ممّا جاء في المحاضرة الرمضانية الحادية عشرة للسيد القائد حفظه الله للعام 1444 هـ

إب نيوز ١٣ رمضان

تلخيص/ مرام صالح مرشد

_ الحديث عن حرب الشيطان للإنسان واستهدافه للإنسان ينطلق في ذلك من واقع عداء شديد وخسارة كبيرة التي تكبدها وهو السبب في خسارة نفسه.

_ خسارة الشيطان رهيبة جداً خسر مكانته كان من الجن وارتقى إلى صف الملائكة واستوطن السماء ولكن مشكلته أنه اغتر وعظمت عنده نفسه.

_ عندما خسر ذلك المكان الرفيع وطُرد من السماء مدحورا ملعونا اصبح مصيره المحتوم هو نار جهنم يعذب فيها للأبد.

_ تحول الشيطان من عابد إلى فاسق مجرم خبيث سيء تحول بكل حقده لاستهداف الانسان ولكن الله لم يجعل له سلطان لقوله تعالى: (إِنَّ عِبَادِي لَيْسَ لَكَ عَلَيْهِمْ سُلْطَانٌ إِلَّا مَنِ اتَّبَعَكَ مِنَ الْغَاوِينَ) يقوى تأثيره على الذين ينحرفون بأنها ضعفت لديهم كل عوامل المنعة الفطرية والإيمانية فإذا ضعف ايمان الانسان قوي عليه تأثير الشيطان.

_ الانسان كان بإمكانه أن ينحرف حتى لو لم يكن هناك شيطان لكن وجود شيطان من الجن هو عدو للإنسان يمثل حافزاً للإنسان إذا كان واعياً فاهماً أن يتجنب طريق الانحراف والضلال طالما على رأسها عنصر خبيث جداً هو الرجس وهو عدوه الشيطان الرجيم.

_ الانسان بحاجة إلى أن يستوعب هذه العداوة وأن يحمل عداءه للشيطان ليكون ذلك عاملاً من العوامل المهمة التي تحد من تأثير الشيطان عليه وتدفع الإنسان للاستقامة في طريق الحق والخير والفلاح بعيد عن طريق الانحراف.

_ الله تعالى فضح أساليب الشيطان وأنه يعتمد أسلوب الغرور والتضليل وأنه يزين للإنسان القبائح فيقول تعالى: (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا لَا تَتَّبِعُوا خُطُوَاتِ الشَّيْطَانِ وَمَنْ يَتَّبِعْ خُطُوَاتِ الشَّيْطَانِ فَإِنَّهُ يَأْمُرُ بِالْفَحْشَاءِ وَالْـمُنْكَرِ وَلَوْلَا فَضْلُ اللهِ عَلَيْكُمْ وَرَحْمَتُهُ مَا زَكَا مِنْكُمْ مِنْ أَحَدٍ أَبَدًا وَلَكِنَّ اللهَ يُزَكِّي مَنْ يَشَاءُ وَاللهُ سَمِيعٌ عَلِيمٌ) تحذير مهم كفيل لو أخذنا به لحمايتنا بشكل تام من توريط الشيطان لنا.

_ البعض من الناس لو يطرح الشيطان عليه جريمة الزنا او الفساد الاخلاقي من اللحظة الأولى لاستفزه ذلك الموقف غاية الاستفزاز بفطرته وإيمانه وعفته وغيرته يأبى له ذلك أشدّ الإباء لكن الشيطان يبدأ خطوة فخطوة خطوات تدنس نفسيات الإنسان وتضعف فيه الحالة الايمانية ومن خلال المشاهد الخليعة في القنوات الفضائية او مواقع التواصل الاجتماعي والمراسلات الخليعة خطوة فخطوة حتى يضرب في نفسك كل تلك الحواجز من المعاني الايمانية والفطرية العظيمة.

_ الاعمال المهمة والتخاذل عنها يحاول الشيطان أن يستغل الفرصة لإقعادك عنها فقد قال: (قَالَ فَبِمَا أَغْوَيْتَنِي لَأَقْعُدَنَّ لَهُمْ صِرَاطَكَ الْـمُسْتَقِيمَ).

_ الانسان إذا سار وراء الشيطان في أول خطوة يتشجع الشيطان ويحاول أن ينزلق به نحو الخطوة الثانية فإذا انزلق نحو الخطوة الثانية تشجع عليه أكثر وقوي عليه أكثر ويحاول أن يوقع به نحو الخطوة الثالثة وهكذا.

_ من أولويات الشيطان التي يسعى بها للإيقاع بالناس فيها هي الفحشاء فإنها من أكثر المعاصي في العالم انتشاراً وهي أولوية مهمة بالنسبة للشيطان.

_ الشيطان يسعى في اتجاهين:
اتجاه الدفع بك نحو التجاوز لحدود الله في فعل المحرمات والانتهاك للحرمات والتنصل والتخلي والتفريط في المسؤوليات فتخل بأوامر الله التي أمر بها وهذه معصية واتجاه والاتجاه الآخر تتجاوز مانهى الله عنه وهي معصية.

_ بعض الحالات التي يقع الإنسان فيها هي حالة غفلة وانجذاب نحو عمل سيء أو الإخلال بعمل مهم وهي مصيدة من مصائد الشيطان التي يرى الفرصة للإيقاع بك.

_ يشتغل الشيطان حتى في المجالات التثقيفية باسم الدين لقوله تعالى:(وَأَنْ تَقُولُوا عَلَى اللهِ مَا لَا تَعْلَـمُونَ) يستهدف حتى الفئة المثقفة في نشاطهم العلمي والتقديم للدين نفسه ويورطهم بالقول على الله بغير علم.

_ الشيطان لعنه الله وبدأ نشاطه لوحده بعد أن طرد وعمل بالاستهداف في أول جولة لآدم وذريته لإخراجهما من الجنة عندما نهاهما الله من الأكل من الشجرة وحذرهما من الشيطان وبين لهما أنه عدوٌ لهما وأنهما إن أكلا من تلك الشجرة سيخرجها من الجنة فزين الشيطان لهما الموضوع حتى صورها لهم أنها نبتة إذا أكل منها الإنسان لا يموت أبداً ويتجدد ملكه فلا يبلى فأخرجا منها وهما يتغطيان بورق الجنة ليسترا به سوأتهما ولكن الشيطان وسع نشاطه.

_ يقول الله: (وَإِذْ قُلْنَا لِلْـمَلَائِكَةِ اسْجُدُوا لِآَدَمَ فَسَجَدُوا إِلَّا إِبْلِيسَ كَانَ مِنَ الْجِنِّ فَفَسَقَ عَنْ أَمْرِ رَبِّهِ أَفَتَتَّخِذُونَهُ وَذُرِّيَّتَهُ أَوْلِيَاءَ مِنْ دُونِي وَهُمْ لَكُمْ عَدُوٌّ بِئْسَ لِلظَّالِـمِينَ بَدَلًا) له ذريته الذين تفرعوا منه وهم معه يتجهون بالخبث والشيطنة.

_ يقول الله في حال اهل النار: (فَكُبْكِبُوا فِيهَا هُمْ وَالْغَاوُونَ وَجُنُودُ إِبْلِيسَ أَجْمَعُونَ) اتساع دائرة النشاط الشيطاني من خلال شبكات وأعوان وشياطين من الجن كثر مسألة يجب أن نستوعبها جيداً حتى فيما ورد عن رسول الله صوات الله عليه وعلى آله من الأحاديث أنهم يعملون وفق نظام التخصصات كلاً له تخصصه.

You might also like