عذراً (مِسْعِد) !

إب نيوز ٢٨ ديسمبر
فلو كنت إسماً لامعاً في عالم السياسة والنفاق،
لو كنت لصاً (متهبشاً) أو بوقاً (متزلفاً)،
لو كنت مسئولاً أو (صديق مسئولٍ) أو مقرباً أو سيداً أو شيخاً أو نافذاً أو أيَّاً من ذوي الوجاهات،
لو كنت من المقربين السابقين أو اللاحقين أو من ذوي العلاقات العامة والخاصة،
لو كنت أيَّاً من ذلك كله، لما تطلب الأمر ساعاتٍ قليلةٍ فقط للقبض على قاتليك وتقديمهم للعدالة !
لكن لأنك كنت يا (مسعد) مواطناً بسيطاً كادحا يجوب (بحراثته) الصغيرة السهول والجبال والوديان لا لشيئٍ سوى بحثاً عن لقمة عيشٍ نظيفةٍ وشريفةٍ هنا أو هناك، فلا أحدٌ يكترث لك أو يأبه لمظلوميتك !
لأنك كنت أيها المقتول غدراً وظلماً من الذين يلوكون الصخر ويحتسون الجمر في سبيل الوصول ولو إلى أقل القليل من متطلبات العيش والبقاء، فلا أحدٌ يثور لمقتلك أو ينتصر لقضيتك !
ليتك يا (مسعد) كنت مثلهم، ذا (مالٍ) أو (جاهٍ) أو (سطوةٍ) أو (نفوذ) .. ليتك لم تعش حياتك أبداً بسيطاً كادحاً أو مواطناً شريفاً صالحا !
ليتك كنت لصَّاً أو قاطع طريق !
ليتك كنت جباراً شقيا !
على الأقل، كنا سنرى قاتليك الآن يقبعون في السجن، فنحن في زمنٍ لا يُسعَدُ فيه إلا الطغاة والأشقياء .. لا اعتبار فيه إلا للطغاة والأشقياء !
#الشيخ_عبدالمنان_السنبلي
#معركة_القواصم

You might also like