ثقافة الغدير ..

 

إب نيوز ٢٧ يوليو

* عفاف محمد

كم نحن بحاجة لأن نثقف أنفسنا ونثقف غيرنا بما يخص قضايا الأمة الهامة ،والتي عمد المغرضون التجهيل والتغيب لتتماهى في طيات الحداثة والمُعاصرة. فهل كان ولا زال حديث الغدير محل شك؟

فمن الأسباب التي غيبت السير الجليلة هو ان الولاة جهلة ومُتبعين لطواغيت الشر ممن لا يحبون للأمة الإسلامية الخير وبالتالي يحاولون أخفاء كل ماهو هو هام في التاريخ الإسلامي من أحداث ومواقف مثل (حديث الغدير ) الذي شكل فجوة كبيرة بين المسلمين فأنقسموا بعد وفاة رسول الله وتناسواحديث الغدير ولجأو الى سقيفة بني ساعدة وحصل ما حصل.

فالجيل الصاعد جاهل لا يعرف حقيقة “حديث الغدير” بل على العكس تثقف بثقافة خاطئة تكذب هذا الحديث وتجعل من اتباعه فرقة ضالة. فقد تم تغييب هذا المفصل التاريخي الهام والذي تعرض من يومها للتزييف .

وقد أصبحت الأمة في مرحلة معينة تجهل معنى ولاية الأمر في كل مايخص أمور دينها .

أجتهد المغرضون لطمس مثل هذا الحديث وتغييب مناسبته التي كان يحتفل بها السلف الصالح وحورب كل أقام حفل الغدير واحيا مناسبته ولم يتوقفوا عند هذا الحد بل اختلقوا قصصاً وروايات مخالفة للدين على أساس انها تُقام يوم الغدير لكي ينفر الناس من هذه المناسبة وتغيب كلياً
جعلوا من حديث رسول الله صلوات الله عليه وعلى آله محل سخرية ومحل لغط. والبعض خلق مبررات زعما منه ان هذا الحديث اوهذه المناسبة تشق صفوف المسلمين *”أيها الناس إن الله مولاي وأنا مولى المؤمنين أولى بهم من أنفسهم فمن كنت مولاه فهذا علي مولاه، اللهم والِ من والاه، وعادِ من عاداه، وانصر من نصره، واخذل من خذله”.*

وهذا ماينكره المحرفون !!

لقد عمل اليهود على أن يجعلوا أنفسهم كمخلِّصين للشعوب،وبات لديهم في كل بلد عربي من يهز أركانه ويفصل الدين عن المجتمع بحجة التطور وأتباع الحداثة؛ فيعملون على نشر الفساد بكل انواعه. فكيف تضعف البلدان العربية وتنصاع لمايريده اليهود؟

لذلك سعى اليهود جاهدين لمحو التاريخ الإسلامي لأن المسلم ان تمسك بأصول دينه سيبقي قوياً ويناضل ويقاوم من أجل إحياء ورفع دينه سيعي قداسته وأهميتها ولن يسكت عن كل ما يشق الأمة الإسلامية وكل ما من شأنه تفكيك أواصر المسلمين ،ولن يسكت عن أي تهاون أو تغافل لشرائع الدين الإسلامي.

كان ولا زال حديث الغدير حدثاً هاماً في تاريخ الأمة الإسلامية ولذا علينا كجيل واعي توعى بثقافة القرآن ان نعرّف هذا الجيل من يكون هو المولى
“علي عليه السلام “. ولا بد ان يعرفوا حقيقة و تفاصيل ((حديث الولاية)) ويعرفوا معنى “ولاية الأمة” . يجب ان يعرف هذا الجيل معنى “التشيع ” وليس الذي عرفناه من القبل ان التشيع طريق هلاك ومجرد اتباع لمذاهب هدامة وعقول لا تتبع إلا هواها وتغوي من اتبعها ! علينا ان نعي ونوعي بمهام ديننا الإسلامي ، ان يعرف هذا الجيل مخاطر من يرديون ان نتولاهم من اليهود والنصارى .

فعقيدتنا الإسلامية أوضحت كيف ولمن تكون ولاية الأمر. لذا لا بد من إعادة ترميم أركان الأمة الإسلامية وبنائها بناءً صحيحاً من جديد كي تنهض قوية لا يمكن ان تتخلخل من جديد، ولن تقوم قائمة الدين الإسلامي إلا بعقول وسواعد رجالها من خصهم الله بالحكمة والعزم وثبات المبدأ.
فكونوا يداً واحدة وصوتاً واحداً لنتعلم ونعلّم ثقافة الغدير ولنعرف الجميع انها ليست ثقافة حقد أو فتنة.كما يقال بل هي ثقافة تسامح وتصالح وتصحيح لمفاهيم خاطئة .
فلا بد ان نجدد الولاء والعهد لمولانا ” علي” عليه السلام ونحيي منهجه الشريف ونهج آل البيت الله صلوات الله عليهم .

فحديث الغدير هو أمر آلهي حصل خلال رحلة العودة من حجة الوداع؛ فحين وصول الحجيج إلى غدير خم وهو منطقة تفرق القبائل جاء الأمر الآلهي
*{يَا أَيُّهَا الرَّسُولُ بَلِّغْ مَا أُنزِلَ إِلَيْكَ مِن رَّبِّكَ ۖ وَإِن لَّمْ تَفْعَلْ فَمَا بَلَّغْتَ رِسَالَتَهُ ۚ وَاللَّهُ يَعْصِمُكَ مِنَ النَّاسِ ۗ إِنَّ اللَّهَ لَا يَهْدِي الْقَوْمَ الْكَافِرِينَ} (المائدة-67)*.
فأمر رسول الله ان يقيموا له منبراً والقى خطبة الوداع ونصب الإمام علي خليفة للمسلمين من بعده. وهو حديث متواتر ولا إشكال فيه. ـ *قال النبي(صلى الله عليه وآله) يوم غدير خم : «ألست أولى بالمؤمنين من أنفسهم وأزواجي أمهاتهم؟ فقلنا بلى يارسول الله . قال : فمن كنت مولاه فعليّ مولاه اللهم والِ من والاه وعادِ من عاداه».*

وآمل التمعن في الآية التالية التي نزلت بعد حديث الغدير : *{الْيَوْمَ أَكْمَلْتُ لَكُمْ دِينَكُمْ وَأَتْمَمْتُ عَلَيْكُمْ نِعْمَتِي وَرَضِيتُ لَكُمُ الْإِسْلَامَ دِينًا}.*

وبناءً عليه فلم يكتمل الدين إلا بالولاية؛ وبذلك تمت النعمة ورضي الله سبحانه وتعالى بالإسلام ديناً.

.

You might also like