعتبرته أوساط أردنية لحظة تخلِّي غير مقصودة من الأخ الأصغر إتجاه أخيه الملك عبدالله وأنها جائت بتدخل وضغط مباشرَين وتحريض من الدب الداشر السعودي والقرد الإماراتي النَتِن محمد بن زايد، خطوَة وضعها العاهل الأردني برسم العائلة الهاشمية التي عاجلَت لرأب الصدع بين الإخوة ودفعت بالأمير حمزة لإصدار بيان يؤكد فيه بقاؤه على ولائه لأخيه الملك عبدالله متعهداً بعدم الخروج عن طاعته مهما حصل.

**التسوية العائلية الهاشمية أُنجِزَت وتشق طريقها نحو الحل النهائي برعاية عائلية وأخويَة بَحتَه، بينما التسوية الأميركية البريطانية جَرَّاء تجروء واشنطن على المحرمات البريطانية لَم يرشَح عنها أي شيء بعد، ولكن من المؤكد أن بريطانيا ستذهب بإتجاه الرياض وأبو ظبي لدفع ثمن هكذا غلطة مع لندن بينما سيمُر الأمر مرور الكرام مع واشنطن وربما من دون عتوبة.

ما هي الأسباب التي دفعت واشنطن وتل أبيب للتحريض على عزل الملك عبدالله؟
*أولاً : الملك عبدالله هو أحد حكام المنظومة الإمبريالية العربية، والملك المطيع لبريطانيا الخال الأصلي، تربط بلاده علاقات دبلوماسية وإستخبارية مع الكيان الصهيوني منذ توقيع إتفاق وادي عَرَبَة عام ١٩٩٤،
لكن الأردن لَم يقُم بخطوة التطبيع الكامل مع العدو الصهيوني بسبب رفض شريحة واسعه من الأردنيين ذلك، وعند إعلان صفقة القرن تَلَمَّس عبدالله الخطر الصهيوني القادم من الصفقه وسرعان ما أعلنَ رفضه لها الأمر الذي وتَّرَ العلاقة مع الولايات المتحدة الأميركية وتحديداً مع دونالد ترامب الذي حصلَت بينه وبين العاهل الأردني مشادَّة كلامية خلال إتصال هاتفي أجراه معه الرئيس الأميركي.
**عقب ذلك أعلنت تل أبيب عن نيتها ضم شرق الأردن وفرض السيادة الإسرائيلية عليها وبعض أجزاء الضفة الغربية الأمر الذي أثار غضب العاهل الأردني ودفعه للخروج على شاشة التلفزة والتهديد بإلغاء إتفاقية السلام مع إسرائيل وبأن الأمر إذا حصل فإن صداماً أردنياً إسرائيلياً كبيراً سيحصل في أجرأ وأخطر تصريح لملك عربي تربطه علاقات بإسرائيل،
**ولكن ذلك لم ينبع من فراغ بَل له أسبابه التي دفعت بعبدالله الثاني للخروج عن طوره،
وهوَ : أن صفقة القرن تقضي بتهجير ملايين الفلسطينيين من القدس والضفة الغربية نحو الأردن الذي لَم يعُد يحتمل ضغوطات إقتصادية أكثر من مما هو فيه، وإتخاذ الأردن وطن بديل للفلسطينيين مما يهدد الكيان الأردني برمته.
من هنا كانت فورَة عبدالله الثاني التي حركته بقوة، يعني وصول الربيع العربي بنسخة جديدة إليه فكان الإستباقي الأسرع والأجرَء لكي. يستسلم نفسه.

**ماذا بعد؟

*إسماعيل النجار

 

You might also like