كاتب ومحلل لبناني : زيارة بن سلمان لباريس عنوانها بحث العلاقات وحقيقتها شراء طوق نجاة

 

 

 

إب نيوز ٤ محرم

هيَ زيارة الغبي لِمَن يعتقد نفسه بأنه نبي؟
عناوين الزيارة تختلف عن مضامينها وخلط الإقتصاد بالسياسة لم يخفي عن ناظر المراقبين هدف ولي العهد السعودي الحقيقي من الزيارة تلك،
إن ما تمخضَ عنه لقاء بن سلمان بالرئيس الفرنسي مانويل ماكرون، فضح النوايا السعودية المستورة إتجاه إيران وسوريا ولبنان واليمن وفلسطين،
وأكدَت أن لا شيء يشي بحلحلة قريبة أو اتفاق ناضج بين الرياض وطهران، ولا يبشر بقرب إنتهاء الحرب في اليمن أو بتمديد ثالث ناجح للهدنة،

لأن تصريحات الرئيس الفرنسي مانويل ماكرون وولي العهد السعودي في ختام الزيارة شكلآ هجوماً مباشراً على ألجمهورية الإسلامية الإيرانية وكالوا لها الإتهامات برعاية الإرهاب والتمدد خارج حدودها الطبيعية،
فإن ما قاله الدب الداشر السعودي بالحرف هو :
أن ما تقوم به إيران لا يخدم مصالحها في المنطقة وهي تدعم الإرهاب وتعمل ضد مصالح المملكة السعودية!
كما وافق ما قاله ماكرون أنه يجب كبح جماح المشروع الصاروخي الإيراني وعدم السماح لطهران التوسع في منطقة الشرق الأوسط،
الرئيس الفرنسي النَزِق هذا يسمح لنفسه ولبلاده بأن تتمدد خارج حدودها وتأتي إلينا من خلف البحار وأن تتوسع في كل بقاع المنطقة، بينما لا يسمح لإيران الدولة الشرق اوسطية الجارة أن تتمدد في محيطها الجغرافي الطبيعي!؟
بن سلمان الذي يفاوض ايران سراً وعلانيةً يتهمها من باريس بدعم الإرهاب وبالتمدد خارج حدودها والعمل ضد مصلحة بلاده، وفي الوقت نفسه يعلن استعداده العمل مع فرنسا داخل سوريا إذا طُلِبَ منه ذلك من خلال توجيه ضربات صاروخية وجوية لمواقع عسكرية سورية تتهم باريس دمشق أنها تحوي سلاح كيميائي رداً على هجوم مفترض في مدينة دوما بتاريخ السابع من نيسان عام ٢٠١٨،
ما قاله ولي العهد السعودي بالضبط إن المملكة قد تشارك في رد دولي في سوريا إذا استدعى الأمر وطلب منها شركاؤها وحلفاؤها الدوليون ذلك. وقال ولي العهد “إذا كان تحالفنا مع شركائنا يتطلب ذلك، فسنكون جاهزين”.

تصريح سعودي غاية في الصلافة ويعبر عن الروح العدائية التي يحملها بن سلمان بداخله إتجاه دمشق الذي يفاوضها سراً واتجاه دول محور المقاومة بسبب عدائهم لإسرائيل،
ويحاول ولي العهد حرف الأنظار عن حقيقة الحرب التي يشنها على اليمن منذ ثمانِ سنوات وتصوير الأمر بأنه صراع داخلي بين اليمنيين متمثلاً بحركة أنصار الله من جهة وحكومة عبد ربه هادي منصور المنتهية ولايته والذي طلب دعم المملكة لحكومته (الشرعية) حسب زعمهُ،
بينما في الحقيقة أن السعودية والإمارات ومعهم خمسة عشرة دولة تتزعمهم الولايات المتحدة الأميركية يشنون حرباً مدمرة على الشعب اليمني الطيب الشبه أعزل ويحاصرونه منذ العام ٢٠١٥ تحت شعار عاصفة الحزم التي فشلت وانكسرت، واصبحت عاصفة الأمل أن يخرجوا من اليمن أحياء،
بن سلمان وماكرون تنافقوا ودَجَلوا وتصوروا ووقعوا اتفاقيات ب ١٨ مليار دولار على حساب الشعب السعودي الفقير والذي يحترق تحت اشعة الشمس في لهيب الصحراء،
الزيارة التي كانَ عنوانها تنسيق المواقف وبحث العلاقات بين البلدين، حملت في طياتها نوايا سعودية للخلاص من الإتفاق الأوروبي الأميركي الرافض تولي بن سلمان السلطة بعد وفاة أبيه،
وبن سلمان بزيارته هذه ربما نجحَ في الإلتفاف على القرار الرافض لوصوله الى العرش، وهوَ قام برشوة ماكرون من خلال هذه الإتفاقيات محاولاً دق إسفين بين باريس وواشنطن في الوقت التي تعيش الأولى ازمة صامتة مع الأخيرة بسبب الحرب على اوكرانيا والتسبب بتضخم الاقتصاد في القارة العجوز وتسعير نيران الحرب في الخاصرة الشرقية لأوروبا،
في ختام الحديث ١٩ بروتوكول و١٨ مليار دولار ما تمخصت عنه زيارة بن سلمان لباريس، هي ليست كافية لشد عصب الرئيس الفرنسي ليقف ضد أي قرار أميركي ضد ولي العهد السعودي،
وما يحتاجه بن سلمان هو عفو إلهي لكي يصبح ملكاً على بلاد نجد والحجاز قبل أن تهب رياح التغيير وينتهي الأمر بآل سعود لاجئين،

بيروت في….
2/8/2022

 

*الكاتب و المحلل السياسي اللبناني

الدكتور : إسماعيل النجار

You might also like