الكلمة وتأثيرها

إب نيوز ١١ يوليو

أمة الملك قوارة

من قاموس المفردات ، إلى محيطات المعاجم ، ومن قبس الجمل الى نور المعاني ،تتجلى معنى الكلمة ، وأي كلمة ؟ إنها الكلمة المسافرة من قواميس الحب ومفرداته الآتية من محيطات الرحمة واللطف ،والنابعة من آبار الحلم والاحترام ، والمستقرة في عمق النفوس والممتدة إلى اركان احشائنا ووجداننا ،نعم عن هذه الكلمة بالذات أتحدث ، والى ما تصل اليه تأثير تلك الكلمة.

ففي الواقع الاجتماعي من مستوى الأسرة وأفرادها الى التكوينات الإجتماعية في نطاق المؤسسات ، الى النطاق العام الاجتماعي نحن نتفاعل ونتبادل جل خبراتنا بشتى أنواعها عن طريق الكلمة ، وإلى مجالات الحياة المختلفة هناك كلمة تنجح بسببها مشاريع كبرى ، وكلمة بسببها تشن حروب طاحنة وليست بالضرورة ان تكون حرب عسكرية.

إنها الكلمة التي ما إن يتفوه بها صاحبها حتى تصل بسرعة فائقة الى مستقبلات الإدراك لدى الطرف الآخر ، ليبدى هو في فهمها وتعريفها وإيجاد معانيها وما تهدف اليه ،وإنما أقصده هنا هو تقدير الكلمة قبل خروجها وحساب نتائجها وإن كانت بسيطة إلا ان مغزها سيكون كبيراً.

نحن نعيش في واقع لم نكن نتوقعه ولقد أدخله القدر الينا وإنما إبتلاء وإختبار ،فكم من أُناس جرت عليهم الاقدار بما قطع أوصالهم ،وأحرق أفئدتهم ،وذابت معه أرواحهم ألماً وحزنا، وكم من أُناس يسافرون بين البشر بأجسادهم وأرواحهم ممتلئة من الهموم والاحزان وبما تعجز عنه ألسنتهم من الكلام ، وكم من أناس يضحكون حسرة ويبتسمون ألماً ،لن أطنب في الكلام ، ولكن أنا ،أنت وأنتي أنتم وأنتن ،نحن جميعا ممتلؤون بأحداثنا ولا تخلو ابداً من يسرٍ وعسر ، من هم وغم ، من فرح وحزن من إنكسار وتشتت ، ومن صحة وسقم ،الى فرح وعافية ،من بؤس وفقر وحاجة الى سلامة وعفة.

،،فهلّا أدركنا بعضنا وهلّا جّملنا كلماتُنا ومفرداتنا لطفاً قبل خروجها فقد تكون منشرح البال وغيرك بصمت يبكى فلا تزده باعوجاج كلامك وهمجية تصرفك غما على غمه ، فما أجمل أن تكون كلماتنا بلسماً ،ومفرداتنا عنوان للرحمة والحلم ،تلملم وتدّفئ وتعيد بناء ما انكسر، تُسكنْ وتضمد الجروح وترش عليها من عبيرها البارد وما أروع أن تكون كذلك دائما وأن نصبح بتلك الكلمات عنوان للراحة والتفاؤل وألامل.

وإني قد عايشت الكثير من الاحداث التي رأيت فيها الكلمة تنشال نفوس بعد أن اصبحت هامدة تحت طيات من ركام الحياة القاسية وتخرجها الى ضوء النهار وتعيد فيها الحياة.

كما أني قد رأيت ماتحدثه الكلمة المسمومة من انهيار وتشتت وألم في النفوس ،وصدق الله العظيم القائل: “أَلَـمْ تَرَ كَيْفَ ضَرَبَ اللهُ مَثَلًا كَلِـمَةً طَيِّبَةً كَشَجَرَةٍ طَيِّبَةٍ أَصْلُهَا ثَابِتٌ وَفَرْعُهَا فِي السَّمَاءِ ○ تُؤْتِي أُكُلَهَا كُلَّ حِينٍ بِإِذْنِ رَبِّهَا وَيَضْرِبُ اللهُ الْأَمْثَالَ لِلنَّاسِ لَعَلَّهُمْ يَتَذَكَّرُونَ ○ وَمَثَلُ كَلِـمَةٍ خَبِيثَةٍ كَشَجَرَةٍ خَبِيثَةٍ اجْتُثَّتْ مِنْ فَوْقِ الْأَرْضِ مَا لَهَا مِنْ قَرَارٍ ”
صدق الله العظيم

فهاهي التربية الإيمانية تزرع فينا جميل الأخلاق ،وتغرس جذورها في أعماق المؤمنين وترسو بأعمدتها ودعائمها في كيان المجتمع المسلم ،ولتجعل من كافة المؤمنين أثراً طيبا في الحياة وثمراً يؤتي أُكُله كل حين.

 

You might also like