التجربة البريطانية !

إب نيوز ٢٣ أغسطس
بقلم الشيخ / عبد المنان السنبلي.
إذا كنت اليوم ممن يعتقد أن دولة (الإمارات) ليس لها أي مشروعٍ خاصٍ بها ومستقلٍ في اليمن وأنها ما جاءت إلى اليمن إلا (جمالة) أو (فزعة) مع جارتها الكبرى السعودية، فأنت مع احترامي حمار !
أما إذا كنت اليوم ممن لايزال يعتقد أن التواجد الإماراتي في جنوب اليمن لم يكن محسوباً أو مخططاً له وإنما جاء بمحض الصدفة في إطار خطة توزيع الأدوار والمهام الميدانية لقوات (التحالف) الهادفة إلى استعادة نظام (هادي) وشرعيته البائدة، فأنت مع إحترامي حمار أيضاً !
وأما إذا كنت اليوم من الذين قد تبين لهم أخيراً حقيقة المشروع والدور التخريبي المشبوه الذي تلعبه دولة الإمارات في جنوب اليمن، ومع ذلك لازلت تصفق لهم وتهتف بحياة قياداتهم لا لشيءٍ سوى نكايةً بقوىً سياسية ووطنية أخرى تقاوم هذا المشروع، فأنت مع أسمى اعتباري في هذه الحالة لست حماراً فحسب .. وإنما انت حمارٌ من النوع الذي يحمل أسفارا أو (مشاريع) أجنبيةً إلى بلاده – لا أدري !
يعني بالله عليكم ناس جميع أفعالهم وتحركاتهم وسكناتهم وكل مواقفهم المتعلقة باليمن منذ أمدٍ غير قريب تشير بكل وضوح إلى أن لهم مخططات وأهداف مشبوهة وخبيثة في اليمن، ثم يأتي بعد ذلك من يحاول إيهامك وإقناعك أنهم ليسوا كذلك !
يا أخي إرجع إلى التاريخ قليلاً وإسأل نفسك ..
إسألها لماذا الإمارات كانت هي الدولة الوحيدة التي سارعت واعترفت مباشرةً بقرار الإنفصال الذي أعلنه الرئيس البيض عشية الثاني والعشرين من مايو 1994 ؟!
لا تقل أنها كانت (جمالة) او (فزعة) مع السعودية مهنسة الحرب وعرَّابة مشروع الإنفصال يومها !
ولا تقل أنها كانت زلة لسان مثلاً أو أنه كان مجرد تعبير عن حالة سخطٍ واستياءٍ من استمرار الحرب كما سعى الإماراتيون إلى تبرير ذلك لاحقاً !
فالقرارات الدولية يا عزيزي في مثل هذه الأحوال وكما يعلم الراسخون في السياسة لا تتخذ بمثل هكذا طريقة وهكذا استحمار !
فقط تمعن في ما تقوم به الإمارات اليوم في جنوب اليمن من دورٍ تمزيقيٍ وتخريبيٍ مشبوهٍ وستعرف بسهولة ما الذي كانت تهدف إليه ولازالت من وراء ذلكم الإعتراف المفاجئ والشاذ ؟!
الإمارات يا حبيبي وباختصار شديد تخطط لاستنساخ التجربة البريطانية في جنوب اليمن وإن بطرقٍ وأساليبٍ مختلفةٍ قليلاً تتناسب طبعاً ومتغيرات العصر، ولكي يتسنى لها ذلك طبعاً فإن عليها وللاستفراد والإستحواذ على الجنوب السعي إلى إعادة تقسيم وتمزيق اليمن أولاً !
نعم التجربة البريطانية !
التجربة البريطانية التي جعلت البريطانيين يبكون على خروجهم مجبرين من عدن وتفريطهم بها ذات يوم كواحدة من أهم ثلاثة موانئ إقتصادية وتجارية على مستوى العالم !
فالبريطانيون في الحقيقة وبحسب ما جاء في وثائقهم وعلى لسان أكثر من مسئول بريطاني لم يندموا على مستعمرةٍ استعمروها وخرجوا منها كما ندموا على خروجهم مجبرين ومكرهين من عدن !
الإمارات في الحقيقة اليوم تريد تكرار نفس هذه التجربة وإعادة استنساخ المشروع البريطاني في عدن وذلك في ما تظنه أنه خطوة استباقية ذكية منها تهدف إلى قطع الطريق أمام كل من أدرك أهمية عدن وموقعها الإستراتيجي وأراد بالإتفاق مع اليمن تطويرها والإستثمار فيها بصورة لن تصبح معها مدينة دبي الإماراتية إلا مدينة أشباح على أقل تقدير !
الفارق الجوهري الوحيد بين هاتين التجربتين هو أن الإماراتيين زادوا على البريطانيين وتوسعوا في أطماعهم نحو جزيرتي ميون وسقطرى !
فهل عرفت حقيقة مشروع الإمارات التآمري والخفي في اليمن يا محترم ؟!
أم أنه قد كتب عليك أن تظل حياتك كلها متقمصاً شخصية الحمار ولاعباً جميع أدواره ؟!
من يدري ؟!

#معركة_القواصم

You might also like