فريق البرزات وفريق المحمشين !

 

إب نيوز ٢٨ يوليو

 

عبدالملك سام

هناك توتر في الأجواء، والسبب ليست الأمطار فقط، ففي بلد عانى من الإهمال وسوء التخطيط لعقود من الزمن فهذا أمر طبيعي.. أن تشعر بالتوتر، والإحباط، وبحاجتك لأن تلقي باللائمة على أي شخص أمامك، حتى لو كان هذا الشخص يعاني مثلك، بل لعل الطرف الثاني يشعر بالإحباط أكثر منك؛ فعلى الأقل أنت تشعر براحة الضمير عندما تلومه، أما هو فلا حق لديه برأيك أن يقول أنه غير مذنب، وأن كل شيء وصل إلى يديه وهو بهذا السوء!

طبعا الطرف الخارجي، الجاني، المعتدي، يشاهد كل هذا وهو مملوء بالحبور والسعادة؛ فليس أحب إليه من أن يرانا نتبادل الاتهامات فيما بيننا، وننشغل ببعضنا، بينما هو يعمل على توسيع ما يحتله، ويضع الخطط للمزيد من السيطرة ونهب كل ما تصل إليه يديه.. أراض، نفط، آثار، أموال، غلمان وجواري.. أي شيء! وكل ما عليه هو أن يقوم بين الفينة والأخرى ببث بعض سمومه عبر وسائل إعلامه، فيغري بعضنا ببعض؛ فتارة هو يتحدث بإسم الطرف المتعصب ليثير غيظ الطرف المتوتر، وتارة أخرى هو يتحدث بإسم الطرف المتوتر ليقدح في الطرف المتعصب، وبعدها يتفرج على الاثنين وهو يضحك ملء شدقيه!!

دعونا جميعا نضع الحماقة جانبا، ولنفكر ببعض المنطق، ولو أني أعرف أن البعض قد تملكته فورة الدم حتى بات من الصعب عليه أن يسمع حرفا واحدا ليس على هواه! وكل ما أرجوه منكما هو أن تعطوني دقائق فقط، وبعدها يمكنكم أن تفعلوا ما تشاؤون، حتى أن تمزقوا بعضكم.. أتفقنا؟!

– فريق السعاودة ال(……..) المحارشين:
“البعرة تدل على البعير”.. لا أحد منكما مسؤول عما يجري، فالمسؤول الأول عما يحدث لنا اليوم هو الطرف الخارجي الذي يتدخل في شئووننا بينما هو لا يسمح لأحد أن يتدخل في شئوونه! وهو من يحارب شعبنا، ويحاصر بلدنا، ويحتل أرضنا، وينهب ثرواتنا.. فلماذا يحمل كل واحد منا الآخر بجرم ليس هو من أفتعله؟!

– فريق البرزات الظريفين الراقدين:
الطرف المتعصب لا يملك رؤية للحل، أي أنه غير قادر على التحرك في الوقت الراهن، ولكنه بدل أن يترك الآخرين ليعملوا على إخراجنا من هذه الوضعية، لكنه يصر على عدم تركهم ليعملوا دون أن يشغلهم بنفسه! فهو غير مرتاح، ويعاني، ويريد المال، ويحتاج للراحة، ويشكو من الحر، ويتضايق من البرد، ويستفز ويتغنج وكأن الآخرين خلقوا لخدمة حضرته، ولا يعانون مثله بل وأكثر منه! دائما متذمر، وسليط اللسان، وهماز ولماز، وفوضوي، وكأن الناس إذا قالوا له: “تفضل وأرنا ما أنت فاعل” فإنه سيستطيع أن يفعل شيئا! فواجبه إذن أن يمد يد العون للآخرين لا أن يحاول أن يشغلهم بتصرفاته الطفولية..

– فريق المحمشين العسرين الضابحين:
الطرف المتوتر يظن أن الآخرين على إستعداد دائم للخيانة، متناسيا أن هذا لم يحدث في أوج فتنة الدجال الذي سقط! يومها أثبت هؤلاء – الذين تتهمهم اليوم – بأنهم منا وليس منه! وأن كل ما يشاع عن فتن إنما يصلنا من خارج الحدود.. نحن شعب طيب، ولذلك فمن السهل أثارتنا، ولكن سرعان ما نجنح للصلح والوئام، والأمر يحتاج للتعقل والتفاهم وبث روح الإخاء. وإذا لم نعرف كيف نتصرف مع الطرف الآخر فعلى الأقل لنحتضنهم كما أحتضنا (الفاسدين منهم)، وعندها سنعرف أن تسامحنا لم يكن في محله يوم تسامحنا مع اللصوص فزادت أوضاعنا تعقيدا؛ فأحيانا يتحول التسامح إلى تواطؤ إذا لم تكن تحكمه العدالة والانصاف! وفي الأول والأخير فالقلوب بيد الله، فلنراعي الله في مسؤولياتنا.

– فريق اليمنيين الطيبين الغاليين:
“من كان يؤمن بالله واليوم الآخر فليقل خيرا أو ليصمت”.. ولنجعل هذا الحديث دستورنا ونحن نتحاور مع بعضنا.. لا للكذب والإتهام، ولا للتهديد والتخوين؛ فنحن أخوة، وعلى ذات السفينة، ولنتعاون بدل أن نتجادل، ولنتفق بدل أن نختلف، فلا شيء سيحدث إلا ما عملنا لأجله، ولا سوء سيحدث إلا بما قصرنا وتنازعنا.. سموها مسؤولية دينية أو وطنية أو حتى مصلحة، فكيفما حسبتموها فلن نحصل على شيء إلا إذا وضعنا النظام السعودي تحت أقدامنا، وفكرنا باليمن واليمنيين فقط، والله ولي الهداية والتوفيق.

 

 

 

 

*التصنيف غير بريء، وأي صديق لي شعر بأني أوصفه فهذا مقصود.. ففي النهاية نحن اليمنيون متشابهون ولو أختلفنا قليلا عن بعض.. المهم أن نعقل ونفكر بالمنطق.. أتفقنا؟! وتأكدوا أننا ماضون في طريقنا، ومنتصرون بالله، ولن يعيقنا شيء عن تحقيق أهدافنا، ولو أجتمع العالم برمته ضدنا..

You might also like