وتبقى الأمثال تُضرب بهم لكُلّ الأجيال

إب نيوز ٤ يوليو

صالحة الشريف

إن الحياة تقوم على المتناقصات فكُل شهيدًا يخلق بِدماه حياة جديدة لغيره.
وكل أسير يحرر أجيال من المستعمرين، فالحرية باب لا يفتح إلَّا بدماء الشُّهداء الأحرار، وستظل الحياة ميدانًا للصراع بين الحق والباطل مابقي الليل والنهار، وسيظل الحق هو الأعلى ماتحرك بِه أصحابه، وسيظلوا المؤمنين المحقون هم الأقوى بقوة الله ولهم النصر في كل زمان ومكان.

للحق رجال وللحرب أبطال، فرجال الحق يريدون الآخرة أكثر من الدنيا، وأبطال الحروب يريدون الموت الَّذي يسبقه النصر أكثر من الموت الَّذي يسبقه الخسران.
فكيف لرجال الحق وأبطال الحروب أن تنكسر عزيمتهم؟!

معجزات ما عجز القلب عن التعبير والعقل عن التفكير وبهؤلاء الرجال العظماء الَّذين تركوا الدنيا وشهواتها وملذاتها وذهبوا إلى الجهاد في سبيل الله ولإعلا كلمة الحق، وأن مورث شعبنا هوية إيمانية كما قال النبي صلى الله عليه وآله وسلم “الإيمان يمان والحكمة يمانية”
وأن جهادنا ورجالنا ومسيرتنا هي مسيرة ربّ إبراهيم ومسيرة الأنبياء والصالحين وخيرة المؤمنين.

رجالنا رجال الحق وأبطالنا أبطال الحروب عانوا وفازوا في دروب النضال وأعتلوا الدبابات الأمريكية المحطمة تحت أقدامهم الحافية فكانت مواقفهم قوية بقوة إيمانهم وصمودهم في كل الجبهات وبهذه الروح المعنوية ورغم قليل كل الإمكانيات وأمام إمكانيات أعدائهم لم يتزحزح هذا المجاهد العظيم ثابت وصامد ومقاتل ومستبسل أمثال: الشهيد العظيم /
“هاني طومر” سلام الله عليه الَّذي كان يذهب إلى رفاقه ويسعفهم من مكان إلى آخر ويداوي جراحهم ويعتلي الدبابة بقدميه ويواصل مشواره رغم كل الأعاصير التي عصرت بها من كل جانب إلَّا أنّهُ واصل مشواره حتى لقي الله شهيدًا، وعلى نفس هذا السياق نذهب إلى الحر الثابت مع الرحمن في سبيل الوطن من الذين حملوا سلاح الإيمان في قلوبهم وسلاح الحجارة في أياديهم وترك سلاح الحديد أرضًا إلى منظومة الحجارة!
للشهيد/ عيسى علي الكعدة”أبو قاصف”
الذي تحول سلاحه الحجري إلى نيران أمام أعداء الله عندما هجموا عليه هو ورفيقه الجريح فهجم عليهم بالحجارة وتساقطوا وتصادموا وتلطخوا بالعار، وكما سقطت طائراتهم ومخططاتهم ومؤامراتهم وكما تبعثرت أوراقهم وحُرقت كروتهم السابقة ستحرق أرواح جنودهم فهؤلاء مصيرهم الخزي والعار.

ترتقي منظومة الحجارة والدبابة بقولهِ تعالى: “إنَّما المؤمنون إخوة”..
فترتقي أرواحهم وتبقى الأمثال تُضرب بهم لكل الأجيال.

 

You might also like