اليمن… عن واقعة استيلاء الحوثيين على السفينة الإماراتية.. شماته حزب الاصلاح وتبريرات ساذجة

إب نيوز ٤ يناير

صلاح السقلدي

لم يفرح الحوثيون بالسفينة الإماراتية التي مسكوها اليوم قُبالة سواحل مدينة الحُديدة اليمنية بالبحر الأحمر مثلما فرح  إعلام ونشطاء حزب الإصلاح وبقية شركاؤه بالسلطة اليمنية المسماة بالشرعية التي هي وحزب الإصلاح بالمناسبة شركاء التحالف بهذه الحرب، ولكن معهم حق أن يسخروا من التحالف ويهزئوا منه نكاية بالامارات برغم شراكتهم معه فنحن إزاء تحالف سمته الغباء والمكابرة.

وحتى تعليقه على ملابسات الحادثة كان مبررا يدعو للشفقة وليس فقط للسخرية.  فاية معدات طبية هذه التي يتحدث عنها هذا التحالف وهو يعرف ان الحوثيين سيعرضون حمولة السفينة بوسائل الإعلام وسيكون التحالف وناطقه مادة للتندر والسخرية بوسائل التواصل، وهو ما حصل ويحصل بالفعل.

ثم إن صح تفسير التحالف للواقعة فهو مبرر غريب،حين قال:  أن سفينة الشحن الاماراتية “روابي” كانت تقوم بمهمة بحرية من جزيرة سقطرى إلى ميناء جازان وتحمل على متنها كامل المعدات الميدانية الخاصة بتشغيل المستشفى السعودي الميداني بالجزيرة بعد انتهاء مهمته وإنشاء مستشفى.!

فهل يعقل ان السعودية الدولة الأغنى بالعالم ستفكك مستشفى ميداني وتعيده إلى بلادها؟ ثم هل سقطرى اصبحت من التنمية والترف الى درجة الاستغناء عن هكذا مستشفى؟  وإذا افترضنا انها فعلا لا تحتاجه، فلما السعودية لم تنقله الى محافظة يمنية اخرى وهي تعرف مسيس الحاجة له في ظل ظروف حرب دامية؟ ولماذا تنقله السعودية بواسطة سفينة إماراتية وليس سعودية؟ وأخيرا وليس آخرا، هل التحالف الذي يرصد حركات وسكنات  القوارب الصغيرة التي لا يتعدى طولها مترين او ثلاثة متر المملوكة للصيادين البسطاء ويبطش بها كل يوم عاجزا عن حماية سفينة بحجم السفينة روابي، وهو يزعم انه يحمي الملاحة الدولية بينما يعجز حماية سفنه؟. ومع ذلك تظل ثمة اطراف مناوئة للتحالف، وللإمارات بالذات تمتلك هي الأخرى مخزون من الغباء ومن الإدمان باستغفال عقول الناس، فأي استلام وتسليم تم بين الحوثيين والإمارات بواسطة سفينة اماراتية مع طواقمها وتحمل علم الامارات؟ وهل انعدمت الحيلة لدى الامارات ان تمرر الاسلحة للحوثيين عبر وسطاء وتجار سلاح او حتى عبر الشرعية نفسها وقوات طارق؟، ثم ما مصلحتها اصلا ان يتسلم الحوثيون أسلحة على مشارف مدينة وميناء الحديدة  وهي تحاول منذ سنوات إخراجهم منها ؟ هل ليضربوا بها حلفائها بالساحل الغربي؟. لكن لا غرو ان نسمع مثل هذه التفسيرات الساذجة طالما والتحالف نفسه يطلق تفسيرات أكثر منها سذاجة،فان كان التحالف بالدف ضاربا،فشيمة شركاؤه الرقصة والفسبكة.

ما ضر التحالف لو كان اقر بالحقيقة بعيدا عن المكابرة وبعيدا ان يأتي بعذر اقبح من ذنب يتم استغلاله خصومه ضده،،فهو اي التحالف يخوض حربا،وفي الحروب الأخطاء والانتكاسات واردة.

 

….إن كان هذا التحالف سيهزم بهذه الحرب فبسبب كمية الغباء الذي يُـثقّـلُ رأسه وبسبب رخاوة شركائه المحليين وضحالة تفكيرهم، وليس بسبب قوة الحوثيين ودهائهم.

*صحافي من اليمن-عدن

You might also like