لأول مرة السعودية تعلن عن زيارة لصنعاء..هل هي دلالة اعتراف بالحوثيين!

منى صفوان

إب نيوز ١٧ ربيع الأول

صحافية وكاتبة – رئيسة تحرير عربية فيلكسAF

 

بدون تكهنات، أو تسريبات ، او مصادر اعلامية، وبشكل رسمي ومحترف، وعبر المتحدث العسكري للتحالف ، تعلن السعودية عن زيارة رسمية لصنعاء ، والالتقاء بجماعة الحوثي.

المتحدث الذي اعتاد الاعلان عن ضربة عسكرية محدودة على صنعاء، اعلن هذا المساء عن زيارة سعودية بوفد رسمي، وأسباب الزيارة “مناقشة ملف الاسرى”هذا هو السبب المعلن.
ام غير المعلن، والذي يُقرأ بين السطور فهو “اعتراف سعودي رسمي بجماعة الحوثي ”

وهو الاعتراف الذي باتت الجماعة تطلبه اكثر من أي وقت مضى، لتشعر بسيادتها السياسية على أرض تسيطر عليها عسكرياً.

فالاعتراف الدولي، هو الورقة الوحيدة التي تملكها وتمسكها السعودية، فاعترافها بشرعية الجماعة، يتبعه اعتراف العالم بهم ، وبدء تمثيلهم  الرسمي لليمن، في كل المحافل الدولية، وهذه هي غاية الحوثيين المفقودة.

واي سلطة مهما بلغت قوتها ونفوذها وسيطرتها ، فإنها تبقى بامس الحاجة “للشرعية الدولية” والتمثيل الرسمي للدولة ، حتى لا تشعر انها منبوذة او ضعيفة.

والسعودية تدرك نقاط ضعف خصمها، تمامًا كما يدرك هو نقاط ضعفها ، لذلك رفع الخطاب الحوثي الرسمي لغة التهديد ، بضرب المصالح النفطية الأجنبية في المملكة، وهو قادر على فعلها ان اضطرته السعودية ، ان يقدم على خطوة انتحارية بتفجير المنطقة.

وهو امر العالم برمته في غنى عنه الان، فهذا الازعاج الصاروخي، القادم من اليمن ، يجب ان يتوقف، في ظل الازمة العالمية  في الطاقة ، التي سببتها حرب روسيا

 

 

السعودية تلقن امريكا درساً

السعودية الان تخوض اكبر حروبها مع حليفها السابق “الولايات المتحدة الامريكية ” وتلقنها درسًا قاسيًا بكيفية احترام الشركاء
فبعد قرارها بتخفيض الإنتاج النفطي، ركزت في اكثر من بيان وتصريح على فكرة ، قرارنا يلتزم باحترام قرارات شركائنا.

وهي رسالة لامريكا،المتغطرسة ، والتي انفردت بعدة قرارات تخص مستقبل المنطقة، مثل رفع العقوبات على ايران، او ترسيم الحدود اللبنانية ومكافأة حزب الله بانجاح الاتفاق، وقبلها رفع الدعم اللوجستي الأمريكي عن الحرب السعودية في اليمن، أو التهديد بملف قتل خاشقجي.

لقد اعتادت أمريكا التصرف بصفتها سيدة المنطقة، دون العودة لاهم واكبر الدول فيها  “العمدة” أو السعودية.

لذا فان ” التنازل” السعودي ان صح القول، بإعلان زيارة وفدها لعاصمة الحوثيين، يأتي كمناورة ومحاولة لاغلاق الملف اليمني ، الذي لا تريد استنزاف الوقت فيه اكثر
يقول المثل الشعبي ” من تعرف ديته اقتله” وهذا ما يحدث الان بين الجانبين، أعداء الامس.

ثقة المصالح

فالحوثيين والسعودية يعلمون مقدار الدية ، التي عليهم دفعها، فالثمن الذي سيقدمه كل طرف للتنازل، سيحصل بعده على مكافأة
وكليهما لديهما مصلحة برفع اسوار الثقة بينهما، لكنها ثقة المصالح.

مصلحة الحوثيين، الاعترف والتمثيل الرسمي، وكل ما يتبعه ذلك من سيادة كاملة على اليمن براً وبحرًا وجواً، وماليًا وسياسياً ، اما كسلطة منفردة  او بالمشاركة الصورية  مع سلطة يمنية أخرى تابعة للسعودية.

ومصلحة السعودية ، تبريد المنطقة برمتها، وليس فقط جبهة اليمن، والتفرغ لمشروع ” المشاركة بقيادة العالم اقتصاديًا ”

فالسعودية تريد تهدئة الحوثيين ، وإظهار حسن النية، وانها مستعدة لتجرع السم والقدوم لصنعاء، والالتقاء بالقيادة الحوثية للتفاوض حول الاسرى، او المطار، او الراتب، او الفريق الذي سيربح كأس العالم

المهم ان يربح الحوثي هذه الجولة، وقد ربح ، والان سيكون عليه اهداء النصر لحليفته المؤقته وإعلان الاتفاق على تمديد الهدنة وفق شروط متفق عليها.

وحين يدخل الحوثيون ، ضمن اطار لعبة المصالح مع السعودية، وفنون البرجماتية ، فهذا يعني انتهاء الحرب كسلاح، وبداية الشد والجذب السياسي

وفي كل هذا المشهد المعقد، أمريكا وحرب الطاقة، وروسيا ، والاتفاق النووي ، والحوثيين ، والبرجماتية السياسية، يغيب طرف واحد فقط…

وهو ما بات يعرف في نشرات الاخبار ب “الحكومة الشرعية اليمنية”..!!!! وهو اسم وهمي لا وجود له على الارض، لذا نعم.. اليوم اعترفت السعودية بشرعية الحوثيين.. ” لكن بطريقتها”

You might also like