بعض من كل

 

إب نيوز ٢٤ جمادي الأولى

عبدالملك سام

برأيي الشخصي أنه مهما كانت هناك خلافات سياسية بين الدول العربية والإسلامية فلا يجوز أن تقاطع الشعوب بعضها، ودليلي في هذا أن في هذه القطيعة ما يفرح أبناء (شحيبر) أعدائنا ويعود بالفائدة لهم، وطبعا هناك ما يؤكد على ذلك في ديننا وأخلاقنا، وأنا لا أميل أيضا لرأي كل متعصب يجنح لحب التنافر والخصومة فقط ليبدو مختلفا، فالإختلاف يقود للخلاف.

برأيي الشخصي – أيضا – أنه كلما تباعدت الشعوب إزدات مشاكل عدم الفهم، وتجذرت الخلافات وتشعبت، وهي علاقات قابلة للتوريث والإنتقال من جيل إلى آخر! فمثلا هناك عداء بين كل دولتين عربيتين متجاورتين دون أن يسأل أي أحد لماذا هذه الأزمات الغريبة؟!

برأيي الشخصي أن الأنظمة الحاكمة في أمتنا تقود حرب شعواء بالإنابة من أجل تفريق الأمة، وأن مشاركتنا في هذه الجريمة لن يؤدي إلا لتحقيق أهداف أعداء أمتنا الواحدة بالتشرذم والعداء والتفرقة، وأننا سندفع الثمن نحن على المدى الطويل، وبالتالي لن نستطيع الخروج من المأزق الذي نعيشه.

وبرأيي الشخصي – أيضا – أننا تعبنا من تعبنا، وباتت المشاكل مع الآخرين جزء من شخصيتنا، ولعل هذا يعود لرغبتنا في إيجاد مبررات لإحباطنا أمام التحديات التي نواجهها، ولذلك نجد في “الآخر” تبريرا لتعاستنا، وهذا الأمر بالغ السوء لأن هذا لن يؤدي سوى للمزيد من المشاكل..

برأيي الشخصي أننا متوترون، وهذا التوتر يمنعنا من رؤية ما يجمعنا، والتركيز على ما يفرقنا فقط، والحل يكمن في ردم الحفر التي تمنعنا من التواصل؛ فعندما نتواصل سنجد كم نحن متشابهون، وكم نحن حمقى عندما أعتقدنا أن ما يمنعنا من التواصل ماهو إلا عائق عقلي تم حشوه بالقوة في عقولنا من قبل المجرمين.

إنها لكارثة أن اضطر أن أقول بأن هذا هو “رأيي الشخصي”؛ فهذا يعني أننا بتنا نعاني من قمع الأراء التي تدعوا للخير حتى باتت كلمة الحق تقال بصعوبة، وتكون مقبولة بصعوبة أيضا! ولذا فلنتفق جميعا أننا أمة واحدة، ولذلك يجب أن نتواصل، وأن نتشارك مشاعر الرضا والسخط حتى نعرف أننا مع بعضنا على الأقل، وأن هناك من يحاول أن يفرقنا.

لنجعل من المشاعر الأخوية والصادقة رسائل عابرة للحدود، لتصل ويفهم الأخرون أننا بعض من كل، ولنبتعد عن كل ما يفرقنا، ولننشر ثقافة الأخوة والمودة، فنحن معا أقوى، فكما قال نبينا الكريم (ص) فيما معناه أن خير الناس من آلف المختلف، وشر الناس من فرق المؤتلف، فهل فهمنا المعنى وأهميته؟!

….

*دعونا من القيل والقال، ومعنى كلامي واضح كما ارجو، وليس هناك كلام مبهم.. إخوة بمعناها الحقيقي، وليس كما أعتدنا أن نقول في خطاباتنا “أخ” دون أن نعنيها حقا. ودمتم إخوة أعزاء.

You might also like