الحَتـميَاتُ الثَـلَاث..

إب نيوز ١٢ مايو

مـرام عـبدالغني

من السنن الإلهية التي سنها الله تعالى أن جعل هنالك حقٌ وباطل، يتصارعان منذ بداية خلق الإنسان، بدايتةً بـ (إبنَّي آدم نبي الله) قابيل وهابيل، إلى قيام الساعة”
وفي ذلك جعل أولياء للحق وأولياء للباطل، أولياء الحق هم كما حكى الله عنهم في كتابه الگريم: ﴿إِنَّمَا وَلِيُّكُمُ اللهُ وَرَسُولُهُ وَالَّذِينَ آَمَنُوا الَّذِينَ يُقِيمُونَ الصَّلَاةَ وَيُؤْتُونَ الزَّكَاةَ وَهُمْ رَاكِعُونَ﴾_كما اولياء الباطل هم كما وصفهم الله ايضاً: ﴿يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا لَا تَتَّخِذُوا الْيَهُودَ وَالنَّصَارَى أَوْلِيَاءَ بَعْضُهُمْ أَوْلِيَاءُ بَعْضٍ وَمَنْ يَتَوَلَّهُمْ مِنْكُمْ فَإِنَّهُ مِنْهُمْ إِنَّ اللهَ لَا يَهْدِي الْقَوْمَ الظَّالِـمِينَ﴾، ويتجسد أهل الكتاب في زمننا هذا ؛ في أمريگا وإسرائيل ، وكل الطواغيت، والمجرمين المتجبرين الذين يسعون في الأرض الفساد..

من أولى الحتميات الثلاث التي ذُكرت في كتاب الله، وأنه لابد أن تتحقق، هي هزيمة الباطل، من اليهود والنصارى، والمستكبرين المتأمركين الإسرائيليين، وتتضح في قوله تعالى: ﴿فَإِذَا جَاءَ وَعْدُ الْآَخِرَةِ لِيَسُوءُوا وُجُوهَكُمْ﴾، هذه هي النتيجة الحتمية والمقتضى الإلهي الذي سيصلها العدو في آخر المطاف، فالله سبحانه وتعالى ليس بغافلٍ عما يعملون، هو المطلع على كل شئ، وهو الذي يعلم السر ومايخفى، فعلى العدو أن يفهم هذه الحتمية ويدرسها حرفاً حرفاً..

ومن تالي الحتميات الثلاث هي:خسارة الموالون للعدو، ويتضح ذلك اكثر في هاتين الآيتين العظيمتين في قوله تعالى: ﴿ فَتَرَى الَّذِينَ فِي قُلُوبِهِمْ مَرَضٌ يُسَارِعُونَ فِيهِمْ يَقُولُونَ نَخْشَى أَنْ تُصِيبَنَا دَائِرَةٌ فَعَسَى اللهُ أَنْ يَأْتِيَ بِالْفَتْحِ أَوْ أَمْرٍ مِنْ عِنْدِهِ فَيُصْبِحُوا عَلَى مَا أَسَرُّوا فِي أَنْفُسِهِمْ نَادِمِينَ﴾، ويقوله تعالى: ﴿وَيَقُولُ الَّذِينَ آَمَنُوا أَهَؤُلَاءِ الَّذِينَ أَقْسَمُوا بِاللهِ جَهْدَ أَيْمَانِهِمْ إِنَّهُمْ لَـمَعَكُمْ حَبِطَتْ أَعْمَالُهُمْ فَأَصْبَحُوا خَاسِرِينَ﴾، خسارة مؤلمة جداً سيلاقيها الموالون من صف الباطل، وممن هم اليوم من اولئك الذين طبعوا مع كيان العدو، ومنهم ممن إنظموا إلى صف الباطل، كالمرتزقة والعملا البائعين دينهم وذممهم،ستكون آخر حتمياتهم هي الخسارة _خسارة في الدنياء والآخرة، قال تعالى: ﴿وَلَئِنْ أَطَعْتُمْ بَشَرًا مِثْلَكُمْ إِنَّكُمْ إِذًا لَخَاسِرُونَ﴾.

ومن آخر الحتميات التي منَّ الله بها على عبادة هي:الغلبة للمؤمنين، الغلبة للصادقين، الغلبة للباذلين المضحين المعطائِين، عباد الله وخدامه، الذين اتكلوا على الله، ووثقوا به، وساروا على نهج كتابه، وسيرة نبيه، تلك الثلة القليلة المؤمنة، التي لم تخف في الله لومة لائمٍ، من جاهدت و سارعت لرفع كلمة الله، ونُصرةِ دينيةِ والمستضعفين في أرضه، وهم من قال الله عنهم وبشرهم بقوله: ﴿وَمَنْ يَتَوَلَّ اللهَ وَرَسُولَهُ وَالَّذِينَ آَمَنُوا فَإِنَّ حِزْبَ اللهِ هُمُ الْغَالِبُونَ﴾..

*((أَلَا إِنَّ وَعْدَ اللهِ حَقٌّ وَلَكِنَّ أَكْثَرَهُمْ لَا يَعْلَـمُونَ))*

 

You might also like