في ذكرى الوحدة، نقطة نظام!

إب نيوز ٢١ مايو

بقلم الشيخ/ عبدالمنان السنبلي.

إذا لم تكن مهمة الحفاظ على (الوحدة اليمنية) هي أولى أولوياتنا وأبرز اهتماماتنا كيمنيين بالدرجة الأساس، فلا يحدثني أحدٌ عن عروبة أو إسلام أو عن أمةٍ أو هويةٍ أو عن وطن!

لا يحدثني عن تاريخ ولا بطولاتٍ ولا أمجاد ولا انتصاراتٍ ولا صمود ولا ثورةٍ ولا انعتاقٍ ولا سيادةٍ ولا حرية.

الوحدة اليمنية هي في الحقيقة ليست ملك فصيلٍ سياسيٍ بعينهٍ أو حزبٍ بذاته أو أي مكونٍ أو تيارٍ أو حراكٍ أو شمالٍ أو جنوب حتى يُعطي هذا أو ذاك لنفسه الحق في أن يبت في أمرها أو يبحث في مصيرها، ولكنها ملكٌ للأمة وحقٌ مكتسبٌ أصيلٌ من حقوق الشعب اليمني كله.

كما أنها أيضاً ليست ملكٌ لجيلٍ بعينه حتى يمتلك في لحظة انحطاطٍ وطني قرار رفضها أو الانقلاب أو الإجهاز عليها، وإنما هي ملكٌ لكل الأجيال اليمنية المتعاقبة السابقة منها واللاحقة.

هي في الحقيقة حصاد وثمرة نضالات وتضحيات أجيالٍ وأجيال عبر عشرات ومئات السنين.

ألم تكن يوماً لنا ولآباءنا وأجدادنا حلم الأحلام وأسمى الأماني والآمال، فمن خولك أنت أو هو أن تصادروا في لحظة طيشٍ أو انتهازيةٍ رخيصةٍ علينا وعلى آباءنا وأجدادنا هذا الحلم؟

تنازعوا ما شئتم وتقاتلوا ما شئتم، تقاطعوا وتخاصموا واختلفوا لكن لا تقربوا من الوحدة.

لا تجعلوا منها بأي حالٍ من الأحوال أمراً خاضعاً للمساومة مثلاً أو المقامرة أو المغامرة.

لا تفرطوا بها أو تضيعوها فتخسروا أنفسكم وتخسروا الشعب والوطن!

الوحدة عمرها ما أذنبت أو أجرمت بحق أحد،

نحن في الحقيقة من أذنبنا وأجرمنا بحقها..

نحن من تنكر لها ولتاريخنا يوم أن اتهمناها زوراً ولؤماً وحماقةً بأنها هي من تقف وراء ما نعانيه من أزماتٍ وصراعاتٍ وحروب.

يوم أن جعلناها (شماعةً) نعلق عليها عجزنا وكل إخفاقاتنا وأخطاءنا بحق بعضنا البعض.

على أية حال..

ليعلم الجميع أننا قد نتراجع يوماً وفي لحظة من اللحظات عن الديمقراطية أو التعددية أو أي شئٍ لنا ثمين في هذا الوطن إلا أنه لا يمكن لنا بأي حالٍ من الأحوال أن نتراجع قيد أنملة أو نفرط بالوحدة،

فالوحدة اليمنية خط أحمر من اقترب منه أو حاول المساس به هلك وخسر.

 

#معركة_القواصم

You might also like