عهد المِلّكِية الجديد

 

إب نيوز ٧ ربيع الثاني

عبدالملك سام

لمن صاح بي الآن وهو يظن أنني قلت “الملكية”، فليعدل النظارة التي على قصبة أنفه ويشاهد (الشدة) على حرف اللام، و (الكسرة) تحت حرفي الميم والكاف!! ولا اعرف لماذا يعتري البعض الحماس دوما ليثبت أننا على خطأ؟! ثم حتى لو كنت أقصد “الملكية” كنظام حكم فهذا رأي لا داعي لقمعه، فهناك ممالك عديدة في أوروبا وحول العالم، ولا يوجد من هم بمثل حماستنا الجمهوري، وكأننا كنا نعيش في جمهورية “يوتوبيا” الخيالية!؟! فلنستر ما ستر الله وكفى.

لنعد لحديثنا.. المهم، ما كنت أتكلم عنه هو حق التملك الذي يجب أن يناله كل يمني في السعودية والإمارات…. ها أنا مجددا أرى بعض المتحمسين يقفون ويعترضون على كلامي، بل ويتهمونني بتعاطي بعض (الممنوعات)!! لقد أصبحنا شعب متحمس جدا لدرجة أننا لم نعد قادرين على تبادل بعض الكلمات مع بعضنا دون مقاطعة، والآن فهمت معنى عبارة أن العالم سينتهي يوما على يد أحد المتحمسين!

ما كنت أود أن أقوله قبل أن تقاطعوني هو حديث دار بيني وبين أحد الزملاء، بينما كنا نتناقش حول أوضاع المغتربين اليمنيين في السعودية ودول الخليج، ولقد أبديت رأيي في الموضوع، وقبل أن أكمل أربع كلمات وجدت الأخ الزميل يقاطع كلامي بذات الطريقة ويفر، ودون أن يسمح لي أن أكمل فكرتي!!

الموضوع – ولنتفق على تأجيل الاعتراض حتى نهاية كلامي – هو أن المغتربين في الخليج بشكل عام، واليمنيين بشكل خاص، يتم التعامل معهم بشكل بالغ السوء، ولا يوجد دولة في العالم تعامل العمالة الأجنبية بطريقة لا إنسانية أسواء من دول الخليج! ومن ضمن المعاملة السيئة منع تملك الأجير لما يشتريه بحر ماله بشكل مجحف، مما أضطر الكثيرين لأن يشتروا عقارات بوجود شريك خليجي دون أن يدفع هذا الشريك فلسا واحدا!

هذه حقوق يجب أن تعوض وترد لأصحابها، ووفق ما يلوح في الأفق من تغيرات ستعصف بكل طغاة المنطقة، فإن هذه الحقوق لن تبقى كثيرا دون تحصيل.

ثم أننا نتحدث عن آلآف الشهداء والجرحى والمتضريين نتيجة العدوان، ونتحدث عن بلد بأكمله تم تدميره بحقد وغل لا نظير لهما، وهذا ما لن تكفي خزائن آل سعود وآل ناقص لتسديده ولو بعد عشرات السنين، خاصة وهم مستمرين في جرائمهم، ولا يبدو أن الأمور ستسفر عن إتفاق عادل بالسياسة على الأقل، بل ستؤخذ من الأوغاد غلابا وبالقوة.

بمعنى أن هؤلاء لابد وأن يعوضوا المتضررين، فمن أين سيعوضوهم وقد أخذ الأمريكي نصف ما يملكون، والنصف الآخر مودع في البنوك الأمريكية (لاحظوا الأيدي “الأمينة” مرة أخرى)، ولكم أن تتخيلوا كيف سيدفع هؤلاء تعويضات جرائمهم، خاصة وقد فقدنا أعزاء لا يوجد لهم تعويض يفي بخسارتنا لهم.. هل فهمتم ما قصدت في بداية كلامي؟! إذن، قوموا بتوصيل هذا السؤال لدول العدوان، ولا تغتاضوا لو سخروا منكم فقد سخر قبلهم الكثير من الأوغاد، فأين هم الآن؟!!

*لدي مقترح هنا، ولن يفهمه إلا اليمنيين.. أقترح أن يتم تعيين مواطن من (ريمة) كمسئول عن متابعة ملف التعويضات، وأنا أكيد بأن هذا الملف سيحل مهما كانت الصعوبات… أعرف أنكم تؤيدون ما قلت.. وعلى فكرة انا لا أسخر هنا من أهلنا في ريمة لا سمح الله، ولكني معجب فعلا بمثابرتهم ونشاطهم، ودمتم بود.

You might also like